صدى الشعب – ترى الكاتبة والمحللة السياسية الأردنية روان سليمان الحياري، أن توسيع الحرب على لبنان “سيكون له تأثيرات على المنطقة كلها”.
“فلبنان الآن يشكل خط مواجهة مباشرة مع إسرائيل، إضافة إلى ما يمكن أن يشكله ساحة صراع بين عدة قوى إقليمية وهي إيران وإسرائيل وحزب الله”، وفق الحياري.
وذكرت، أن “أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات في المنطقة، إذ من المنتظر أن يكون هناك رد عسكري على اغتيال حسن نصرالله”.
وأشارت إلى أن “صراع الوجود والنفوذ في المنطقة يتجه نحو التصعيد العسكري، فإسرائيل التي تمتلك مشروعاً واضحاً في المنطقة تسعى لكبح نفوذ حزب الله على حدودها بالقوة العسكرية الممكنة، وتوجه بذلك رسائل سياسية وعسكرية لطهران، بينما مواقف دول المنطقة هي ردود فعل بأدوار دبلوماسية”.
وأردفت: “توسع الحرب سيوسع دائرة الفوضى ويخلق بيئة أكثر تعقيدا من الناحية الأمنية والسياسية، فحتى الآن يتم النزوح الأكبر داخليا في لبنان إلى الشمال مع بدء الاتجاه نحو الحدود السورية بشكل محدود”.
ورأت أن “تصعيد الصراع في لبنان سيزيد الضغط على دول الإقليم للحفاظ على استقرارها الداخلي من جهة، وعلى مصالحها الخارجية والإقليمية من جهة أخرى”.
النزاعات الحالية بالمنطقة، وفق الحياري، لن تقتصر تداعياتها على الأمن والسياسة “بل ستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على النواحي الاقتصادية والتجارية لتزيد العبء في الإقليم، خاصة أن الأمن في المنطقة هو عنصر حاسم لاستقرار الأسواق والاقتصاد وسلاسل التوريد”.
ورأت أن “تفاقم الصراع وامتداد رقعته منذ 7 أكتوبر 2023، جعل دول الإقليم في مواجهة تهديدات أمنية جديدة، جراء هذه الفوضى سواء من خلايا متطرفة أو نشاط لتجارة المخدرات”.
وأضافت إلى ذلك “تحدي التوازن بين القوى الفاعلة في الإقليم: الولايات المتحدة، وإيران، وإسرائيل، والذين لديهم مصالح مختلفة ومتضاربة في المنطقة، ما سيزيد العبء السياسي على جميع دول المنطقة المعنية بالحفاظ على استقرارها السياسي من خلال إيجاد التوازنات وتجنب الانخراط بأي حروب”.
وبشأن موقع الأردن في خريطة التدابير المستقبلية لتجنب آثار الصراع المتوسع، أوضحت الحياري أن “عمّان تتبنى سياسة خارجية حذرة ومتوازنة لمنع الانجرار إلى الصراع المباشر والدخول في نزاعات الإقليم”.
واعتبرت أن الأردن “يركز من خلال الجهود السياسية والدبلوماسية ومنذ انفجار أحداث 7 أكتوبر على الحلول الدبلوماسية ودعم الجهود الدولية لتهدئة التوترات”.