“الغذاء والدواء” لـ”صدى الشعب”: نتابع إعلانات زيت الزيتون على مواقع التواصل وتحال للجرائم الإلكترونية
العمري: إعلانات زيت الزيتون المغشوشة تهدد سمعة المنتج الأردني
الفحوصات المتخصصة السبيل الوحيد لتمييز زيت الزيتون الأصلي عن المغشوش
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
مع بدء موسم عصر الزيتون، يشهد السوق المحلي إقبالاً كبيراً على شراء زيت الزيتون، الذي يعد عنصراً غذائياً أساسياً في المنازل الأردنية وركناً رئيسياً في المائدة.
وتكتسب هذه السلعة شعبية واسعة في هذا الوقت من العام، إذ يُفضل المستهلكون زيت الزيتون المحلي لجودته العالية وفوائده الصحية، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب وزيادة أسعار التنكة، التي تتراوح بين 90 إلى 100 دينار، تبعاً للجودة وكمية الإنتاج السنوي.
وفي ظل هذا الإقبال، ظهرت موجة من الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تقدم عروضًا جذابة على زيت الزيتون بأسعار منخفضة بشكل ملحوظ، حيث تعرض بعض الحسابات والصفحات التنكة الواحدة بسعر أقل من المعتاد، مصحوبة بخدمات توصيل مجاني، مما يجذب المستهلكين للشراء دون التحقق من الجودة.
وتستخدم هذه الإعلانات عبارات مغرية مثل “زيت طبيعي من المزرعة مباشرة” و”أفضل سعر في السوق”، وهي عبارات تستهدف جذب المستهلكين الطامحين لشراء زيت زيتون عالي الجودة وبسعر معقول.
ومع ذلك، يلاحظ غياب التفاصيل الدقيقة في هذه الإعلانات، مثل موقع المستودعات أو مصادر الإنتاج، وهو ما يثير الشكوك حول مصداقية هذه العروض.
وبهذا الشأن قالت المؤسسة العامة للغذاء والدواء بأنها تقوم بتنفيذ جولات تفتيشية ميدانية من خلال فرق الرقابة والتفتيش التابعة لمديرية المناطق في المؤسسة، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، وتأتي هذه الجولات ضمن إطار الحملة التوعوية والرقابية الموسمية التي أطلقتها المؤسسة بهدف تتبع زيت الزيتون وسلسلة تداوله.
وأشارت المؤسسة في ردها على استفسارات “صدى الشعب” انه يتم إجراء فحوصات عشوائية في الميدان ضمن حملتها الرقابية الموسمية لتتبع جودة زيت الزيتون، واتخاذ الإجراءات اللازمة أصوليًا في حال وجود أي مخالفات.
وأضافت انها توفر خدمة الفحص السريع الأولي لزيت الزيتون مجانًا للمواطنين، عبر 14 فرعًا مجهزًا بالمواد والأدوات اللازمة، حيث يتم إجراء الفحص باستخدام حامض النتريك أسيد، بالإضافة إلى الفحص الحسي عبر الرائحة والتذوق. وفي حال وجود شك في النتائج، يتم جمع عينات ممثلة وإرسال العينات إلى مختبرات المؤسسة.
وبينت بأنها تتابع بشكل مستمر الصفحات الإلكترونية والإعلانات التي تروج لزيت الزيتون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحيل تلك الصفحات المخالفة إلى وحدة الجرائم الإلكترونية لإغلاقها.
ولفتت الى أهمية توعية المستهلكين بضرورة شراء زيت الزيتون من مصادر موثوقة وتجنب الشراء من المصادر المجهولة، خصوصًا إذا كانت تُعرض بأسعار أقل من التسعيرة المعلنة.
من جانبه أكد الناطق الإعلامي لأصحاب المعاصر، محمود العمري، أن المعاصر تستعد لهذا الموسم عبر تنفيذ أعمال الصيانة الضرورية لجميع أجزاء خطوط الإنتاج بعد انتهاء كل موسم وقبل بدء الموسم الجديد، مشيرا الى ان هذه الخطوات تهدف إلى ضمان كفاءة التشغيل خلال فترة الإنتاج، بما يسهم في تحقيق جودة عالية لزيت الزيتون من حيث الكمية والنوعية.
وأوضح العمري خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن المعاصر تتأكد من استيفاء كافة الشروط الصحية ومتطلبات السلامة المهنية، مما يضمن إدارة فعالة وتشغيلًا آمناً، مضيفا أن المهارة والممارسات التشغيلية الجيدة تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على جودة الزيت المنتج، مشيراً إلى حرص المعاصر على اتباع أفضل الإجراءات لتحقيق ذلك.
