الأسرة الركن الأساس بتوجيه الأبناء وتوعيتهم بالإستخدام الآمن
الوعي الأسري ضرورة لمواجهة ” الإدمان الإلكتروني ” للطفل
صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
أكد خبراء أهمية دور الأسرة بعملية توعية الأطفال لجهة الاستخدام الأمن لوسائل التواصل الاجتماعي والحد من الآثار السلبية لها، ومنها تشتيت أفراد الأسرة وانعزالهم عن بعضهم البعض، مستدركين أن يمكن أن تكون هذه الوسيلة جامعة للأسرة وبناء الحوار الإيجابي إذا تم استخدامها بشكل ايجابي. وأشاروا إلى أن عملية استخدام الأطفال المواقع التواصل الاجتماعي أصبحت قضية محورية على الساحة التربوية وذلك بالرغم من ايجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا انها في الوقت نفسه تشكل خطرا كبيرا على البيئة التربوية وخصوصاً على الأطفال، وهي سلاح ذو حدين فيما لو استخدم بالطريقة الصحيحة أو بالطريقة السيئة.
وشددوا على دور الأهل الذي بعد الركن الأساسي بعملية نوعية الأبناء بأساليب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبالطريقة الصحيحة حتى لا تؤثر سلبيا عليهم ولا بد من الحيطة والحذر من وقوع الاطفال فريسة لهذه المواقع، حيث أثبتت الكثير من الدراسات ان لهذه المواقع تأثيرات خطيرة على صحة الأطفال، ومنها إصابتهم بالاكتئاب والشعور بالوحدة والقلق والضغط النفسي والإجهاد وغيرها الكثير من السلبيات، وعلى رأسها فقدان الثقة بالنفس وقلة النوم ما يؤدي إلى مشاكل طبية والتي لها تداعيات مثل السمنة الزائدة نتيجة عدم الحركة والجلوس كثيرا الأمر الذي ينعكس سلبيا على قدرتهم على التعلم والتواصل في المجتمع، وعليه تصبح رقابة الأهل ضرورية على الأطفال لحمايتهم من الأضرار.
بدورها، تقول الدكتورة ثناء فواز الزبون المتخصصة في علم النفس التربوي، والأستاذ المساعد في جامعة جدارا لـ “صدى الشعب”، إن الآثار السلبية المواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال قد تكون باكتساب الأطفال سلوكيات سلبية حسب البرنامج الذي يتابعه الطفل، مثل التقليد، فالطفل لديه حب اسكتشاف وفضول وحب للبحث عن البرامج المتنوعة فهذا يؤدي إلى انخفاض التركيز.
وأضافت الدكتورة الزبون أن مواقع التواصل الاجتماعي تمتاز بالسهولة والسرعة الوصول إلى المعلومات وهذا يسبب انخفاض في نسبة التفكير ويسبب قلة الثقة في النفس والانعزالية والطفل عندما يمسك الهاتف يتعزل حتى يستمتع ويشاهد ما يريد بعيدا عن الأهل ويصبح الطفل يتلقى المعلومات من مصادر غير أساسية مثل الأسرة والطفل ينتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى ويتعرض لتغيرات سواء تغيرات جسدية أو بيولوجية أو بالتفكير فيخطر بعقل الطفل اسئلة كثيرة فبدلا من أي يسأل اهله يذهب المواقع التواصل الاجتماعي ويبحث عن الإجابة والتي تعطيه المعلومات غير المناسبة العمره وتفكيره.
وتقول إنها قد تسبب اضطرابات مثل اضطراب التوحد وقد يعاني الطفل من اضطرابات القلق وأمراض جسدية، مثل قلة الشهية أو الافراط في تناول الطعام.
واستعرض قاسم محمد السرحان مرشد تربوي في وزارة التربية والتعليم الآثار السلبية المواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال، ومنها الآثار الإيجابية والسلبية ولكن معظم الأطفال يتأثروا بالآثار السلبية التي يجب أن يدركها الآباء والأطفال على حد سواء، وأهمها الإدمان حيث يمكن أن تصبح مواقع التواصل الاجتماعي إدمانا حقيقيا، مما يؤدي إلى إهمال الدراسة والأنشطة الاجتماعية الأخرى، حيث يقيس الإدمان باستخدام 38 ساعة خلال الأسبوع لأغراض التسلية وليس العلمية أو العملية.
