أحاول أن أكون بريئًا؛ فلا أنقد أحدًا، كما لم أعتد نقد أحد، مع أنّ كثيرًا من الآحاد يعتقدون غير ذلك! بل إن كثيرا من الآحاد الذين استقووا بأصفار كي يصبحوا عشرات، أو مئات يعتقدون أن كلامي ليس صحيحًا، ومع ذلك لن يقوى أي رقم بأصفار !
ما حدث في خطابات الثقة، ليس مجرد أخطاء لغوية لنوّاب، فقبلهم مسؤولون رفعوا ” الأردنيون”، ليس جهلًا، بل ربما من باب الحرص على عدم جرّهم!! فالمسألة ليست لغة النواب، ولا لغة المسؤولين،! بل هي أكثر من ذلك، وأكبر بكثير!!
(01)
نظامنا التعليمي!
إن أبرز أهداف التعليم كما وردت في قانون التربية، هي إتقان المهارات الأربع: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة. بل إن السكاكيني وغيره، كانوا يعتقدون أنّ المدرسة هي لتعليم القراءة، والكتابة، والحساب ، وأمورٍ غيرها!
إذن؛ بعد عقود من التعليم، وهذه ليست مسوولية الحكام الحاليّين للتعليم في سائر المؤسّسات التعليمية، بل هي مسوولية انحدار قديم بدأ في تسعينات القرن الماضي! إذن؛ فالمسؤولون الحاليون ليسوا مسؤولين إلّا إذا لم يغيروا مناهج تدريس اللغة العربية فورًا!! فهل يفعلها أحد؟
إن مؤشر انحطاطنا اللغوي هو مؤشر جديد على هزالة أوضاع التعليم المتمثلة بالتراجعات، والفجوات غير القليلة! المعلمون لا يتقنون اللغة العربية، ولا غيرهم، بل إن مسؤولًا في مركز تربوي مرموق، أراد الردّ عليّ، ليرضي رؤساءه ارتكب في مقالة واحدة سبعة وعشرين خطأ! هذا المسؤول كان يشارك بشكل رئيس في اختيار مشرفي اللغة العربية في وزارته!!
(02)
مناهج اللغة العربية
لست ممن يشكّون في أنّ هناك عوامل عديدة، تسهم في “الانحطاط ” اللغوي، لكن تبقى المناهج ومعلموها من أبرز”المسؤولين” عن هذا الانحطاط. إن مناهج تدريس اللغة العربية منذ خمسين عامًا، مسؤولة عن الظاهرة اللغوية البرلمانية، فلم تخل مناهج اللغة العربية بما فيها المناهج الحديثة، أو الجديدة من كل السلبيات التي “تُطفِّش” الطلبة، وغيرهم من حبّ اللغة، وهي عامل أساس من إتقانها. فالمؤلفون أنفسهم، ومشرفوهم
ما زالوا يرتكبون أخطاء”غير بشرية/ فنيّة” يقدمونها نماذج تحتذى!!! مشكلتنا إذن؛ ليست في لغة النواب، بل في النوائب التي أشرفت على مناهج اللغة، وتدريسها منذ خمسين عامًا، وما زالت، وبتصاعد!!!!
(03)
تيمس 2023
صدرت قبل قليل نتائج اختبار تيمس 2023. أوضحت النتائج مزيدًا من تراجع طلابنا، وتراجع ترتيبنا! لأ أريد سَلْقَ الأمور، لكن سأكتب في مقالة لاحقة بشكل منفرد عن التراجعات الجديدة في الصفّين الرابع والثامن. فقد كنا في آخر سبع دول، ثم صرنا بفضل التطوير في مراتبَ أكثرَ تراجعًا!! أما في اختبار القرائية ” بيرلز” ، فقد وصلنا بجهدهم إلى ما قبل الأخير.
فهل نشهد ثورة تعليمية، ولو إرهابية لتحسين التعليم؟؟
فهمت عليّ جنابك؟!