13 الف مستفيد من جمعية تحفيز للريادة والتطوير وتمويل أكثر من 800 مشروع منزلي.
إشتيات :” دعم المشاريع المنزلية الصغيرة والتي تسهم بدعم الاقتصاد المحلي و توفير فرص عمل مستدامة لأصحابها “.
صدى الشعب – عرين مشاعلة
تعد المشاريع الصغيرة فرصة رائعة للنساء الطموحات ؛لتحقيق الإستقلالية المالية وتحقيق أحلامهن على ارض الواقع ، لاسيما حين تتمتع المرأة بالشغف والإبداع والمهارات القيادية ،التي تمكنها من بناء مشروع صغير يزدهر وينجح.
وتلجأ كثير من النساء في محافظة إربد كباقي النساء في كافة محافظات المملكة في مكافحة ظروف المعيشة الصعبة من فقر وبطالة ؛ من خلال السعي والعمل الدؤوب في سبيل توفير مصدر دخل يساعدهن على تلبية احتياجاتهن، ولكن قد لا تبدوا الطريق وردية كما يعتقد البعض ، حيث يواجهن النساء الكثير من التحديات والصعوبات خاصة في تقديم الدعم والتمويل لمشاريعهن الصغيرة، فكانت جمعية تحفيز للريادة والتطوير بوابة النجاح لكل سيدة طموحة تبحث عن تمويل لتلك المشاريع المنزلية الصغيرة ، ومساعدتهن على اطلاق مشاريعهن وتطويرها وتسويقيها في “سوق تحفيز “، والذي يعد فرصة حقيقية لهن في عرض منتجاتهن ،والنهوض باقتصاد المجتمع وتحقيق التمكين الإقتصادي لكل سيدة طموحة .
قصص نجاح
“من رحم المعاناة يولد الإبداع والنجاح” ، هذا ماعبرت عنه السيدة نجاح المعطي أم لخمسة أبناء صاحبة مشروع “مطبخ انتاجي” ، حيث رزقت بأبنتها “راما ” والتي تعاني من متلازمة داون وشاء القدر ان يتوفى زوجها بعد عام من عمر ابنتها راما ، الأمر الذي اثقل كاهلها ، خاصة ان ابنتها بحاحة الى نفقات كثيرة تمكنها من الإلتحاق بالمراكز الخاصة لدمجها وتأهيلها للدخول الى المدرسة، ولا تمتلك سوى تقاعد زوجها المتوفى والذي يقدر 250 دينارا.
بدأت المعطي مشروعها الصغير ببيع البهارات وتجهيز المأكولات، ولكن برأس مال بسيط ، تكاد الأرباح لا تفي متطلبات الحياة ولا تكاليف دراسة “راما ” ، والتي تقدر 400 دينار شهريا ، الى ان علمت بجمعية تحفيز للريادة والتطوير والتي ساعدتها في تطوير مشروعها من خلال عقد العديد من البرامج التدريبية التي تؤهلها في تطوير مشروعها وتسويقه ، ومكنها من الحصول على منحة بقيمة 470 دينار، و شراء بعض الاحتياجات الأساسية لمطبخها الإنتاجي والذي ساهم في تغطية تكاليف دراسة ابنتها “راما ” وتطوير مشروعها ، وساعدها في توفير دخل لأسرتها وتلبية احتياجاتهم ، حيث عبرت عن شكرها لجمعية تحفيز والتي ساهمت في تحقيق حلمها وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها.
أما السيدة رغد المنسي”أم لطفلين ” لم تستسلم للظروف المعيشية الصعبة التي واجهتها بعد تخرجها ودراستها تخصص التربية المهنية، ولم تجلس تنتظر ان تقدم لها الوظيفة المناسبة على طبق من ذهب ، فقد الهمها شغفها وتخصصها الى السعي والبحث عن مشروع يساعدها على مساندة زوجها في تلبية متطلبات بيتها وأطفالها ، حيث التحقت بجمعية تحفيز و حصلت على منحة مالية بقيمة 600 دينار مكنها من شراء ماكينات خياطة وبعض اللوازم الأساسية لمشروعها”الخياطة ” ،لتبدأ في تحقيق حلمها على أرض الواقع بجد وهمة عالية ، بتخصيص غرفة خاصة لمشروعها في منزلها واستقطاب العديد من الزبائن والذي اسهم مشروعها حسب حديثها في تمكنيها اقتصاديا وتوفير مصدر دخل لها ولأسرتها،وحثت المنسي النساء الي البحث والسعي في ابتكار مشاريعهن الخاصة دون الاستسلام للواقع وانتظار الوظيفة .
أما الطالبة فاطمة هزايمة والتي تدرس تخصص دكتور صيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا صاحبة مشروع” قطاف “، حصلت على منحة من تحفيزو بقيمة 550 دينار مكنها من تطوير مشروعها وهو عبارة عن منتجات زراعية ونباتات زينة ،حيث اسهم مشروعها في توفير دخل مناسب لها يلبي احتياجاتها المادية .
واضافت هزايمة أن المشروع ساعدها في التشبيك مع منظمات وجهات داعمة والمشاركة في التدريب المهني للعديد من المشاريع الصغيرة ابرزها مشروع “روابط ” والذي مكنها وفريق العمل من مساعدة اصحاب المشاريع الصغيرة في تغليف وتصوير وتسويق المنتج وهي ابرز العوامل الاساسية لنجاح أي مشروع .
جمعية تحفيز للريادة والتطوير
رئيس جمعية تحفيز للريادة والتطوير احمد الشتيات، بين ان جمعية تحفيز للريادة والتطويرتأسست مطلع عام 2018 ، حيث تعمل نحو تطوير وبناء القدرات الريادية للمجتمع المحلي وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع الدولي وخدمة المجتمع المحلي وخلق فرص تطوعية لمزيد من الأفكار المبتكرة .
وأضاف إشتيات بان “تحفيز “يضم فريق شبابي يؤمن بالتطوع المؤسسي وتأطير الجهود في اتجاه الاستدامة والعمل والبناء لتحويل الأفكار الى مشاريع على ارض الواقع بالتعاون مع العديد من الشركاء منهم الشرق الأدنى ، وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومشروع تحدي الريادة المجتمعية ، حيث استفاد من جمعية تحفيز اكثر من 13 الف مستفيد ، كما تمويل أكثر من 800 مشروع منزلي صغير ؛ بهدف دعم الشباب والشابات الرياديين في محافظة اربد ليتمكنوا من البدء بالعمل في مشاريعهم المنزلية والصغيرة و التي تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي و توفير فرص عمل مستدامة لهم لا سيما ان 23 % من المشاريع الصغيرة والمنزلية موجودة في محافظات الشمال ، مؤكدا إشتيات على سعي جمعية تحفيز الى تطوير وزيادة الحصة التسويقية المرتبطة بالمشاريع المنزلية والصغيرة لتحقيق المنافسة بشكل اكبر .
وبين اشتيات الى ان جمعية تحفيز لا يقتصر دورها على استقطاب المشاريع و تقديم المنح المالية فقط ،وانما تعمل من خلال فريق متكامل على عقد العديد من الدورات التدريب المهني لأصحاب المشاريع ؛ بهدف تطويرها واستدامتها وتسويقها وربطها مع سوق تحفيز ، حيث يعد اول مساحة ريادية مستدامة لعرض وتسويق وبيع منتجات مشاريع الصغيرة والمنزلية في محافظة اربد وفرصة لتسويق منتجاتهم والنهوض باقتصاد المجتمع.
واوضح اشتيات بأن فكرة سوق تحفيز جاءت بعد دراسات عدة تحدد احتياجات أصحاب المشاريع الصغيرة في محافظة اربد لضمان ديمومة عمل هذه المشاريع، وليكون الحل الامثل لهذا الاحتياج والذي يعتبر اول مساحة مستدامة على أرض الواقع لعرض وتسويق وبيع منتجات المشاريع المنزلية والصغيرة في محافظة اربد ، حيث يضم عشرات الأصناف من المنتجات الغذائية واخرى لحرف يدوية، وتسعى الجمعية إلى إنشاء نقاط بيع للمنتجات بالتشارك والتعاون مع كل الجهات لا سيما القطاع الخاص.