صدى الشعب – تأثرت دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بعاصفة ثلجية خلال نهايات فصل الخريف من العام 2013، وبالتأكيد فإن أول ما يتبادر إلى أذهانكم عندما نقول “عاصفة ثلجية” وفي الخريف، هي العاصفة الثلجية الشهيرة “إليكسا” التي قلبت الطاولة على ثلوج الشتاء، والتي تفصلنا أيام قليلة عن ذكراها الحادية عشر.
تفاصيل العاصفة الثلجية “إليكسا” والأنظمة الجوية المسببة لها بإذن الله
وفي التفاصيل، بدأت قصة العاصفة الثلجية “إليكسا” عندما تأثرت مناطق واسعة من القارة الأوروبية بمرتفع جوي صلب وعنيد في ذلك الوقت، اندفعت على إثره كتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية باتجاه البحر الأسود ثم تركيا، ولاحقًا إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة، حيث توضعت فوقنا لمدة يومين.
وعلى إثر اندفاع الرياح القطبية بصورة مباشرة نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، تشكل منخفض جوي عميق محمل بكميات كبيرة من السحب المثقلة بالأمطار الغزيرة والثلوج، والتي كانت تنتظر مشيئة الله حتى تفرغ كامل حمولتها على بلاد الشام عامة، مما تسبب في تسجيل سماكات كبيرة للثلوج علاوة على هطول كميات ضخمة من الأمطار.
وبالتزامن مع ذلك كله، كانت الأنظمة الجوية السائدة في المنطقة ككل تسمح بولادة منخفض جوي عميق تمركز بداية فوق سوريا ثم ما لبث وأن تطوّر منخفض جوي جديد تمركز فوق الأراضي اللبنانية، مما ساهم في تعزيز الهطولات المطرية والثلجية.
طقس مستقر ودافئ سبق العاصفة “إليكسا” وكان الأجواء في فصل الربيع
وقد خدعت الأنظمة الجوية سكان بلاد الشام، حيث عاشت المنطقة مع بدايات شهر ديسمبر 2013 أشبه بالأجواء الربيعية، وشهدت ارتفاعًا على درجات الحرارة إلى بداية العشرينيات مئوية في معظم المناطق، إلا أن هذه الأجواء الربيعية لم تكن إلا مقدمة لأول منخفض جوي يزور المملكة ولم يكن كسابقيه من المنخفضات الجوية لاسيما من حيث البرودة الشديدة والتوقيت المبكر.
متى بدأ التأثير الفعلي والمباشر للعاصفة الثلجية “إليكسا” على المملكة؟
وبدأت العاصفة الثلجية بالتأثير فجر الخميس الموافق لـ12-12-2013 على كافة المرتفعات الجبلية، وتزايد تأثيرها بشكل لافت خلال يومي الجمعة والسبت، مُشكلة العاصفة الثلجية الأقوى في شهر كانون أول/ديسمبر منذ بدء السجلات المناخية الأردنية، والأقوى منذ عاصفة شباط 2003 التي اجتاحت شمال ووسط المملكة بما فيها العاصمة عمان بقوة كبيرة، مرفقة بتساقط كثيف للثلوج.
ومع وصول الجبهة الرئيسية المصاحبة للمنخفض الجوي الجديد، انتظم واشتد الهطول الثلجي فوق معظم أرجاء المملكة وفلسطين وجنوب سوريا ولبنان، بحيث فاقت سماكات الثلوج المترين في جبال عجلون وكذلك الحال في مرتفعات غرب نابلس، في حين اقتربت من المتر في مرتفعات البلقاء وشمال عمان بالإضافة لجبال الطفيلة والخليل في جنوب الضفة الغربية، وكل تلك الأرقام قياسية بالنسبة للنصف الأول من شهر ديسمبر، ولم تعهد المنطقة مثلها حتى في فصل الشتاء خلال السنوات الأخيرة رجوعًا حتى شباط من العام 1992 الثلجي الشهير.
طقس قارس البرودة رافق العاصفة الثلجية ورياح عاتية عصفت بالمنطقة
وهبت مع بداية المنخفض الجوي العميق وقبيل مرور جبهاته الثلاث الرئيسية رياحٌ عاتية لامست في أكثر من 5 مناسبات حاجز الـ90-100 كم/ساعة في العديد من المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان، واللافت أن الرياح العاصفة لم تهدأ كالعادة مع هطول الثلوج وإنما ازدادت في شدتها مما خلق ثلوجًا عاصفة بشكل متطرف. ووصلت سرعة هبات الرياح إلى 129 كم/ساعة في محطة رصد الطف/البلقاء ولامست معدلاتها حاجز الـ80 كم/ساعة.
أما درجات الحرارة، فلم تكن متطرفة كثيرًا عن الصفر المئوي في أغلب المناطق عدا جبال الشراه، في حين انخفضت الصغرى في الأخيرة إلى ما دون -10 مئوية خاصة مع ليلة الأحد في رقم قياسي جديد بإذن الله، وسجلت بعض المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان بحدود -2 إلى -4 مئوية.
“طقس العرب”