صدى الشعب _ أسيل جمال الطراونة
من قلب التراث الأردني ينبض الشماغ كتعبير أصيل عن الهوية الوطنية، فحين يجتمع هذا الرمز التاريخي مع حرفة نادرة
تحمل في خيوطها قصة كفاح عائلي. يولد مشروع “تزين يا مهدبات الهدب” للفتاة الطموحة غرام الجعافرة مؤسسة هذا
المشروع.
إذ يعتبر الشماغ من أهم الرموز الثقافية على مستوى الأردن والعالم العربي، وقد جاء هذا المشروع لإبراز الهوية الأردنية للعالم .
تقول صاحبة ومؤسسة المشروع غرام الجعافرة لـ “صدى الشعب ” إن المشروع بدأ منذ تسع سنوات وأن جدتها رحمها الله، هي من دربتها على الهدب وكانت امرأة مكافحه وحرفيه مبدعه ، وجعلت الفكرة حرفة لها وهي من علمتها على الهدب هي وأختها شروق .
وتتحدث عن بدايتها المشروعها ، وكانذلك بعد تخرجها من الجامعه ان امتهنت الحرفة ومارستها بهدف الحصول على دخل مادي. ومع الوقت اصبحت العلاقة مع الهدب تتطور وذلك بسبب المعنى القيمي للهدب كتقليد اردني وايضا كحرفة نادرة والقليل من يعمل بها لصعوبتها .
كان بالنسبة لها المشروع مصدرا للدخل تسد به احتياجاتها كخريجة تبحث عن عمل ولسد حاجاتها الشخصية والأساسية، بحيث
لا تكون ثقل على كاهل والديها، وفق ما تقول. وتوضح الجعافرة انه مع الوقت اصبحت صاحبة رساله وسفيره تنقل الهوية الاردنية
للعالم وليس فقط للاردن والمحافظة على هذه الحرفة.
وتشير إلى أن عدد الذين يعملون معها في مشروع تزين يا مهدبات الهدب ثلاث اشخاص ، وأنها تسعى لتطوير المشروع وضم العديد من الفتيات المهتمات بالهدب .
وتقول الجعافرة في البداية كان العمل بالمشروع فقط على الطلب بالقطعه وتجهيزها ومع الوقت والسنوات اصبحت أصبحت أصنع كميات كبيرة، وأقوم بتجهيزها وتسليمها وإنتاج كميات كبيرة بوقت قصير وبجودة
عالية ومواد خام تنافسية .
وتتابع .. أنها تعمل بكل أنواع وأشكال الهدب، وطورت على الهدب ثم عمل السكارف (شال) ، ونصف المنديل وشال الضفتين، منوهة
بوجود التطريز منه الفلاحي والكلف. وتؤكد الجعافرة أن المشروع مرخص بشكل منزلي ولدينا سجل تجاري، إذ تعمل في البيت بتجهيزات كاملة حيث يوجد مخيطه مبينة أن الشماغات تنجز بطريقة مثالية للهدب اليدوي. فما بدأ كحرفة توارثتها عن جدتها، تحولت إلى رسالة تحملها بحب وإبداع، وفي طياتها ليس جمالية الشماغ فقط ، بل قوة المرأة الأردنية وطموحها بتحقيق الانجازات .