المقابلة: المرض فيروسي وينتقل عبر التعامل المباشر مع الحيوانات
الطراونة: لا داعي للهلع من جدري القرود والسيطرة عليه ممكنة أكثر من كورونا
صدى الشعب – رغد الدحمس
قال مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، الدكتور أيمن المقابلة، إن مرض جدري القردة مرض فيروسي نادر يصيب الإنسان وينتقل من الحيوانات للإنسان وينتقل من الإنسان المصاب الى إنسان سليم.
وأوضح، خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن هذا المرض يصيب بشكل رئيسي القردة والسناجب والقوارض، حيث ينتمي الفيروس المسبب له إلى فصيلة.
وأشار المقابلة إلى أن المرض ينتقل عبر التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بإفرازات هذه الحيوانات، وكما يمكن أن ينتقل بين البشر من خلال ملامسة إفرازات المرضى أو عبر القطيرات التنفسية ( وإن كانت هذه الطريقة نادرة الحدوث).
وأوضح ،أن فترة حضانة المرض تتراوح بين 5 إلى 21 يوماً، وبعدها تبدأ الأعراض بالظهور تدريجياً، وتشمل في البداية حرارة وصداع وآلام عضلية وأسفل الظهر، ومن ثم يبدأ الطفح الجلدي بالظهور، والذي يبدأ عادةً على الوجه ثم ينتشر إلى الجذع والأطراف.
ويمر الطفح الجلدي بمراحل مختلفة تشمل ظهور بقع حمراء، بثور، وحويصلات ممتلئة بالسائل أو الصديد. عادةً ما يستمر المرض بين 2 إلى 4 أسابيع وتنتهي معظم الحالات بالشفاء التام دون مضاعفات، حيث ان الاردن سبق وسجلت حالة .
وأضاف المقابلة، أنه يمكن لبعض الأشخاص أن يصابوا بالمرض دون ظهور أعراض، إلا أنهم يبقون ناقلين للعدوى.
وأكد، أن المرض نادراً ما يتطور إلى مراحل خطيرة، ويكون ذلك غالباً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة .
وأفادت تقارير صحية بتسجيل سلالة جديدة من فيروس جدري القردة في الكونغو خلال شهر أيلول الماضي، أطلق عليها اسم “جليد 1b”.
وتتميز هذه السلالة بانتشارها السريع وشدة أعراضها مقارنة بالسلالات السابقة من المرض، مما يزيد من خطورة انتشار العدوى.
فيما يتعلق بالتشخيص، أشار المقابلة إلى إمكانية أخذ عينات دم ، الأعضاء التناسلية، أو القشور الجلدية لفحصها ، أو عزل الفيروس. وذكر أنه لا يوجد علاج نوعي للفيروس، حيث يتم الاكتفاء بالعلاجات الداعمة عند الحاجة. كما أشار إلى وجود لقاح للوقاية من الفيروس.
أما بالنسبة لانتشار المرض، أوضح المقابلة أن جدري القردة ،مرض نادر ومستوطَن في المناطق الوسطى والغربية من قارة أفريقيا، خاصة في المناطق الاستوائية. تستم تسجيل بعض الحالات خارج القارة الافريقية منذ عام 2022 بشكل متفرق وخصوصا في الفترة الحالية ، وتم الإبلاغ عن حالات في دول مثل الكاميرون، الكونغو، ليبيريا، ونيجيريا ، باكستان ، بعض الدول الاوروبية .
وأكد المقابلة أن الأردن سجلت أول حالة مثبتة لمرض جدري القردة في 8 ايلول 2022 لشخص ثلاثيني كان مسافراً إلى عدة دول بما فيها نيجيريا، ولم تسجل أي حالات مثبتة أخرى منذ ذلك الحين.
كما اتخذت وزارة الصحة مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة مرض جدري القردة، حيث تم تعميم آخر مستجدات المرض على جميع الكوادر الصحية، بما في ذلك تعريف المرض وآلية التعامل مع الحالات المصابة. كما تم وضع جميع المعابر الحدودية تحت رصد نشط بهدف الكشف المبكر عن الحالات وعزلها وتقديم العلاج اللازم. وأكدت الوزارة أنه لم يتم فرض أي قيود على حركة المسافرين في هذه المرحلة.
بدوره، شدد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية وأمين عام رابطة أطباء الصدرية العرب، الدكتور محمد حسن الطراونة، على أهمية عدم الهلع أو القلق من مرض جدري القرود. وأوضح الطراونة أن هذا المرض ينتمي إلى مجموعة فيروسات الـDNA، مما يعني أن احتمالية حدوث طفرات فيه نادرة جداً، ويختلف في طريقة انتقاله عن فيروس كورونا الذي ينتمي إلى مجموعة فيروسات الـRNA المعروفة بالطفرات المتكررة وسرعة الانتشار.
وأشار الطراونة إلى أن فترة حضانة مرض جدري القرود تصل إلى 21 يوماً، مقارنة بفيروس كورونا الذي قد يصيب 85% من المصابين دون ظهور أعراض واضحة. وبيّن أن أعراض جدري القرود تبدأ بارتفاع درجة الحرارة، الإرهاق العام، انتفاخ الغدد اللمفاوية، وظهور طفح جلدي. كما أكد أن فترة العلاج من هذا المرض تصل إلى أربعة أسابيع، ولا تتطلب تداخلات علاجية معقدة.
وفيما يخص الإعلام، اعتبر الطراونة أن هناك تضخيماً غير مبرر حول جدري القرود، مؤكداً أن السيطرة على المرض ممكنة أكثر من السيطرة على جائحة كورونا. ولفت إلى أن احتمال تسبب جدري القرود بمشاكل في الجهاز التنفسي والتهاب رئوي نادر جداً، وأن العدوى تنتقل بشكل أساسي من خلال الاتصال المباشر مع المصاب.
وعن استعداد الأردن للتعامل مع أي حالات محتملة، أكد الطراونة جاهزية البلاد، مشدداً على أهمية نشر الوعي الصحي في الوقت الحالي.
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، محذرة من أن الفيروس قد يخرج عن السيطرة إذا لم يُدار بشكل صحيح، خاصة بعد تفشيه في أفريقيا. وعلى الرغم من أن المرض أقل حدة وأبطأ انتشاراً مقارنة بـCOVID-19، إلا أن المنظمة توصي باتخاذ احتياطات الوقاية الضرورية.
وأوصى الطراونة بتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، وتنظيف اليدين وارتداء الأقنعة عند التعامل مع الأشياء المحتملة التلوث، وعزل النفس في حال ظهور الأعراض والاتصال بأخصائي صحي، مؤكداً أن معظم المصابين يتعافون دون الحاجة إلى تدخلات طبية كبيرة