أكد، أن النقابة تعمل على مكافحة انتشار زيت الزيتون المغشوش من خلال التنسيق المستمر مع لجنة حماية زيت الزيتون الأردني، والتي ترأسها وزارة الزراعة وتضم في عضويتها الجهات الرقابية الحكومية المعنية، مثل وزارة الزراعة، المؤسسة العامة للغذاء والدواء، الجرائم الإلكترونية، الإدارة الملكية لحماية البيئة، ومؤسسة المواصفات والمقاييس.
وأوضح أن من مهام هذه اللجنة الرئيسية مكافحة جميع وسائل الغش التي قد تهدد جودة زيت الزيتون الأردني، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والرادعة بناءً على الأنظمة والتعليمات الصادرة عن الجهات الرقابية المختلفة.
وأشار إلى أن النقابة تعمل أيضاً بالتنسيق مع هيئة الإعلام المرئي والمسموع لمنع بث الإعلانات المضللة التي تروج لزيت الزيتون بأسعار منخفضة، حيث أسهم ذلك في الحد من انتشار هذه الإعلانات عبر القنوات الفضائية، مما يساعد في حماية المستهلك من المنتجات غير الموثوقة ويحافظ على السمعة الجيدة لزيت الزيتون الأردني.
وأكد، أن النقابة تشارك سنوياً في الحملة الوطنية التي تنفذها وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات الرقابية الحكومية، بهدف توعية المواطنين بضرورة شراء زيت الزيتون من مصادر موثوقة.
وأوضح أن الحملة تركز على التحذير من شراء الزيت عبر الإعلانات المضللة والمشكوك فيها المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية، والتي غالباً ما تقدم الزيت بأسعار منخفضة لا تغطي تكاليف الإنتاج الفعلية.
وأشار إلى أن الحملة لهذا العام، التي أُطلقت نهاية الشهر الماضي تحت رعاية وزير الزراعة وبشعار “افحص زيت الزيتون وتأكد أنه مضمون”، تهدف إلى تعزيز وعي المواطنين بأهمية التحقق من جودة الزيت. وأكد أن النقابة، بالتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة، تعمل على توجيه وإرشاد المستهلكين قبل وأثناء وبعد الموسم حول أهمية الحذر عند شراء الزيت والتأكد من مصدره لضمان الحصول على زيت زيتون عالي الجودة وآمن صحياً.
وأضاف أن النقابة توجه أيضاً منتجي الزيتون للالتزام بالممارسات الزراعية الجيدة التي تسهم في إنتاج زيت زيتون عالي الجودة، مشيراً إلى أهمية هذه الإجراءات في الحفاظ على سمعة الزيت الأردني وضمان جودته للمستهلك.
وأكد، أن تمييز المستهلك بين زيت الزيتون الأصلي والمغشوش يتطلب إجراء فحوصات كيميائية متخصصة في المختبرات، وذلك وفقاً للمواصفات القياسية المعتمدة.
وأوضح أنه لا توجد علامات ظاهرة يمكن أن يعتمد عليها المستهلك للتمييز بين الزيت الأصلي والمغشوش، ما يجعل اللجوء إلى المختصين في هذا الشأن هو الخيار الأكثر أماناً لضمان جودة الزيت.
وأكد، أن الإعلانات المضللة التي تروج لزيوت زيتون مغشوشة، وخاصة تلك المنتشرة مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسعار منخفضة جداً، تؤثر سلباً على سمعة زيت الزيتون الأردني، موضحا أن هذه الأسعار غالباً لا تغطي تكاليف الإنتاج الحقيقية، مما يثير الشكوك حول جودة المنتج.
وأشار إلى أن النقابة، بالتعاون مع وزارة الزراعة وكافة الجهات الرقابية ضمن لجنة حماية زيت الزيتون الأردني، اتخذت إجراءات صارمة لمكافحة هذه الظاهرة، بما في ذلك فرض عقوبات رادعة على مروجي هذه الإعلانات لحماية سمعة المنتج المحلي وضمان جودته للمستهلكين.
وأكد، أن معاصر الزيتون العاملة في المملكة تطبق كافة المعايير المتعلقة بجودة وسلامة المنتج، وفقاً لتعليمات ترخيص إنشاء وتشغيل معاصر الزيتون، الصادرة بموجب قانون الزراعة رقم 13 لسنة 2015.
