صدى الشعب – كتبت: المسشارة والكاتبة التربوية : د.ريما سلمان زريقات
سيدي الرئيس ، نبارك لكم ثقة سيد البلاد ونطلب من الله القدير أن يعينكم على تحمل هذه المسؤولية ويمنحكم القوة والعافية …
سيدي الرئيس ، ومن خلال متابعاتي الأولية ، فأنني والكثيرين من شعبنا يتوسمون بكم خيرا ونشعر بالإرتياح والطمأنينة ، اسمح لي سيدي الرئيس لطفا بطرح عدة نقاط من قائد تربوي لسنوات عديدة ، كنت قريبة ومقربة فيها من الرئيس والمرؤوس في وزارتي الحبيبة وقريبة جدا من المجتمع المحلي والمدني من خلال متابعة الشكاوي وحلها وتقريب وجهات النظر وقد دفعت ثمن ذلك ….
سيدي الرئيس ، جاءت حكومة دولة بشر الخصاونة في ظروف كورونا وفي أصعب الظروف ولا ننكر الجهد المبذول للتصدي للجائحة وتبعاتها وأننا ما زلنا نعاني منها لغاية الان ، ثم جاءت حرب غزة وتبعاتها وما زلنا نعاني ولكنه استطاع على الحفاظ على توازن هذا البلد ، وبتوجيهات ملكية سامية ….
كان هناك عدد من الانجازات لعدد من الوزراء والوزارات كل في موقعه وأعتقد أن عودة بعض أصحاب المواقع حتى لو كان لاكمال ملفات لم تكمل تشهد على ذلك ، ويبدو أننا توقعنا عودتهم من خلال الانجازات أو قربهم من المجتمع الأردني والتفكير بفكره والشعور به .
سيدي الرئيس اسمح لي بتقديم تغذية راجعة تمثل رأيي الشخصي مؤكدا والقيادة فن لايتقنه الكثيرون : لم يكن دولته مرات كثيرة قريبا من الشعب ولم يكن ميدانيا ولم يكن حاضرا في مواقف تحتاجه بها ، هذا أكثر نقد بناء كان موجه له ، حتى لو لم يكن هناك نتيجة ، فمجرد وجوده بين المواطنين في أكثر من حادثة هي قيمة مضافة ولها أثرها النفسي والمجتمعي ، أتذكر حين كنت مديرة فنية وتعليمية بتربية المزار الجنوبي وقد اعتصم طلبة الثانوية العامة خارج مديرية التربية ومن جميع مدارس المديرية على عقد الدورة الواحدة للتوجيهي ، واذا بمدير التربية يقول اتركوهم سيملون ويذهبون ولكنهم كرروها لأكثر من يوما تاركين مدارسهم وصفوفهم ، وقلت له لا يجوز عطوفتكم أن نترك هذا الوضع هكذا ، فتصبح فوضى في مدارسنا ولن يكون هناك دوام حتى من باقي الطلاب ، هل تسمح لي بالخروج والحديث معهم ، قال لي هؤلاء مراهقون ولا ندري برد فعلهم ، قلت له اسمح لي بالذهاب على مسؤوليتي ، فخرجت وضحكوا بداية أنني سيدة وهم رجال ، ثم قالوا ألا يوجد رجال بالمديرية ، فبدأت حديثي معهم أقنعهم كأم وتربوية وأن ابني معكم بنفس الصف وأوضحت لهم ايجابيات عقد الدورة الواحدة وكنت أتحدث معهم بلغة الأمومة فهم أطفال حتى لو كان مظهرهم الخارجي لا يوحي بذلك وحين تكون لديك المعلومة الكاملة في مجالك مع نوع من حس المسؤولية لن تقف عاجزا أمام اي عائق وبعدها كتبت منشورا عن الدورة الواحدة كأم وكمعلمة ومشرفة تربوية مختصة وكانت المملكة بأكملها تضج لذلك ، جاب هذا المنشور المملكة كاملة حتى أن البعض طلب مني وضع برنامج دراسة للامتحان ، وشارك معالي الدكتور وليد المعاني هذا المنشور وكان سببا في تعييني مديرا للتربية لاحقا .
