المصري: المهرجانات الزراعية وسيلة تسويق رائدة يجب أن تستدام
البشير: المهرجانات والمعارض الزراعية فرصة لدعم الأسر المنتجة
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد خبراء ومختصون بالزراعة والاقتصاد الاجتماعي أهمية المهرجانات والمعارض الزراعية كوسيلة فعالة لدعم تسويق المنتجات الزراعية والأسر المنتجة، مشيرين إلى نجاح مهرجان الزيتون كنموذج لهذه الفعاليات التي تتيح للمستهلكين الوصول المباشر إلى المنتجات، وتوفر منصة بديلة للتسويق بعيدًا عن تكاليف الأسواق التقليدية.
وأشاروا خلال حديثهم لـ”صدى الشعب” الى أهمية دعم هذه المبادرات التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الأسر المنتجة والمستهلكون على حد سواء.
وشهدت المملكة خلال العام الحالي تنظيم العديد من الفعاليات الموسمية التي شملت مهرجانات ومعارض متنوعة، توزعت بين العاصمة عمان ومختلف محافظات المملكة، وخصوصًا محافظات الشمال، ومن أبرز هذه الفعاليات مهرجان الزيتون السنوي ومهرجان الرمان السنوي، إلى جانب مهرجان الطعام العالمي، كما أقيمت معارض مميزة للمنتجات اليدوية والفنية، مثل معرض عمان للهدايا والتحف، وغيرها من الفعاليات التي لاقت إقبالًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع.
وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات أشار خلال ختام مهرجان الزيتون الى إن مبيعات مهرجان الزيتون الـ”24″ ومعرض المنتجات الريفية، زادت عن 3.2 مليون دينار، وبلغ عدد زوار المهرجان أكثر من 361 ألف زائر.
وأشار، إلى أن كميات زيت الزيتون المباعة بلغت نحو 189 طنا، مضيفا إن إجمالي عدد المشاركين بالمهرجان بلغ 1050مشاركا وعارضا، جلهم من السيدات المعيلات لأسرهن.
وبهذا الشأن أكد وزير الزراعة الأسبق، سعيد المصري، أن المهرجانات الزراعية، مثل مهرجان الزيتون الذي حقق نجاحًا كبيرًا، تعد وسيلة فعالة للتسويق، حيث تقرب المستهلك من المنتج بشكل مباشر، موضحًا أن هذه الممارسات شائعة عالميًا وتمثل أسلوبًا متبعًا في الترويج والتسويق للمنتجات الزراعية.
وأضاف المصري خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن خطة وزارة الزراعة الحالية، التي تُنفذ تحت رعاية الوزير الحالي، تُعتبر خطة منسقة ورائدة، لافتًا إلى أن استدامة المهرجانات الزراعية السنوية فكرة ممتازة وقابلة للتطوير.
وأشار إلى أهمية إنشاء معارض دائمة بعيدًا عن الأسواق المركزية لتجنب الرسوم الإضافية، ما قد يحفز المستهلكين على الإقبال والشراء بشكل أكبر.
وأشار إلى أن الخطوات التي تتبعها وزارة الزراعة في المرحلة الحالية تعتبر سليمة ولا يشوبها أي خلل، إلا أن الواقع الاقتصادي الحالي للمستهلك وقدرته الشرائية بحاجة إلى تحسين لتشجيع الاستهلاك وزيادة الصرف، مؤكدا أن التطور الذي تشهده المهرجانات الزراعية سنويًا دليل على إدارة فعالة وعمالة متطورة.
وفيما يتعلق بدور الجمعيات التعاونية، أوضح المصري أن هذه المهرجانات توفر لها حاضنة تتيح لها بيع منتجاتها دون تكبد خسائر كما يحدث في المحلات التجارية.
وأضاف أن الوزارة تدعم هذه الجمعيات، بما في ذلك جمعيات النساء، لمساعدتها على تسويق منتجاتها التي يصعب وصولها إلى الأسواق، معتبرًا أن هذه الجهود تمثل فضيلة أخرى لدور وزارة الزراعة في تعزيز التسويق الزراعي ودعم الفئات المنتجة.
وأشاد المصري بجهود وزارة الزراعة في دعم المزارعين والجمعيات التعاونية، مؤكداً أن هذه المبادرات تستحق الاستمرار والتطوير.
من جهته أكد الخبير الاقتصادي محمد البشير أهمية استمرار المهرجانات والمعارض الزراعية، مثل مهرجان زيت الزيتون، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه ديمومتها.
واعتبر أن تحويل هذه المهرجانات إلى فعاليات موسمية يعد وسيلة فعالة للترويج لمنتجات الأسر المنتجة، إلى جانب دعم المؤسسات الزراعية والصناعية.
وأوضح البشير خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن هذه الفعاليات توفر للأسر المنتجة منصة بديلة لتسويق منتجاتها دون الحاجة إلى تأسيس منشآت مباشرة، تتطلب تكاليف باهظة تشمل أجور المكان، التراخيص، النفقات، الضرائب، والرقابة الحكومية.
وأضاف أن هذه المهرجانات تمثل فرصة مهمة لمن لا يمتلك القدرة على تحمل هذه الأعباء، مما يتيح لهم تقديم منتجاتهم، حتى لو كان إنتاجهم يقتصر على نطاق منزلي أو بيتي.
وأشار إلى أن هذه المهرجانات تسهم في دعم “اقتصاد الظل”، الذي يشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد الوطني، بسبب الضغوط الاقتصادية وكلفة المعيشة المرتفعة.
وأوضح أن ارتفاع تكاليف التعليم، الصحة، النقل، والسكن، مع تدني مستويات الدخل وزيادة معدلات البطالة، جعل من هذه الفعاليات فرصة حقيقية للأسر المنتجة لتحقيق دخل يساعدها على تجاوز أزماتها الاقتصادية.
وشدد على أن المهرجانات الزراعية تُعد منصة تسويقية ليس فقط للأسر المنتجة، بل أيضًا للشركات والمؤسسات الزراعية التي تصنع المنتجات الزراعية وتنتج زيت الزيتون ومشتقاته، بالإضافة إلى المنتجات اليدوية، مؤكدا أن هذه الفعاليات تدعم البيع المباشر للمواطنين، وتحقق استجابة إيجابية تتماشى مع موسمية المحاصيل الزراعية.
وأشار إلى أن توقيت المهرجانات مرتبط بمواسم قطاف الثمار والمحاصيل، مما يجعلها تعكس بشكل مباشر دورة الإنتاج الزراعي، معتبرا أن هذه المهرجانات والمعارض هي إضافة مهمة للاقتصاد الوطني، حيث تتيح فرصًا جديدة لتسويق المنتجات الزراعية ودعم الفئات الأكثر تأثرًا بالضغوط الاقتصادية.