صدى الشعب – كتب ناجح الصوالحه لن ندّعي أننا نحن فقط من يتألم من مناظر أطفال ونساء غزة وحالهم مع الشتاء والبرد والرياح، التي اقتلعت خيامهم وفراشهم عن أجسادهم، التي ينظر لها هذا العالم دون تحرك إنساني أو حضاري ينقذ هؤلاء البشر الذين هم جزء من عالمنا الذي يطالب الغرب أن يكون أكثر إنسانية.
تأثرنا وأزيد أن أكثرنا بكى وتقطع قلبه وهو يشاهد أطفالا يرتجفون من شدة البرد وقوة الرياح، وانتشرت كالنيران بالهشيم صور لمعاناة أهل غزة مع المنخفض شديد البرودة الذي يمر بمنطقتنا، 80 بالمئة من الخيام اقتلعت أو تأثرت بشكل كبير وأصبح ساكنوها في العراء ومواجهة هذا البرد القارس، يزيدنا قهرا أن هؤلاء الأطفال لديهم نقص حاد في التغذية ونقص في توفير ملابس أو أغطية منذ بداية هذه الحرب.
القرار السياسي العربي أدركناه منذ بداية هذه الحرب وارتباطه بمسارات دولية لا تسعفه أو تقلل من قوة تأثيره في مواجهة هذا التعنت الدولي المؤيد لقرارات الكيان الصهيوني والداعم له رغما عنه برضاه أو دون رضاه، وللإنصاف وهي شهادة لا تنتظر منا نحن الأردنيين أن نعلنها أن الفعل السياسي الأردني واضح وضوح الشمس، وللآن قيادتنا ووزير خارجيتنا يشنان حربا لا هودة بها على الكيان الصهيوني وفضح أمره أمام الرأي العام الدولي وأصحاب القرار العالمي، ونزيد أن الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية قامت وتقوم للآن بدور إنساني يقنعنا ويخفف?عنا.
من هنا لا بد من أن يكون لدينا قرار إنساني عربي يشكل قوة ضغط له مفعول وأثر على المستوى الإنساني، يكون هذا القرار من خلال إيجاد شبكات مجتمعية تفاعلية بين جميع الدول العربية والدول الداعمة للحق الإنساني للشعوب وخاصة الآن نتحدث عن الخزي العالمي بسكوته عما يجري في قطاع غزة، تتبنى هذا التحرك منظمات عربية قوية تدعمها منظمات إنسانية دولية وقد وجدنا هذه القابلية من منظمات إنسانية عالمية داعمة للحق الفلسطيني.
قرارنا الإنساني العربي يكون مفعوله اقوى لعدم ارتباطه بمسارات سياسية وينتهج نهجاً اساسه خدمة الانسان والانسانية ويتماشى مع متطلبات مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، لهذا سيكون مفعول هذا التحرك ذا جدوى لوجود رغبة لدى أصحاب الفكر الحضاري المتقدم البعيد عن خباثة الفعل السياسي اللعين والذي شاهدنا آثاره في حرب غزة وجبنه في وقف هذا القتل لأطفال ونساء وشيوخ غزة.
لا بد من فعالية عربية على مستوى المعاناة التي تمر بها غزة وأن يكون للإنسان العربي دوره في بذل جهده، فعالية ينظمها ويديرها منظمات العمل الانساني العربي بمشاركة قوية من شركاء هذا العالم المطالبين بحق الانسان اينما كان في العيش بسلام وأن يحفظ حقوقه، وهي دعوات تتبناها القيم العالمية المتحضرة.