صدى الشعب – كتبت رنا سليم النجار
تُعتبر ظاهرة التنمر من القضايا الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على الأطفال في مختلف مراحل نموهم، وخاصةً في المرحلة الأساسية الدنيا.
حيث تتشكل الشخصيات وتتبلور القيم في هذه الفترة، مما يجعل من الضروري معالجة هذه الظاهرة بشكل فعّال.
إن “أصداء الصمت” تعبر عن التأثيرات السلبية التي يمكن أن يخلفها التنمر، إذ غالبًا ما يُصمت الضحايا، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحتهم النفسية والاجتماعية.
في المرحلة الأساسية الدنيا، يبدأ الأطفال في اكتساب المهارات الاجتماعية والتفاعل مع أقرانهم. و هذه المرحلة حاسمة في تشكيل هويتهم وثقتهم بأنفسهم. وللأسف، يمكن أن تؤدي تجربة التنمر إلى تدمير هذه الثقة، مما ينعكس سلبًا على أداء الأطفال الأكاديمي وعلاقاتهم الاجتماعية وقد يشكل خطراً على الأمن الاجتماعي.
يأخذ التنمر أشكالًا متعددة، منها:
التنمر الجسدي مثل الضرب أو الدفع.
واللفظي: مثل الإهانات والألقاب السيئة.
والتنمر الاجتماعي مثل العزل أو نشر الشائعات.
وانتشر في الآونة الأخيرة التنمر الإلكتروني مع انتشار التكنولوجيا.
تعددت الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التنمر،
قد يشعر المتنمر بعدم الأمان في نفسه، مما يدفعه للتعويض عن ذلك من خلال السيطرة على الآخرين.
و تلعب العوامل الأسرية والاجتماعية دورًا كبيرًا، حيث يمكن أن يتعلم الطفل التنمر من خلال مشاهدته لسلوكيات سلبية في المنزل أو المجتمع.
ويسعى بعض الأطفال إلى إثبات قوتهم أو مكانتهم بين أقرانهم من خلال التنمر.
لمواجهة ظاهرة التنمر، يجب على المدارس والمجتمعات اتباع استراتيجيات فعّالة، وأهمها التوعية والتثقيف عن طريق تنظيم ورش عمل وندوات للطلاب والمعلمين حول مخاطر التنمر وأهمية الاحترام المتبادل.
ولابد من تطوير برامج الدعم بإنشاء برامج دعم نفسي واجتماعي للضحايا، تساعدهم في التعبير عن مشاعرهم والتعامل مع الموقف.
و تعزيز التواصل عن طريق تشجيع الأطفال على التحدث عن تجاربهم مع التنمر، وخلق بيئة آمنة حيث يمكنهم التعبير عن مشاعرهم دون خوف من ردود الفعل.
ويشكل تعاون الأسرة والمدرسة أهمية كبرى لمراقبة سلوك الأطفال وتعزيز قيم الاحترام والتسامح.
حقا، انّ ظاهرة التنمر مسألة تتطلب اهتمامًا عاجلًا، خاصة في المرحلة الأساسية الدنيا. إن “أصداء الصمت” تعكس المعاناة التي يعيشها الأطفال الذين يتعرضون للتنمر. من خلال تعزيز الوعي وتطبيق استراتيجيات فعّالة، يمكننا خلق بيئة تعليمية آمنة وشاملة، تتيح لكل طفل فرصة النمو والتطور دون خوف أو قلق. يجب أن نعمل جميعًا، كأسر ومربين ومجتمع، على مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها، لضمان مستقبل أفضل لأطفالنا.