صدى الشعب – كتبت سارة طالب السهيل
في قلب الشرق، حيث تعانق الجبال البحر، وتزهو الأرز بالخضرة، ينهض لبنان.
لبنان البلد الذي يسكنه الحب والجمال، تتناثر على أرضه حكايات الزمان، ويظل طائر الفينيق يروي قصص التجدد والبعث.
لبنان، يا أرض الفينيقيين، يا وطن الأبطال والشعراء، هنا حيث يتعانق الماضي مع الحاضر.
من جبالك الشامخة إلى سواحل البحر المترامية، يظل الحلم متجددًا، ينبعث من الرماد كطائر الفينيق، يعانق الأمل ويشعل نيران الإصرار.
في كل زاوية من زواياك، نشتم رائحة الكرامة والحرية، رائحة المسك من أرواح الشهداء، رائحة الأيدي المغروسة بالأرض وجذورها أعمق من جذور الجميز والسنديان والكينا. لبنان البلد المتفرد الذي لا يشبه سوى نفسه، قلّده العالم ولم يقلد أحد.
لبنان، بلد الفينيقيين العريق، صاحب التاريخ الغني والمتنوع الذي يمتد لآلاف السنين. هذه الحضارة القديمة، التي كانت تقع على سواحل البحر المتوسط، تركت بصماتها في التاريخ والثقافة والتراث اللبناني. من أشهر الرموز الفينيقية هو طائر الفينيق، الذي يعكس الكثير من صفات الشعب اللبناني، ويمثل رمزًا للأمل والتجدد.
الفينيقيون كانوا بحارة ماهرين وتجارًا بارعين، أسسوا العديد من المدن الساحلية المزدهرة مثل صور وصيدا وجبيل. حضارتهم تركت إرثًا غنيًا من الفنون والآثار والكتابات القديمة. طائر الفينيق، هذا الطائر الأسطوري الذي يحترق وينبعث من رماده، يرمز إلى القدرة على النهوض مرة أخرى بعد كل أزمة، وهو ما يعكس تمامًا طبيعة الشعب اللبناني.
الشعب اللبناني، مثله مثل طائر الفينيق، يتميز بالقدرة على النهوض مجددًا بعد كل أزمة أو محنة.
رغم الصعوبات العديدة التي واجهها لبنان من حروب وأزمات اقتصادية وسياسية، يظل اللبنانيون resilient، يعودون إلى الحياة بقوة وإرادة. الشعب اللبناني يحب الحياة، ويستمتع بها إلى أقصى الحدود. بعد كل أزمة أو حرب، نجدهم يعودون إلى حياتهم اليومية بسرعة مذهلة، يعيدون بناء ما تهدم، ويعودون إلى العمل والدراسة بحماس لا مثيل له.
اللبنانيون متمسكون بتراثهم الثقافي العريق، وفي الوقت نفسه، يتبنون الحداثة والتقدم.
لبنان معروف بجامعاته المرموقة ومدارسه المتقدمة، ومراكزه الثقافية والفنية. من هنا تخرج العديد من العلماء والمثقفين والفنانين الذين يساهمون في تطور البلاد. يعشق الشعب اللبناني الأناقة والجمال في كل شيء، سواء في المظهر الشخصي، أو في الهندسة المعمارية. المدينة مثل بيروت تزخر بالمباني الجميلة والمطاعم الفاخرة والمقاهي الأنيقة. لكن جبال لبنان الشاهقة الخضراء الملامسة لزرقة السماء الواسعة المطلة على البحر النيلي صباحًا الليلكي مساءً، تعانق الأرز الذي يأبى أن يرفرف على أغصانه سوى العلم اللبناني، ويجلس بين شموخه طائر الفينيق.
لبنان هو البلد المتعدد الثقافات والديانات، حيث يضم مسلمون ومسيحيون ودروز وطوائف عديدة يعيشون جنباً إلى جنب في سلام وتفاهم.
هذا التنوع يعكس مرونة وقوة المجتمع اللبناني في التعايش والتكامل. الشعب اللبناني لا يستسلم، بعد كل أزمة، سواء كانت حربًا أو أزمة اقتصادية أو كارثة طبيعية، يعودون إلى الحياة بقوة وإرادة متجددة.
هذا الأمر يشبه طائر الفينيق الذي ينبعث من الرماد. الشعب اللبناني يظهر دائمًا قدرته على التغلب على الصعاب والعودة أقوى من ذي قبل.
الأمل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة اللبنانية. اللبنانيون يؤمنون بأن الغد سيكون أفضل، وأنهم قادرون على تحقيق تغيير إيجابي رغم التحديات كلها.
في أوقات الأزمات، يتجلى التضامن بين اللبنانيين بشكل واضح، يتكاتفون لمساعدة بعضهم البعض، ويتعاونون في إعادة بناء مجتمعهم. اللبنانيون معروفون بقدرتهم على الابتكار والإبداع، يجدون حلولًا جديدة للمشاكل، ويتكيفون مع الظروف المتغيرة بسرعة وكفاءة.
لبنان يتمتع بتراث ثقافي غني متشابك بعمق مع الحضارة الفينيقية، التي يرمز إليها بطائر الفينيق. هذا التراث ينعكس في تاريخهم، آثارهم، حضارتهم، فولكلورهم، وصمود الشعب اللبناني وحبهم للحياة. على الرغم من مواجهة العديد من الأزمات والحروب، ينهض الشعب اللبناني دائمًا من الرماد بسرعة، مما يميزهم عن باقي الأمم.
لبنان متمسك بتراثه، أرضه، حياته، سعادته، جذوره، لغته، والإيمانين الإسلامي والمسيحي. يستمر البلد في لعب دور حيوي في التنمية، التقدم، الكرم، والازدهار. لبنان من بين الدول القليلة التي تحتضن الآراء المتنوعة، الحوار، والنقاش، وتدمج وجهات النظر والأديان المختلفة. لقد تعلموا من الحروب اللبنانية السابقة، مما يظهر فهمًا للسياسة غير مألوف في الشرق الأوسط. على الرغم من الصعوبات كلها، يستمر لبنان في المثابرة، مستعدًا للتحليق مجددًا مثل طائر الفينيق، متغلبًا على كل تحدٍ بالصمود والعزيمة.
ندعو ونصلي من أجل لبنان وأن يعود الأمن والاستقرار والسلام على ربوعه الخضراء.