ناشد الكثير من المواطنين والمظلومين والمهتمين دولته بقضايا حساسة ، لكن للأسف لا مجيب ولا متابع واستغرب ان كان سيد البلاد حفظه الله يتابع وسيدتي صاحب الجلالة وأميرنا المحبوب ، فكيف من شخص مكلف بمتابعة هموم المواطن والوطن والمظلوم ، إلى من يلجأ هؤلاء؟! وهذا كان سببا في الاحتقان لدى البعض ، تخيل دولتكم أننا نستطيع التواصل مع معالي رئيس الديوان الملكي والوصول للديوان الملكي العامر مرات عديدة ولم نتمكن من التواصل مع دولته أو حتى أخذ موعد أو حتى رد من مدير مكتبه؟!
دعني أتطرق لعدد من الوزراء لطفا : مدراء مكاتب بعض الوزراء هم وزراء ، يقومون بالنقل والتعيين وغيره ، يحرضون الوزير على أي شخص لايريدونه ، استغل بعضهم موقعه بقضايا كثيرة ولدي الكثير ، مؤامرات أحيكت منهم بالتعاون مع غيرهم في المؤسسة الواحدة ،مثلا التآمر على واحد من الصف الثاني أو الثالث لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق مايريدون .
بعض الوزراء تصرفوا وأن هذه الوزارات بيوتا لهم ضاربين المصلحة العامة بعرض الحائط ، تعيينات قيادية في الصف الثاني دون المرور بالخبرات اللازمة والقفز للمنصب القيادي وتهميش الكثير من الكفاءات وابعادهم بكل نرجسية ، وهناك من قام بالتعيين دون اي تنافس ولم يكن جزءا من المؤسسة وتعيينهم أمين عام ، صدقني دولتكم أن اختيار وتعيين الصف الثاني في وزاراتنا هو السبب الرئيسي الرئيسي في تدني مخرجات هذه المؤسسات تقريبا، وليس تعيين الوزراء ، فالوزير قد لايكون مختص وقد لايكون لديه المام بمهام الكثيرين في المؤسسة وطبيعة العمل .
سيدي الرئيس ، أرهقتنا الواسطات والمحسوبية وسلب الحقوق والتعيين عن غير كفاءة في المناصب القيادية ، الغريب أن دولته لم يسأل وزيرا يوما عن ضجة التعيينات ولم يصوب يوما أبدا .
أتعلم دولتكم أن كل من لايوافق وزيرا أو أمين عام على أمر معين ، يتم ابعاده والتخلص منه في وزارة معينة حتى لو كان على درجة عالية من الكفاءة ، وهل تعلم أن احدى الوزارات تم تفريغها من الكفاءات والخبرات واخافة كل من يعترض للصالح العام وأكبر هم للصف الثالث هو المحافظة على منصبه فقط .
هل تعلم معاليكم بتهميش الحاصلين على جائزة الملك عبدالله للموظف المتميز والذين يحملون جائزة أغلى الناس وتمنح بكل استحقاق ؟!
هل تعلم معاليكم أن احدى الوزارات ما زالت تتخبط في قوانين تحكم عملها ولا يوجد خبرات في هذه الوزارة للتصويب والاستشارات الفنية .
هل تعلم دولتكم أن بعض الأمناء العامين وزراء حقيقيون يصولون ويجولون في الوزارات كما يشاؤون .
هل تعلم دولتكم أن مركبات بعض البلديات مع ابناء بعض رؤساء البلديات المعينين وليس المنتخبين .
أعانكم الله دولة الرئيس على مسؤولياتكم العظيمة وعلى هذا الحمل ، وكلنا أمل بكم وكلنا ثقة باختيار سيد البلاد كيف لا وأنتم من تربيتم على يد سيد البلاد صاحب الخبرة والحنكة ، رمز المحبة والسلام والعدالة والانجاز ، وكما أشار سيد البلاد أن الكفاءة والانجاز هي المعيار فقط ، وفقكم الله دولة الرئيس في ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .