الزرقاء عبدالرحمن البلاونه
نظمت مؤسسة وياكم للتدريب والتنمية المستدامة، بالتعاون مع غرفة تجارة الزرقاء جلسة حوارية بعنوان “دور الأحزاب في الانتخابات النيابية وبرامجها”، بحضور رئيس غرفة تجارة الزرقاء، حسين شريم، ومدير عام مؤسسة وياكم للتدريب والتنمية المستدامة، الدكتورة يسرى الخريشة، وأعضاء من مجلس الإدارة، المهندس باسم الكيلاني، والمهندس موسى أبو لاوي، وممثلين عن الأحزاب المشاركة في الجلسة، في قاعة غرفة التجارة.
وأشار شريم خلال افتتاحه الجلسة إلى أن هذه الجلسة تأتي في وقت حرج وحاسم لبلدنا، يتطلع المواطنون إلى رؤية خطط واضحة واستراتيجيات مدروسة من الأحزاب السياسية، وهي التي ستحدد مسار مستقبلنا الجماعي، وأكد أن الانتخابات ليست مجرد عملية تصويت، بل هي فرصة لكل مواطن للتعبير عن تطلعاته وآماله في غد أفضل، وأن الانتخابات مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأحزاب السياسية ، لتقديم رؤى واقعية ومبتكرة يمكن أن تحدث تغييراً إيجابياً في حياتنا.
وأكد شريم أن هذه الجلسة تهدف إلى إتاحة الفرصة للأحزاب لتقديم برامجها بشكل شفاف وواضح، ولإجراء الحوار حول هذه البرامج في مناخ من الاحترام والتفاهم المتبادل، وأهمية هذا الحوار البناء الذي يثري الساحة السياسية ويسهم في رفع مستوى الوعي بين المواطنين حول الخيارات المتاحة لهم، وأن تكون هذه الجلسة فرصة للتفاعل المثمر وتبادل الأفكار البناءة، وأن تساهم في تعزيز ثقافة الحوار الوطني.
وأشار شريم إلى أن الأردن يواجه تحديات كبيرة، سواء على الصعيد الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو السياسي، وأنه واجب على الجميع العمل سوياً بروح من المسؤولية الوطنية لتجاوز هذه التحديات، مؤكداً على أن هذه الجلسة تعد خطوة هامة في طريق بناء مستقبل أفضل، حيث يمكننا من خلالها تقييم مدى جدية الأحزاب في تقديم حلول حقيقية ومستدامة.
من جهتها، أكدت الدكتورة الخريشة إلى أن هذه الجلسة تأتي انطلاقًا من أهمية تطوير القوانين السياسية وتحديدها، إيمانًا بالدور الذي تؤديه الأحزاب في الحياة السياسية الأردنية، وأن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أشار في أوراقه النقاشية إلى أهمية المشاركة في الحياة الحزبية والديمقراطية، فالأحزاب هي الأداة التنظيمية الأساسية التي تعبر عن المواقف والمصالح في أي مجتمع، وكيف يمكن للأحزاب أن تشجع المواطن على المشاركة في الانتخابات.
وأشارت الدكتورة الخريشة إلى أن المشاركة السياسية ليست مجرد واجب عند التصويت في الانتخابات الوطنية، بل هي مسؤولية مستمرة يجب على كل مواطن أن يتحملها يوميًا من خلال الانخراط في الأنشطة المدنية والسياسية مثل المؤتمرات، الورش التدريبية، الحملات التوعوية، واللقاءات الحوارية.
بدوره تحدث ممثل حزب الميثاق الوطني الدكتور محمد أبو نجم عن هوية الحزب، وعن البرنامج الانتخابي للحزب، وأشار إلى المحاور الأساسية، وإلى مبادئ الحزب وفلسفته وأولوياته الاستراتيجية، والتزام الحزب بتقديم رؤية وبرنامج انتخابي يستند إلى أسس متينة، وأن أهدافه ترتكز على تمكين الشباب وتعزيز المشاركة السياسية، وضمان الحريات العامة وسيادة القانون، بالإضافة إلى التركيز على تطوير الاقتصاد الوطني من خلال رؤية شاملة تتضمن تحسين قطاعات مثل السياحة، التي تحتاج إلى دراسة شاملة لتطويرها وتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني.
وأشار الدكتور أبو نجم إلى أن حزب الميثاق يهتم بتحسين جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين من خلال تطوير المؤسسات وتحسين الإدارة المحلية مما يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً فعّالاً، وأن الحزب يسعى لتقديم برامج تفصيلية تشرح للمواطنين كيفية تحقيق هذه الأهداف، وما يمكن أن يتوقعوه على المدى القريب والبعيد.
وتحدث ممثل حزب رؤية الأستاذ خالد المعاني حول الحاجة إلى إعادة النظر في برامج الأحزاب السياسية وتوجيهها نحو أهداف تخدم مصلحة المجتمع بأكمله، وأن هذه البرامج يجب أن تحمل تغييرات حقيقية وجوهرية، وليس مجرد شعارات مكررة، بحيث تلامس احتياجات الناس وتلبي تطلعاتهم بصدق وشفافية.
كما أكد المعاني بأن حزب رؤية يؤمن بأهمية حقوق الإنسان بشكل شامل، بما في ذلك حقوق الطفل والمرأة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن إطار يحترم قيمنا ومبادئنا، بالإضافة إلى أن هناك قضايا ملحة تحتاج إلى اهتمام فوري، مثل تحسين قطاع الزراعة الذي يمكن أن يخلق فرص عمل ويساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وحل مشكلة البطالة بطرق فعّالة، مؤكداً التزام الحزب بطرح حلول واقعية وممنهجة لتحقيق تغيير إيجابي يخدم المجتمع.
وفي نهاية الجلسة، أجاب المشاركون على أسئلة واستفسارات الحضور حول دور الأحزاب في معالجة القضايا الوطنية، والطرق التي يتم خلالها تشكيل القوائم، ودور الأحزاب بالتوعية، وأهمية طرح البرامج القابلة للتنفيذ والحديث عن الاقتصاد غير المنظم والمديونية، مبينين أن المواطن هو جزء من الحل، وأهمية تسليط الضوء على القوائم العامة لعدم وجود فكرة لدى معظم الناخبين عن هذه القوائم.