صدى الشعب – اللواء الطبيب عادل الوهادنة
للتفريق بين طفح جدري القرود وجدري الماء يمكن أن يكون تحديًا لأن كلاهما يمكن أن يظهر ببثور جلدية. ومع ذلك، هناك عدة خصائص سريرية ووبائية تساعد في التمييز بين الاثنين:
الأعراض الأولية وبداية الطفح
– جدري القرود: يبدأ غالبًا بأعراض أولية تشمل الحمى، الصداع، آلام العضلات، وتضخم الغدد اللمفاوية (انتفاخ الغدد اللمفاوية) قبل ظهور الطفح الجلدي. تستمر هذه الفترة التمهيدية عادة من 1 إلى 5 أيام.
– جدري الماء: الأعراض الأولية تكون عامة وخفيفة، مثل الحمى والإرهاق والشعور بالضيق، وعادة ما تظهر بالتزامن مع أو قبل ظهور الطفح الجلدي بقليل.
توزيع الطفح وتطوره
– *جدري القرود*:
– *التوزيع*: يبدأ الطفح عادة على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك راحة اليدين وباطن القدمين.
– *التطور*: يتطور الطفح بشكل متزامن؛ جميع الآفات في منطقة معينة من الجسم تميل إلى أن تكون في نفس المرحلة من التطور (بقع، حطاطات، حويصلات، بثور، ثم قشور).
– *الآفات*: الآفات غالبًا ما تكون عميقة ومتماسكة وواضحة الحدود، ويمكن أن تكون مؤلمة وقد تصبح متقرحة في الوسط.
– *تضخم الغدد اللمفاوية*: تضخم الغدد اللمفاوية هو ميزة مميزة وغالبًا ما يكون ملحوظًا، خاصة في الرقبة والإبط أو الفخذ.
– *جدري الماء*:
– *التوزيع*: يبدأ الطفح عادة على الجذع (الصدر والظهر) ثم ينتشر إلى الوجه والأطراف. راحة اليدين وباطن القدمين أقل شيوعًا.
– *التطور*: يظهر الطفح في موجات، مما يعني أن مناطق مختلفة من الجسم يمكن أن تحتوي على آفات في مراحل مختلفة (بعض الآفات قد تكون حويصلات بينما تكون الأخرى قشور).
– *الآفات*: آفات جدري الماء تكون سطحية بشكل عام وأكثر عرضة للتمزق. وغالبًا ما توصف بأنها “قطرات ندى على بتلة ورد”.
– *تضخم الغدد اللمفاوية*: تورم الغدد اللمفاوية أقل شيوعًا وعادة لا يكون واضحًا كما في جدري القرود.
خصائص الآفات الجلدية*
– *جدري القرود*:
– الآفات تكون أكبر وأكثر صلابة من تلك التي تظهر في جدري الماء.
– غالبًا ما يكون للآفات انخفاض مركزي (تقرح) وتتحول بشكل أبطأ.
– قد تصبح الآفات متصلة، خاصة على الوجه.
– *جدري الماء*:
– الآفات تكون أصغر وأسطح وأكثر عرضة للتمزق.
– عادة ما تكون الآفات مسببة للحكة بدلاً من الألم.
الاعتبارات الوبائية*
– *جدري القرود*: أقل شيوعًا ويرتبط عادة بالسفر الحديث إلى المناطق الموبوءة في وسط وغرب أفريقيا أو الاتصال مع الحيوانات المصابة أو الأشخاص المصابين. تفشي المرض في المناطق غير الموبوءة حديثًا كان غالبًا ما يتعلق بالاتصال الوثيق مثل الاتصال المنزلي أو الجنسي.
– *جدري الماء*: أكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم ويمكن الإصابة به من شخص مصاب عبر الرذاذ التنفسي أو الاتصال المباشر بالآفات. كما أن تاريخ التطعيم مهم؛ الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد جدري الماء هم أقل عرضة للإصابة بالمرض.
حدة المرض والمضاعفات*
– *جدري القرود*: قد يكون له معدل أعلى من المضاعفات، بما في ذلك العدوى البكتيرية الثانوية، والضائقة التنفسية، وحتى الوفاة، خاصةً في الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة أو الأطفال الصغار.
– *جدري الماء*: عمومًا خفيف في الأطفال الأصحاء، ولكنه قد يؤدي إلى مضاعفات مثل العدوى البكتيرية الثانوية، والالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ، خاصةً في البالغين والحوامل والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة.
الفحوصات التشخيصية*
– *جدري القرود*: الفحص المخبري بواسطة تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) من مسحات الآفات أو القشور هو الطريقة التشخيصية المفضلة. يمكن أيضًا تأكيد التشخيص عن طريق اختبارات الدم أو الخزعة.
– *جدري الماء*: يتم التشخيص عادة سريريًا، ولكن يمكن تأكيده بواسطة PCR أو اختبار الأجسام المضادة الفلورية المباشرة أو الفحوصات المصلية في الحالات غير المؤكدة.
الخلاصة
للتفريق بين جدري القرود وجدري الماء، يجب مراعاة *توزيع الطفح وتطوره* و*خصائص الآفات* و*وجود تضخم الغدد اللمفاوية* و*السياق الوبائي* و*الأعراض الأولية*. كما توفر الفحوصات المختبرية (PCR) تشخيصًا نهائيًا.