صدى الشعب- كتب خالد خازر الخريشا
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل خاصة بعد تداول صفحات من المناهج الدراسية لصور وأغاني بعض المطربين وسيرة عدد من الفنانين خاصة سميرة توفيق وام كلثوم وغيرها وشيء عن الدف والطبلة و قد أثارت هذه المحتويات تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي للأسف يبدو ان المناهج في انحدار شديد وتهدف الى التجهيل لأننا نعرف ان هناك انواع من الفن الهابط وهناك جزء يسير من الفن الهادف لكن هذا المنتج لا يكون مكانه مناهجنا الدراسية وكأن هناك جهات تحاول احتلال العقول من خلال دس الغث في السمين وكأن هناك تزييف للثقافة والتراث بات واضحا وهل نحن امام طوفان من السياسة الاستعمارية الفكرية التي يريدها ويفرضها اعداء العروبة والإسلام وتاريخنا ألأردني يعج بالعظماء من الكتاب والشعراء والمؤرخين والمفكرين ونحن لم نعطهم حقهم في الاعلام والمناهج وبالامس يصدر تصريح من المركز الوطني بان بعض الكتب تخضع للتجريب وهل اصبح ابنائنا الصغار حقل تجارب لهذه المناهج ولماذا لا تكون وزارة التربية والتعليم هي صاحبة الولاية بهذا المجال .
ألم يسمع المركز الوطني للمناهج بعرار شاعر الاردن الذي كان وطنيا وعروبيا وإنسانا مبدعا متعدد الاهتمام بين الشعر والقانون والترجمة واللغة والفكر والسياسة منحازا للفقراء والمحرومين والمهمشين، معتبرا الشعر وسيلته للدفاع عن الحق كما القانون الذي درسه أكاديميا منفتحا على آداب العالم مقاوما للقهر والتسلط متحررا من كل سلطة، وهو ما دفع ثمنه بالنفي والسجن للأسف هذا الجيل لا يعرف انه والد الشهيد وصفي التل رئيس وزراء الاردن .
أين ذهب معلمة التراث الاردني روكس بن زائد العزيزي عن مناهجنا هذا العلامة الذي كان أول مراسل صحفي في الأردن عندما اعتمدته جريدة الأحوال البيروتية مراسلاً لها، انتخب عام 1976 رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين نال من التكريم ما لم ينله أديب أردني آخر تقديراً له على جهوده العظيمة في البحوث التراثية والدراسات، نال عضوية شرف لمجمع اللغة العربية الأردني، ومنح شهادة يوبيل جلالة الملك حسين الفضي التكريمية في الأدب عام 1977، ونال وثيقة التقدير الذاتية على أعماله المتميزة عام 1982 ومن القابه شيخ الادباء العرب وليس الادباء الاردنيين فقط ، ورئيس العلماء وكتبه من المؤلفات الخالدة حسب رأي فلاسفة اوروبيين خاصة كتبه معلمه التراث الاردني بأجزائه الخمسه وكتاب قاموس العادات واللهجات الاردنية بأجزائه الثلاث وكان مرجع اساسي لتاريخ الاردن وهو عميد الكتاب والباحثين ورائد الادب الشعبي في الاردن والعالم العربي .
أين ذهب البدوي الملثم من تاريخنا وتراثنا وهو يعقوب العودات الذي يعتبر واحداً من قادة الفكر التنويري في الأردن وهو رائد من رواد الفكر التنويري في الأردن وأديب ومفكر وباحث ومؤرخ وقاص ومترجم وأعماله عديدة وكثيرة لا مجال لذكرها لكن اجزم صادقا ان جيل اليوم لا يمكن ان يعرف ان البدوي الملثم هو أردني والعودات من مواليد مدينـة الكرك عام 1909م، وأما والده حنا العودات فهو أوّل رئيس لبلديّة الكرك في العهد العثماني ، والبدوي الملثم يعد من الرواد الذين دافعوا بقوة عن الحق العربي الفلسطيني قبل قيام الكيان الصهيوني منبهاً العرب في كل مكان إلى الأخطار المهلكة التي ستداهمهم نتيجة زرع هذا الجسم الغريب في الوطن العربي عن طريق مقالاته ومحاضراته وتحذيراته لأبناء قومه.
لماذا لا نعرف هذا الجيل بأعمال هند ابو الشعر الاديبة والمؤرخة والموثقة التي كتبت عن تاريخ كل المدن والقرى والبوادي والحارات الاردنية وفازت الأديبة والأكاديمية الأردنية أبو الشعر بجائزة منتدى المثقّفين المقدسي لِأفضل كتاب مؤلف حول القدس عن كتابها “القدس في أواخر العهد العثماني (1908-1914) .
لماذا غاب الشاعر حيدر محمود عن مناهجنا الذي اشتهر بشعره الوطني عن فلسطين والأردن يعتبر من أبرز الشعراء الأردنيين حيث كانت له إسهامات كبيرة في إثراء الحركة الثقافية الأردنية وأصدر عدد من الدواوين الشعرية التي تغنت بالأردن والهاشميين والقدس وبالأمة العربية وترجمت بعض أعماله الشعرية إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية بقي أن نقول للمسئولين في بلدنا ( اتقوا الله في مناهجنا ) .