صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
أسأل صديقي طبيب الأسنان ما هي أنواع حشوات الأسنان؟ فيقول لي هناك حشوة الذهب وحشوة الفضّة وحشوة السيراميك، وعن أسباب سقوط حشوة الأسنان يؤكد لي؟ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الحشوة من أهمها سوء نوعية الحشوة وعدم تثبيت الحشوة جيداً لعدم توفر خبرة كافية عند الطبيب، وعندما أرى الحشوات في الكتل الانتخابية سواء في القوائم الانتخابية المحلية أو القوائم الانتخابية الحزبية تذكرني بما قاله لي صديقي طبيب الأسنان بخصوص أن هناك حشوات دائمة وحشوات مؤقتة وهذا ينطبق على من نراه ونشاهده من أسماء في الحشوات الانتخابية ليس لهم تاريخ سياسي ولا حزبي ولا حتى مجتمعي ولا يوجد عندهم فكر أو برنامج وبعضهم ربما لا يملك حتى شهادة الثانوية العامة مجرد ديكور تكميلي في عملية الترشيح الانتخابي أو كما يقال بالعامية (تكملة عدد) وقبل أيام تابعت احدى الفضائيات وكان برنامج طبخ حيث تحدث الشيف تكمن أهمية نجاح محشي الكوسا والباذنجان في اختيار حجم هذه المكونات، واختيار حبّات متوسطة الحجم فهي مثالية للحشي لأن الحبات الصغيرة لن تساعدك للحشي .
يرى عدد من المواطنين المهتمين بالشأن الانتخابي أن مرشح الحشوة هو المرشح الأضعف من بين كل المرشحين الذي يعتقد في نفسه أنه أهم شخص بالقائمة لكثرة الطلبات التي تنهال عليه من باقي المرشحين للدخول معهم بقائمة واحدة، ولكن في الحقيقة أنه الأضعف الذي لاحول له ولا قوة بل أنه ربما يوجه عدد كبير من الأصوات من بلده او منطقته حتى ينجح غيره، فيما يرى آخرون أن مرشح الحشوة ربما يؤثر على نسبة التصويت والمشاركة في الانتخابات النيابية حيث عند القواعد الشعبية حس أن مرشحهم يقودهم لمصلحة شخص آخر وربما أحد الحشوات من أصحاب السمعة السيئة أيضاً يؤثر على القائمة كاملة وبمن فيهم رئيس الكتلة أو زعيم الكتلة حيث يحدث نفور شعبي من هذه القائمة بسبب مرشح سيئ تم حشوته في حمولة القائمة .
حسب رأي كتاب ومحللين في القوائم الوطنية قد تكون الحشوات بلا ثمن مالي، بل طمعاً في موقع أو منصب إذا نجح الحزب وتولى مهام تنفيذية في الدولة، وهذا لا يعيب، وقد تكون من باب الاستعراض كأن يضع الأمين العام لحزب أسمه في الترتيب الأخير لدعم الحزب، على اعتبار أنه “الزعيم”، وهو يعرف جيداً أنه لا يستطيع النجاح في انتخابات جمعية خيرية أو نقابة عمالية، ولا يملك من الأصوات التي يستطيع تجييرها للقائمة الحزبية، لكنها تضخم العدد قبل الوصول إلى صناديق الاقتراع وفحص جماهيرية الشخص أو الحزب الذي يمثله والحشوات أنواع، هناك من يبحث عن مبلغ مالي لتزبيط أوضاعه، وهناك من يطمح في الظهور تحضيراً لانتخابات مقبلة وفرص أخرى، وهناك من يعشق أن يرى أسمه في قوائم المرشحين وصورة معلقة على أعمدة الكهرباء والهاتف وفي الشوارع، لهذا تراه يترشح في أي انتخابات مع أن حظوظه في النجاح مستحيلة .
ويعرّف مراقبون مرشحي الحشوات بأنهم مرشحون غير مؤهلين للنجاح يلتحقون بالقوائم الانتخابية لأطماع مادية على الأرجح، خصوصاً وأن القائمة الانتخابية في العادة لا تفرز إلا مرشحاً واحداً قوياً ويرى هؤلاء أن تشكيل القوائم مهمة صعبة ومعقدة وأن اللجوء لـ”الحشوات” أفسد العملية الانتخابية، إذ أن الهدف من تشكيل القوائم هو جمع المرشحين المتوافقين في الفكر والبرامج .