في جولة تستمر خمسة ايام لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بدأها بتل أبيب تتناول مسألة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. وأعرب بومبيو خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس، عن أمله بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وتشمل جولة بومبيو الشرق أوسطية الخرطوم والبحرين على أن يختتمها بزيارة الإمارات.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى تل أبيب في إسرائيل في مستهل جولة في الشرق الأوسط تستمر خمسة أيام، يثير خلالها مسألة تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ومسائل أخرى منها العلاقات مع إيران وطائرات إف-35 الحربية التي تسعى الإمارات للحصول عليها.
وأعرب بومبيو عن “أمله” بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس “آمل أن أرى دولا عربية أخرى تنضم” للخطوة الإماراتية. وكانت إسرائيل والإمارات قد أعلنتا في 13 أغسطس/آب الجاري عن اتفاق تطبيع للعلاقات بينهما تم بوساطة أمريكية.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى الفرصة التي تنتظر شركاء المستقبل “للعمل جنبا إلى جنب والاعتراف بدولة إسرائيل”. وشدد المسؤول الأمريكي على أن “إيران لن تملك أبدا سلاحا نوويا”، وحض المجتمع الدولي على إبقاء حظر الأسلحة المفروض على الجمهورية الإسلامية.
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو أيضا نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس.
من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الصفقة مع الإمارات بأنها “نعمة للسلام والاستقرار الإقليمي”. مضيفا “أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة حيث يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها”.
كما قال نتانياهو “آمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب”. ووصف نتنياهو اتفاق بلاده مع الإمارات الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يبرم مع دولة عربية منذ ربع قرن، بأنه “تحالف المعتدلين ضد الراديكاليين”.
وبعد إسرائيل، يتوجه بومبيو إلى الخرطوم للبحث في العلاقات الإسرائيلية السودانية و”المرحلة الانتقالية” في هذا البلد الذي طوى العام الفائت ثلاثة عقود من حكم عمر البشير. ثم ينتقل إلى البحرين والإمارات، وفق المتحدث باسمه.
وتعتبر الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، إذ سبقتها كل من مصر في العام 1979 والأردن 1994، واللتين كانتا في حالة حرب مع إسرائيل.
وبناء على اتفاق التطبيع، أعلنت إسرائيل والإمارات نيتهما تكثيف التبادل التجاري وبيع النفط الإماراتي لإسرائيل إضافة إلى التكنولوجيا الإسرائيلية للإمارات، مع تنشيط قطاع السياحة ومشروع تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وكل من دبي وأبوظبي.
وعقب اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي الإماراتي، برزت التساؤلات حول من هي الدولة التي ستلحق الإمارات في التطبيع مع الدولة العبرية.
وتشير المعطيات إلى كل من البحرين وسلطنة عمان والسودان التي طوت صفحة رئيسها السابق عمر البشير، لكن إسرائيل لا تزال من الناحية العملية في حالة حرب مع السودان الذي دعم لسنوات الحركات الإسلامية المتشددة.
وكانت السودان قد أعفت الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من مهام منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك “للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية”.
وأكدت الوزارة أيضا، أن وزير الخارجية الأمريكي سيلتقي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” الصادرة في تل أبيب الأحد “يمكن التوصل إلى اتفاق كامل في غضون شهر” في إشارة إلى الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي.
لكن ثمة ملفا آخر يبدو حساسا بالنسبة إلى إسرائيل: احتمال أن تبيع الولايات المتحدة الإمارات مقاتلات من طراز إف-35.
وقال جوشوا تيتلباوم الخبير في الخليج في جامعة بار إيلان الإسرائيلية إن “الإمارات تقول إن هناك وعدا، في حين تنفي إسرائيل هذا الأمر ولكن هناك تدابير يمكن اتخاذها لإرضاء اسرائيل”، لافتا إلى اتفاقات سبق أن أبصرت النور في الكواليس لتسهيل بيع مقاتلات إف-15 للسعودية والدولة العبرية.
تاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول أخرى في الشرق الأوسط بينها الأردن ومصر لأنها تريد الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في المنطقة. وأكد نتانياهو أن الاتفاق مع الإمارات الذي رعته واشنطن لا يشمل بندا ينص على بيع تلك المقاتلات للدولة الخليجية.