ويضيف أنه ومن بين تلك الأثار السلبية العزلة الاجتماعية، وعلى الرغم من كونها وسيلة للتواصل، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى عزل الأطفال عن أصدقائهم وعائلاتهم في العالم الحقيقي، والاعتماد على العالم الافتراضي، وكذلك المقارنة الزائدة التي تؤدي مقارنة الأطفال لأنفسهم بالآخرين على هذه المواقع إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا عن الذات، ولهذا تشاهد الأطفال بالمدارس عندما تسألهم ماذا ترغب أن تصبح يحكي صانع محتوى، أو يتيوبر وغيرها من المسميات. ويتابع أنه ومن بين تلك السلبيات، التعرض للمحتوى الضار، حيث يؤدي تعرض الأطفال المحتوى غير مناسب لعمرهم مثل العنف الكراهية، والتحرش. والمقاطع الجنسية حيث ان خوارزميات المواقع تفرض مثل هذه المحتوى من أجل انجذاب الآخرين له. وأيضا حب الفضول لدى الأطفال للبحث والاستكشاف. والوقت الضائع، حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة في تصفح هذه المواقع، مما يقلل من الوقت المتاح للدراسة والأنشطة الأخرى المفيدة.
وأشار إلى أن هناك مشاكل نفسية قد يؤدي الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق والعزلة غيرها من المشكلات والاضطرابات النفسية، حيث تم تصنيف الإدمان كاضطراب حسب DSMS TR .
وأضاف أن الطريقة الصحيحة لتعامل الأهالي مع الأبناء وتوعيتهم بأضرار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، هناك العديد من الأمور بإمكان أولياء الأمور تقديمها ومن هذه الأمور وهي الحوار البناء والمفتوح والذي يتضمن تبادل الخبرات، حيث يمكن للأهالي مشاركة تجاربهم الشخصية مع أطفالهم أو ما لاحظوه على سلوكياتهم بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط وتنظيم ورش عمل للأهالي أو جلسات نقاش مع طرح الأسئلة مفتوحة تشجع التفكير النقدي مثل ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها مع أطفالكم فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف، هناك إنشاء مجموعات دعم ويمكن تكوين مجموعات دعم للأهالي المناقشة القضايا المتعلقة بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل النصائح، وأيضا يمكن للأهالي المشاركة في الحملات التوعوية التي تنظمها المدارس أو المؤسسات المجتمعية، ومشاركة القصص الايجابية: يمكن مشاركة قصص عن أطفال نجحوا في الحد من استخدامهم المواقع التواصل الاجتماعي وتحسين تركيزهم ودراستهم.
واقتراح بدائل صحية: يمكن اقتراح بدائل صحية لوسائل التواصل الاجتماعي مثل ممارسة الرياضة، قراءة الكتب ،أو قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
ويتابع أنه ومن الطرق التي تساعد على حماية الأهالي لأطفالهم من مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من النقاط ، وأهمها وضع قواعد واضحة يجب على الآباء وضع قواعد واضحة حول وقت استخدام الإنترنت ونوع المواقع التي يمكن للأطفال زيارتها، والتواصل المفتوح ويجب على الآباء تشجيع أطفالهم على التحدث عن تجاربهم على الإنترنت حيث يكون تواصل الأسرة فيما بينهم سوي وصحي، ويجب تعليم الأطفال كيفية استخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول ويتابع أنه يجب أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم في استخدام التكنولوجيا، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية ويمكن استخدام برامج الرقابة الأبوية لحجب المحتوى غير المناسب وتتبع نشاط الأطفال على الإنترنت. وهذا الخدمة متاحة على PLAY GOOGLE بتطبيق اسمه FAMILY LINK، وهنا يجب تقدم النصائح للأطفال، ومنها تحقيق التوازن بين الوقت الذي يقضيه على الإنترنت والأنشطة الأخرى، ويجب حماية الخصوصية وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء، والبحث عن المساعدة، إذا تعرضوا لأي نوع من المضايقات أو