وأوضح أن هناك متابعة دورية من لجان متخصصة ترأسها مديريات الزراعة في جميع محافظات المملكة، والتي تضم الجهات الرقابية الحكومية ذات العلاقة، موضحا ان هذه اللجان تقوم بمراقبة معاصر الزيتون قبل وأثناء وبعد موسم العصر، للتأكد من التزامها بالشروط والمعايير المنصوص عليها في التعليمات، كما تسهم هذه الإجراءات في منح تجديد الترخيص اللازم للمعاصر، مما يضمن جودة وسلامة وصحة المنتج.
وأكد، على أن النقابة جاهزة لتلقي أي شكاوى من المواطنين على مدار العام، سواء عبر الهاتف أو من خلال البريد الإلكتروني، في أي مسألة تتعلق بقطاع الزيتون ومعاصر الزيتون.
وأوضح أن الشكاوى المتعلقة بالغش تتركز عادةً حول المواطنين الذين اشتروا زيت الزيتون من خلال إعلانات مضللة ومشكوك فيها، مما جعلهم ضحايا لتلك الممارسات.
وأكد على أن النقابة تقوم بجمع البيانات والمعلومات حول المصدر الذي تم الشراء منه، إن وجد، وتحيل هذه الشكاوى إلى لجنة حماية زيت الزيتون الأردني المعنية بمتابعة هذه الأمور.
وأضاف أن اللجنة تتحقق من صحة الشكاوى وتتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق مرتكبي الغش وفقاً للقوانين والأنظمة والتشريعات السارية.
وأكد على أن العقوبات المتوقعة على من يثبت تورطهم في بيع زيت الزيتون المغشوش تعتمد بشكل أساسي على العقوبات المنصوص عليها في القوانين والأنظمة والتعليمات التي تضعها الجهات الرقابية الحكومية المعنية.
وأشار إلى أن هذه الجهات تشارك في لجنة حماية زيت الزيتون الأردني، وأن العقوبات تشمل مجموعة من التدابير القانونية الرادعة التي تهدف إلى حماية المستهلك والحفاظ على سمعة المنتج المحلي، مضيفا أن النقابة تتابع هذه العقوبات لتقييم مدى كفاءتها في ردع الممارسات الغير قانونية في السوق.
من جهتها قالت رئيسة قسم التغذية وتصنيع الغذاء في نقابة المهندسين الزراعيين، الدكتورة مي عدنان، إن الزيت غير المغشوش والذي يتم عصره على البارد ووفقًا لممارسات العصر الجيدة يحافظ على جودة عالية، حيث يظل خاليًا من العيوب ويتميز بالمرارة واللدعة، وهي مواصفات حسية تدل على جودة الزيت.
وأوضحت أن أي خلل في المعايير خلال مراحل القطاف أو العصر يؤثر سلبًا على جودة الزيت ويزيد من احتمال تكوين مركبات كيماوية ضارة.
وأكدت أن زيت الزيتون عالي الجودة له فوائد صحية عظيمة، خصوصًا على مستوى القلب، بفضل احتوائه على حمض الأوليك الذي يقلل من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والشرايين، كما يساعد زيت الزيتون البكر في تعزيز المناعة ومقاومة الأورام السرطانية.
وفيما يخص الزيت المغشوش، أوضحت الدكتورة مي أن هناك عدة طرق لغش الزيت، مثل خلط الزيت القديم وغير الصالح للاستهلاك مع الزيت الجديد، مما يؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية الضارة التي تسرع عملية الأكسدة في الجسم.
وأضافت أن هذه المواد الضارة تؤثر على صحة الإنسان، حيث قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان.
وأشارت إلى أن وجود هذه المواد السلبية قد يؤثر على التوازن البيولوجي في الأمعاء، مما يساهم في نمو الجراثيم الضارة التي تقلل من المناعة وتزيد من فرص الإصابة بالأمراض.
وحذرت من الغش في زيت الزيتون بخلطه مع زيوت القلي، معتبرة أن ذلك يعد غشًا تجاريًا يقلل من فوائد الزيت ويعرض الصحة للخطر.
وأضافت أن هذه العمليات لا تؤثر على الجودة فحسب، بل تعرض الأشخاص لمركبات دهنية ضارة مثل الدهون المتحولة، التي يجب تجنبها في النظام الغذائي.
وكانت وزارة الزراعة، أطلقت الحملة الوطنية لتوعية المواطنين بأهمية شراء زيت الزيتون البكر من مصادر موثوقة، فيما دعت مؤسسة المواصفات والمقاييس، المواطنين إلى إبلاغها في حال وجود شك في موازين زيت الزّيتون أو الوزن الصّافي للعبوات.