صدى الشعب- أسيل جمال الطراونة
أصبحت الصحة النفسية للشباب في عالم يتسارع فيه الزمن وتتعاظم فيه التحديات، قضية محورية تتطلب اهتمامًا متزايدًا مع ضغوطات الحياة اليومية. مثل الدراسة، والعمل، ووسائل التواصل الاجتماعي والتحديات الاقتصادية ويجد الشباب أنفسهم في معركة مستمرة للحفاظ على توازنهم النفسي والعقلي .
يقول رئيس الجمعية الأردنية لعلم النفس واستشاري الارشاد النفسي بالخدمات الطبية الملكية سابقاً الدكتور حسين الطراونة لـ “صدى الشعب” إن الضغوط النفسية من المهم معرفتها والكشف عنها مبكرا، وقد يشعر بها الجميع في بعض الأحيان، كما قد يمر الإنسان بجميع أنواع المواقف العصيبة التي يمكن أن تكون جزءا من الحياة اليومية، ويمكن أن يكون الضغط منخفض المستوى مفيدا أو محفزا، وهناك كثير من الأشياء التي يمكن القيام بها للمساعدة على التعامل مع الأحداث المجهدة والخطوات البسيطة التي يمكن اتخاذها للتعامل مع مشاعر الضغط والتوتر أو الإرهاق.
وأضاف الطراونة أن الضغط النفسي هو شعور بأن الشخص تحت ضغط غير طبيعي، ويمكن أن يأتي هذا الضغط من جوانب مختلفة من اليوم مثل زيادة عبء العمل، وفترة انتقالية وجدال بين العائلة أو مخاوف مالية جديدة وقائمة، وقد يجد الإنسان أن لها تأثيراً تراكمياً بحيث تتراكم كل الضغوط فوق بعضها البعض، وخلال هذه المواقف قد يشعر بالانزعاج، وقد يخلق الجسم استجابة للتوتر والقلق وسرعة الانفعال.
واشار الى ان هذا يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية ويغير الطريقة التي تتصرف بها ويقود الشخص إلى تجربة مشاعر أكثر حدة، يمكن أن تؤثر الضغوط بعدة طرق جسدية وعاطفية وبدرجات متفاوتة
وأوضح الطراونة، أن هناك أسبابا محتملة للضغط النفسي، كما أن أسباب التوتر تختلف من شخص لآخر، وقد يكون مستوى الضغط الذي يشعربه الشخص بالراحة تجاهه أعلى أو أقل من مستوى الأشخاص الآخرين من حوله وتحدث المشاعر المتوترة عادة عندما يشعر الانسان أنه لا يملك الموارد اللازمة الإدارة التحديات التي يواجهها، ويمكن أن يؤدي الضغط في العمل، أو المدرسة أو المنزل أو المرض أو الأحداث الحياتية الصعبة أو المفاجئة إلى التوتر، وتشمل بعض الأسباب المحتملة، منها الجينات الفردية والتربية والخبرة، وصعوبات في الحياة الشخصية والعلاقات وتغييرات كبيرة أو غير متوقعة في الحياة مثل الانتقال إلى منزل أو إنجاب طفل أو البدء في رعاية شخص ما، والصعوبات المالية، مثل الديون وقال الدكتور الطراونة، إن أعراض الضغوط النفسية والتي يمكن أن تسبب الإجهاد لها العديد من الأعراض وقد يؤثر ذلك في الشعور جسديا وعقليا.
واضاف ان طريقة التصرف وهي الأعراض الجسدية، والأعراض العقلية، وصعوبة في التركيز، فعندما يصبح السلوك السبئ شديدًا ومتكررا ينبغي تقييم المراهقين حول اضطراب نفسي اجتماعي بواسطة اختصاصي في الصحة النفسية، وعلى وجه الخصوص، يعد الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل من المشاكل الشائعة في أثناء مرحلة المراهقة.
وبين أن هناك العديد من الأمور التي يمكن أن يقوم الشخص بها لتجنب التعرض للضغط النفسي، ومنها تجنب مولدات الضغط النفسي، حيث يمكن السيطرة على الكثير من الحالات الضاغطة والأوضاع التي قد تسبب الضغط النفسي، وقد يستطيع الشخص كذلك تجنب بعضها تماما، وعلى سبيل المثال، إذا كان التسوق مع زوجتك يسبب لك التوتر يمكنكما الاتفاق على عدم التسوق معا .
وتابع ان التخطيط الجيد للتغيرات الكبرى في الحياة، حيث يمكن للعديد من التغيرات الكبرى أن تولد الشدة النفسية، لذا إذا خطط الشخص للتخرج مثلاً والحصول على وظيفة والزواج واستقبال مولود جديد، فإنه وعلى الرغم من أنها أموراً إيجابية ولكنها تغييرات جدية وذات مسؤوليات حقيقية، بالتالي فإن حدوث كل ما سبق معا في الوقت نفسه قد يسبب نوعا من الضغط النفسي والقلق، لذا ينصح بوضع خطة زمنية مناسبة للتغيرات الكبرى في الحياة.
