صدى الشعب – عبد الحافظ الهروط لم يعد فوز نواب ورؤساء مجالس، خافياً على المواطن الأردني، حتى قبل احراء الانتخابات، وبمجرد ورود اسمائهم.
فقد تولد لدى المواطن هذا الحس ، بأن عدم ترشح هذا وذاك، إنما لتعيينهم لاحقاً بوظائف مجزية!.
هذه “اللعبة المفضوحة” هي اللعبة ذاتها عندما يُعيّن وزير، وعند مغادرته، تكون أبواب المناصب مفتوحة وما عليه إلا الاختيار !!
بلد يدّعي فيها أصحاب القرار، أن ما يجري هو لمصلحة الوطن ومصلحة المواطن، والصحيح هي مصالح من رسخ هذا النهج المدمر للمؤسسات الوطنية والإدارة الأردنية، وإلا:
كيف هؤلاء يمتلكون هذه ” العقلية الجامعة” بحيث يكون رئيس وزراء ورئيس مجلس نواب ورئيس مجلس أعيان ورئيس ديوان ورئيس جامعة ورئيس مجلس ادارة، وما ينطبق على هذا، ينطبق على غيره ممن تولوا مواقع أدنى، وكأنهم وحدهم القادرون على ادارة البلاد وإرضاء العباد!.
أما إذا ما وجّه الناس سخطهم وانتقدوا اصحاب هذه العقلية، كان الاتهام للناس جاهزاً بـ ” تخريب البلد وأصحاب أجندة خارجية” وهذه التهمة، صارت ممجوجة، وغير مقنعة حتى للذين يتبنونها .
وإذا ما عدنا إلى رئاسة المجالس النيابية للدورات الأخيرة، فهي حال الفوز برئاسة وإدارات الأندية، المحسومة نتائجها سلفاً، أو التي تفوز بالتزكية، فأي ديمقراطية تتحدثون عنها؟
صحيح انني كمواطن كنت متحمساً للعملية الانتخابية لمجلس النواب العشرين، وللتصويت ضد اصحاب المال الأسود، ولكنني لم أهتم على الإطلاق بانتخاب رئيس مجلس النواب، وأياً كان الرئيس، لأنه لن يخرج من اصحاب هذا ” النهج”، وهنا السؤال: أي تطوير وتحديث للعملية السياسية، والفائز بالنيابة والرئاسة ، مثنى وثلاث ورباع قبل إجراء التصويت؟!
أما النائب صالح العرموطي ، الحاصل على أعلى الأصوات، فالكل يعرف أصحاب (الإعلام المعلوفة) ومن يوجّهها، وهم يطلقون عليه توصيف” الظاهرة الصوتية”، مع أن الرجل يتحدث بلسان لا” لثغ” فيه، ولا تشدّق ولا تزلّف ولا اعوجاج ولا تحريف ولا تكسّب، أما النوايا فلا يعلمها إلا الله.
كل الكلمات التي نالت التصفيق تحت ” القبة، لم يكن لها أي صدى خارجها، إلا كلمة “عميد وعمود” مجلس النواب، العرموطي، فقد وجهها إلى ” النتن” صراحة بأن الأردنيين وكل الشرفاء له كارهون.