الإساءة على الإنترنت يجب عليهم إبلاغ شخص بالغ موثوق به ووضح الطرق البديلة والإيجابية التي تساعد الطفل على الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي منها الأنشطة البدنية مثل ممارسة الرياضة اللعب في الهواء الطلق، ركوب الدراجة هذه الأنشطة تساعد على بناء اللياقة البدنية وتحسين المزاج والأنشطة الفنية ومنها الرسم والنحت والعزف على آلة موسيقية وكتابة القصص وهذه الأنشطة تحفز الإبداع والتعبير عن الذات. وتشجيع الطفل على القراءة، سواء كانت كتبا مجلات. أو قصص مصورة، حيث أن القراءة توسع مدارك الطفل وتزيد من حصيلته اللغوية والألعاب اللوحية، الألغاز تركيب الأشكال، هذه الألعاب تساعد على تنمية مهارات
التفكير والتحليل وحل المشكلات، وصنع الحرف اليدوية الطبخ البستنة هذه الأنشطة تعزز المهارات الحركية الدقيقة وتساعد على تطوير الصبر والتركيز، وتشجيع الطفل على المشاركة في الأعمال التطوعية، مثل مساعدة الآخرين أو الاهتمام بالحيوانات، هذا يعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية الاجتماعية الاهتمام بالهوايات اكتشاف هوايات جديدة مثل جمع الطوابع تربية الحيوانات الأليفة، أو تعلم لغة جديدة، ووضح اهمية توعية الأهالي بمخاطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال، حيث تعتبر توعية الأهالي بأضرار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي على أطفالهم خطوة بالغة الأهمية لحماية أجيال المستقبل، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة، ومنها التلفزيون، والراديو، والصحف والمواقع الإلكترونية لنشر رسائل توعوية واضحة وموجزة والندوات والمؤتمرات تنظيم ندوات وورش عمل للأهالي والمعلمين المناقشة هذه القضية وتقديم النصائح العملية. واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي نفسها لنشر محتوى توعوي جذاب على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والشراكة مع المؤسسات التعليمية عن طريق برامج توعية في المدارس إعداد برامج نوعية شاملة في المدارس تشمل الطلاب والمرشدين والأهالي، وأيضا ورش عمل للأهالي لتنظيم ورش عمل دورية للأهالي حول كيفية التعامل مع استخدام الأطفال للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واستغلال القنوات الدينية، مثل الخطب الدينية وتسليط الضوء على هذه القضية في خطب الجمعة والمحاضرات الدينية والبرامج الدينية لإعداد برامج دينية توعوية تناقش أضرار الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام المؤثرين الاجتماعيين التعاون مع الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي النشر رسائل توعوية حول هذا الموضوع، وإطلاق حملات تفاعلية تشجع المتابعين على المشاركة ومشاركة تجاربهم. وتوفير جلسات استشارية للأهالي لمساعدتهم على فهم مشكلة إدمان أطفالهم وتقديم الدعم النفسي لهم.
وأشار إلى كيفية مساعدة الأطفال على تحقيق توازن صحي في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها التعامل مع الأطفال فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب حكمة وتوازنا، والهدف ليس حرمانهم من هذه الأداة، بل مساعدتهم على استخدامها بشكل صحي ومسؤول، وهنا يجب أن تركز على هذه الأمور وهي الحوار المفتوح والمستمر والاستماع الفعال: استمعوا لآرائهم ومخاوفهم بصدق، اطرحوا أسئلة مفتوحة تشجعهم على التفكير في علاقتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، مثل: ما الذي تستمتع به أكثر في استخدام هذه التطبيقات، ووضع قواعد واضحة للوقت المحدد وقواعد الاستخدام والوقت العائلي وخصصوا وقتا للعائلة بعيدا عن الشاشات، مثل تناول العشاء معا أو القيام بنزهة اجعلوا هذه الأوقات مقدسة، والتوازن أظهر لأطفالك أهمية التوازن بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي.