صدى الشعب – كتب د.ماجد الخضري
لاشك ان مخطط تفتيت عددا من الدول العربية واعادة هيكلة المنطقة هو مخطط قائم ومطروح منذ زمن بعيد وكما عملت امريكا والكيان الصهيوني على تقسيم السودان الى (سودان وجنوب السودان) واشعلت الحرب في السودان بين مكونات الشعب الواحد فان ما يجري في سوريا ليس بعيد عن تلك المخططات الهمجية .
عانت سوريا منذ سنوات من الانقسام والفرقة في اعقاب ما عرف بموجبة الربيع العربي التي ساهمت بتدمير عدد من الدول العربية مثل العراق وليبيا واليمن وتراجع بعض الدول اقتصاديا وسياسيا مثل مصر وتونس وان كان الربيع العربي بحد ذاته قد انطلق لان الشعوب العربية كانت تواقة للحرية الا ان القوى الاستعمارية قد سرقت الفكرة وجرى الانقلاب عليها وتم تدمير الدول العربية التي اندلعت فيها الاحتجاجات والمظاهرات المتشوقة للحرية وتحول الربيع العربي الى خريف دمر الدول واثر على مستقبلها بشكل سلبي .
وفي سوريا اليوم بعد ان جرى تدميرها واضعافها فان المخطط اليوم هو تقسيم سوريا الى عدة دول بحيث يكون هناك دولة سنية واخرى كردية وثالثة شيعية وربما رابعة درزية بحيث تبدو دولة الكيان الصهيوني في المنطقة دولة طبيعية فيكون في الشرق الاوسط دول قائمة على الاعراق والاديان دولة شيعية واخرى سنية وثالثة يهودية ورابعة درزية وهكذا وبذلك يتم السيطرة على منطقة الشرق الاوسط من قبل امريكا واسرائيل وتبقى هذه المنطقة منطقة ضعيفة تابعة…. مفتته مقسمة لا حول لها ولا قوة
فالصراع في الشرق ” بلاد الشام والعراق ومصر ” هو صراع قديم يتجدد كل فترة فالحروب الصليبية التي استمرت ما يزيد عن مئتي عام على هذه المنطقة تم حروب التتار ثم الاستعمار الحديث حيث كانت الاطماع دوما السيطرة على هذه المنطقة التي تعتبر قلب العالم ومهد الديانات السماوية الثلاث .
فالغرب يعلم علم اليقين ان قيادة العالم في العصور القديمة والوسطى كانت من هذه المنطقة وان هذه المنطقة مهيا لقيادة العالم في اي لحظة لذلك وضعت المخططات منذ الحرب العالمية الاولى من اجل اضعاف منطقتنا وجعلها منطقة تابعة مقسمة مفتتة لا حول لها ولا قوة .