صدى الشعب – قالت إيران الأربعاء إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى، في حين توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وعلى الرغم من دعوات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار، استمر القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية الأربعاء.
وجددت إسرائيل قصفها للضاحية الجنوبية لبيروت، معقل جماعة حزب الله المدعومة من إيران، بما لا يقل عن 12 ضربة استهدفت ما قالت إسرائيل إنها أهداف تابعة للجماعة.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أجزاء من الضاحية. وأصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة للمنطقة، التي صارت خاوية إلى حد كبير بعد ضربات عنيفة على مدى أيام.
وقالت جماعة حزب الله إنها تصدت فجر الأربعاء لقوة إسرائيلية تسللت إلى بلدة عديسة بلبنان وأجبرتها على التراجع.
ووصفت إيران الهجوم الذي شنته أمس الثلاثاء بأنه دفاعي واستهدف فقط منشآت عسكرية إسرائيلية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية استُهدفت.
وقالت طهران إن هجومها جاء ردا على عمليات الاغتيال الإسرائيلية التي تستهدف قادة فصائل مسلحة والعدوان في لبنان على حزب الله وفي قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس في وقت مبكر من الأربعاء “عمليتنا انتهت ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء المزيد من الرد. وفي هذا التصور، سيكون ردنا أشد وأقوى”.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد. وقال في بداية اجتماع طارئ لمجلس الوزراء السياسي والأمني في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء “ارتكبت إيران خطأ كبيرا الليلة وستدفع ثمنه”.
وقالت واشنطن إنها ستعمل مع حليفتها إسرائيل للتأكد من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بسبب الهجوم الذي وقع أمس الثلاثاء، وقالت إسرائيل إن طهران أطلقت خلاله أكثر من 180 صاروخا باليستيا.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، وقال إن واشنطن “في وضع جيد” للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط.
وقال أوستن في منشور منفصل على إكس “عبرت أنا والوزير عن تقديرنا المتبادل للدفاع المنسق عن إسرائيل في مواجهة قرابة 200 صاروخ باليستي أطلقتها إيران والتزمنا بالبقاء على اتصال وثيق”.
وذكر البنتاغون أن سفنا حربية تابعة للبحرية الأميركية أطلقت قرابة 12 صاروخا اعتراضيا على صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل. وقالت بريطانيا إن قواتها لعبت دورا “في محاولات منع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط” دون الخوض في تفاصيل.
وقال البنتاغون إن الضربات الجوية التي نفذتها إيران أمس الثلاثاء وصل حجمها إلى قرابة مثلي حجم الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل نيسان الماضي.
“الرد سيكون مؤلما”
قال الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقطع مصور على إكس إن إسرائيل فعلت دفاعاتها الجوية في مواجهة القصف الإيراني وإن “إسرائيل وتحالفا دفاعيا بقيادة الولايات المتحدة” اعترضا معظم الصواريخ. وأضاف “هجوم إيران تصعيد شديد وخطير”.
وقال الحرس الثوري الإيراني أمس الثلاثاء إن القوات الإيرانية استخدمت صواريخ (فاتح) الفرط صوتية لأول مرة، مضيفا أن 90 بالمئة من صواريخه أصابت أهدافها في إسرائيل بنجاح.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن أي رد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي يوم الثلاثاء سيقابل “بتدمير واسع النطاق” للبنية التحتية الإسرائيلية، وتعهدت أيضا باستهداف أي أصول في المنطقة لأي حليف لإسرائيل يتدخل في الصراع.
وتزايدت المخاوف من انزلاق إيران والولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع تزايد هجوم إسرائيل على لبنان في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك بدء عملية برية هناك يوم الاثنين، وصراعها المستمر منذ عام في قطاع غزة.
وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن دعمه الكامل لإسرائيل ووصف هجوم إيران بأنه “غير فعال”. وأيدت نائبة الرئيس كاملا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، موقف بايدن وقالت إن الولايات المتحدة لن تتردد في الدفاع عن مصالحها في مواجهة إيران.
وقال داني دانون، مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، للصحفيين “سنتحرك. ستشعر إيران قريبا بعواقب أفعالها. وسيكون الرد مؤلما”.
وتعهد البيت الأبيض أيضا بأن تواجه إيران “عواقب وخيمة”، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان في إفادة صحفية بواشنطن إن الولايات المتحدة “ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك”.
ولم يحدد سوليفان ما قد تكون عليه هذه العواقب.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان إنه يستنكر بشدة الهجمات الإيرانية الجديدة على إسرائيل، مضيفا أن فرنسا عبأت مواردها العسكرية في الشرق الأوسط اليوم الأربعاء في إشارة إلى التزامها تجاه أمن إسرائيل.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وكشفت إحصاءات للحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء أن قرابة 1900 شخص استشهدوا وأصيب أكثر من 9000 آخرين في لبنان خلال عام تقريبا من القتال عبر الحدود، معظمهم في الأسبوعين الماضيين.