صدى الشعب – كتب سليمان غيث السعيديين
من المسلمات المتفق عليها بأن الدولة تصبح ديمقراطية عندما تتداول تشكيل الحكومات فيها عدد قليل من الأحزاب يتراوح بين حزبين إلى خمسة أحزاب كبيرة، وهذا العدد القليل من الأحزاب لا يتأتى إلا عبر صناديق الاقتراع، حيث ينتخب المواطنون الأحزاب التي تمثل طموحهم ويتوقعون بأنها ستعمل على تحسين واقعهم للأفضل.
في الانتخابات النيابية الأخيرة ، كانت التجربة وليدة، ورغم ذلك فإنها مبشرة، حيث سعت معظم الأحزاب للوصول إلى قبة البرلمان من بوابة الدائرة المحلية أو الدائرة العامة، ومع ذلك: تبقى الدائرة العامة هي المقياس الوطني لقوى الأحزاب ومدى ثقة المواطن الأردني بها.
نجحت أقل من نصف الأحزاب في تجاوز العتبة، أما الأحزاب التي لم تفلح في الوصول للبرلمان فإن الكرة في مرماها الان ، فإما أن تندمج مع الأحزاب المشابهه لها في البرامج، وإما أن تراجع نفسها لتتوسع في الشارع لتنال ثقة الناخب في السنوات القادمة.
المشهد الانتخابي ليس ثابتا، فالمواطن سيراقب أداء مجلس النواب ، خصوصا النواب الحزبيين، وحتى يحين موعد الانتخابات النيابية القادمة سيتغير المشهد، ستزداد شعبية بعض الأحزاب وسيتراجع بعضها ، حتى نصل إلى حالة سياسية مستقرة تتمثل في ثلاث أو أربعة تيارات حزبية رئيسية متوازنة في المشهد السياسي الوطني.
باحث في الشؤون السياسية