صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
في ظل التزايد المستمر لحالات اضطراب طيف التوحد في جميع أنحاء العالم، نتجه الأنظار نحو أهمية الوعي بأساليب التعامل مع الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، الضمان اندماجهم في المجتمع بشكل صحي وسليم، الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد يتمتعون بقدرات خاصة قد لا تكون واضحة للآخرين،لذلك فإن فهم احتياجاتهم وطرق التواصل معهم يمكن أن يحدث فارقا كبيرا في حياتهم.
تقول الدكتورة زين الذيب اخصائية نفسية لـ صدى الشعب”، إن اضطرابات طيف التوحد في الحالات التي يواجه فيها الأشخاص صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي، أو يعجزون عن استخدامها بشكل مطلق.
ويظهرون سلوكيات مفيدة أو تكرارية حيث يواجه المصابون صعوبة في التواصل مع الآخرين والارتباط بهم. وأشارت الذيب إلى أن المصابين باضطراب طيف التوحد تكون لديهم أنماط سلوكية أو اهتمامات أو أنشطة محدودة، وغالبا ما يتبعون روتينا صارما في حياتهم، وحيث يستند التشخيص إلى مراقبة الطفل، وتقارير الأهل ومقدمي الرعاية، والاختبارات النوعية المعتمدة للتحري عن التوحد. واشارت إلى أن معظم المصابين يستجيبون بشكل جيد إلى المداخلات العلاجية القائمة على المداخلات السلوكية المنظمة بشكل عال حيث تعتبر اضطرابات طيف التوحد من اضطرابات التطور العصبي، وجرى اعتبار التوحد بأنه طيف أو نطاق من الاضطرابات، لأن مظاهرة تتباين كثيرا من حيث النوع والشدة.
وحول الاعراض التي تظهر على المريض، قالت أنها تتمثل بأن المريض لا ستند تسيستجيب المناداة اسمه، ولا يكثر من الاتصال البصري المباشر، وبيدو أنه لا يسمع محدثه ويرفض العناق أو ينكمش على نفسه، ويبدو أنه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، ويبدو أنه يحب أن يلعب لوحده، ويتوقع في عالمه الشخص الخاص به، كما وتشير الذيب إلى المشاكل في المهارات اللغوية، ومن أهم أعراض صعوبات المهارات اللغوية، ويبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين، ويفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق، ويقيم اتصالا بصريا حينما يريد . شيئا معين ولا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.
وتؤكد الذيب أن هناك أعراضا للمشاكل السلوكية عند مريض التوحد وقالت انه ينفذ حركات متكررة، مثل الهزاز، أو الدوران في دوائر، أو التلويح باليدين، وينمى عادات وطقوسًا يكررها دائما، ويفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر في هذه العادات أو في الطقوس، ويكون دائم الحركة، ويصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض مثل دوران عجل في سيارة لعبة ، ويكون شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء أو للصوت أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.
بدورها، تقول الدكتورة ريم جعفر اخصائية نفسية ل”صدى الشعب ” أن مشاركة الأباء مهمة بمعالجة اطفال التوحد والمساعدة في الحصول على نتائج افضل من الأمور التي يمكن أن يشارك فيها الآباء في تقديم المعززات مثل التعزيز الاجتماعي ومنها العناق وعبارات الثناء والألعاب كالدمى المحببة لدى الطفل، كما يمكنهم المشاركة في عملية تجاهل بعض السلوكات غير المرغوبة وعدم التركيز عليها وايضا تعديل السلوك السبئ للطفل التوحدي أي أنه إذا أقدم طفل التوحد على سلوك سبي، فإن إخباره بأن يتوقف لن يجدي نفعا.
واشارت ريم جعفر إلى أن الأطفال المصابون بالتوحد أكثر تأثرا بالتوتر وذلك قد يعيق نموهم وتطورهم، لذلك يجب أن يشترك الآباء في أنشطة تساعدهم في الحفاظ على حماسهم وترفع مستويات الطاقة لديهم، ويشمل ذلك الاعتناء بصحتهم عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة واتباع نظام غذائي صحي والحصول على ساعات نوم كافية.