وأضاف، أنه يجب معرفة الحدود الشخصية وتعلم كيفية رفض المسؤوليات الجديدة التي يشك المرء في قدرته على توليها قبل أن يكون قد استعد لها، فمن الأسهل أن يرفض الشخص عمل شيء من أن يتورط في عمله ثم يقف عاجزا عن إتمامه، وهذا السلوك أسلم للفرد وأكثر عدلا للأشخاص الذين لهم علاقة بهذه المسؤوليات الإضافية، وترتيب الأولويات، الذي يعد أمرا هاماً، حيث حين يواجه الشخص مهام عديدة، فإن ترتيبها حسب الأولوية والأهمية يخفف عنه الضغط النفسي الناتج عن التفكير بجيمع المهام معاً والشعور بضيق الوقت لإنجازها كلها، وحسن التواصل مع الناس، حيث يمكن للتواصل مع الآخرين أن يقي الشخص من الضغط النفسي وأن الإصغاء، والابتسام، والاعتراف بالخطأ والتعبير عن المشاعر والأفكار بوضوح، كلها أمور قد تجنب الشخص من التعرض لضغط العلاقات في البيت والعمل وأشار إلى أنه ومن تلك الأمور.
وزاد ان مناقشة الأفكار، حيث أن النقاش مع الزوجة أو الأهل أو الصديق قد يساعد الشخص في التوصل لحلول لم تخطر على البال، لذا ينصح بمشاركة التفكير مع الآخرين والاستماع لآرائهم ونصائحهم واتخاذ موقف إيجابي، ومن الصعب كثيرا أن يستطيع الشخص تفادي الضغط النفسي أو أن يستطيع تدبيره وحله بشكل جيد إذا لم يكن لديه موقف إيجابي من الحياة، فإن الشخص الذي لا يستطيع السيطرة على أفكاره وتجديد أمله ورؤيته الإيجابية قد يقع في المزيد من الضغط النفسي والشدات النفسية ومكافأة النفس، ويجب على المرء أن يكافئ نفسه حين ينجح في التغلب على الصعوبات، وجزء من المكافأة يتضمن الاسترخاء، مثل أخذ إجازة أو القيام بأي فعالية تسبب له مباهج صغيرة مجددة لطاقته وحيويته وممارسة التمارين الرياضية، حيث تعتبر ممارسة التمارين الرياضية إحدى الطرق الفعالة للوقاية من الشدة النفسية وتداعياتها، ولذا ينصح البدء بزيادة النشاط الجسدي و ممارسة التمارين الرياضية مرة كل يومين لمدة 30 دقيقة على الأقل، والأكل الجيد والنوم الجيد يساعد النوم الليلي الجيد، ووجبات الطعام المغذية على اتباع نمط حياة صحي، والذي بدوره يقلل من الضغوط النفسية.
وأوضح الطراونة، أن هناك استراتيجيات أو تقنيات تساعد الشباب في تحسين مرونتهم النفسية ومنها. التخلص من مسببات التوتر. ليس من الممكن دائما الهروب من المواقف العصيبة أو تجنب المشكلة، ولكن يمكن محاولة تقليل التوتر، وذلك بالقيام بتقييم ما إذا كان بالإمكان تغيير الموقف الذي يسبب التوتر، ربما عن طريق التخلي عن بعض المسؤولية أو تخفيف معاييرك أو طلب المساعدة والدعم الاجتماعي ويمكن للدعم الإجتماعي القوي أن يحسن القدرة على الصمود أمام الضغوط، وقد يكون بعض الأصدقاء أو أفراد الأسرة جيدين في الاستماع لذا حاول الحصول على المساعدة من أقرب الأشخاص والبحث عن تغذية جيدة عند مواجهة الضغوط، يقوم الجهاز العصبي المركزي بإفراز الأدرينالين والكورتيزول مما يؤثر في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يقتل الإجهاد الحاد الشهية، ولكن إفراز هرمون الكورتيزول أثناء الإجهاد المزمن يمكن أن يسبب الرغبة الشديدة في تناول الدهون والسكر. وأشار إلى أنه ونظرا لأن الضغوط تسبب توتر العضلات، فإن الضغوط يمكن أن تؤدي إلى آلام الظهر والتعب العام لذا يفضل مكافحة التوتر وهذه الأعراض من خلال تمارين الإطالة، أو التدليك أو الاستحمام بماء دافئ أو تجربة الاسترخاء التدريجي للعضلات.
وولفت الى ان هي طريقة ثبت أنها تقلل القلق وتحسن الصحة العقلية بشكل عام والمحافظة على نوم هادئ يؤثر الضغط النفسي أثناء النهار في النوم ليلا حيث قد يؤثر فقدان الراحة في الإدراك والمزاج، واللياقة البدنية لا يمكن الممارسة النشاط البدني المنتظم تحسين النوم فحسب بل يمكنها أيضا محاربة الضغوط النفسية بشكل مباشر والمحافظة على الأنشطة الممتعة والهوايات عندما تصعب الحياة غالبا ما يترك الناس أنشطتهم الترفيهية أولا : لكن عزل النفس عن المتعة قد يؤدي إلى نتائج عكسية لذا يجب البحث عن فرص للقيام بهوايات وأنشطة ممتعة.
وفيما يخص التعامل مع الظروف والحالات التي قد تسبب الضغط النفسي، والتي لا يمكن تفاديها، أشار الطراونة إلى العديد من النصائح التي تساعد الشباب على التعامل معها، منها تخيل الأحداث المتوقعة موضحا انه إذا شعر الشخص بالضيق لأن لديه مقابلة للحصول على عمل أو لأن عليه تقديم عرض معين فعليه أن يتدرب مسبقا على هذا الأمر الذي يضايقه، لذا يمكنك تخيل الأمر مرة بعد مرة، بهذه الطريقة يصبح الموضوع مألوفاً أكثر بالنسبة لك ويتحسن أداؤك.