صدى الشعب – كتب أحمد سلامة
لننس للحظة، ذوي الضمائر المتعبة الذين غيروا (الحكومة الحالية ورئيسها) اكثر من خمسين مرة.. ذلك موقفهم يصعب مناقشته، لكني اود الحديث عن مراكز الدراسات والكتاب الذين يشكلون رصيفا لصناعة الرأي العام، ثمة كتاب لا يحتاجون الى تذكرهم لأن حروفهم مريضة، بالفتنة النائمة مرة، وصناعة مصطلحات (هايبريد وطنجية)، لكنني اود الحديث عن بعض مراكز الدراسات المحترمة والكتاب الوطنيين الالمعيين باختيارهم حروفا من ذهب، ومواقفهم الوطنية من ذهب ثمين ايضا..
الفئة الاخيرة من كتاب بلدنا، تشغلهم قضية غزة، وقضية الانتخابات النيابية بكل تحدياتها، ومن هو رئيس الوزراء القادم، وما هي هويته؟ حزبية ! برلمانية ؟ من ذات صندوق النادي الرئاسي !؟ ام ان هناك شيئا اخر بانتظارنا..
ولا بد من الاهتمام بالقادم الى البيت الابيض فمقدم احدهم سينعكس علينا وعلى العالم بأسره ونحن لسنا استثناء في ذلك !!
ما لفت اهتمامي كملاحظ لمجمل النشاطات الصحفية والكتابية والترويجية لموضوع (رئيس الوزراء القادم) هو الاصرار على تذكير المنصب وتغييب احتمال ان يتبوأ هذا الموقع المميز في مؤسستنا العريقة المضمخة بدماء الشهداء (إمرأة)!!
وعلى مدار نهاية هذا الاسبوع، ظللت افكر هل تذكير التوقعات لرئيس الوزراء قضية (جندرية)؟ ام انها اصرار من طليعة كتابنا ومفكرينا على استبعاد الحق النسوي في هذا الموضوع؟
والحق.. انني لم اتوصل الى سبب مقنع لأن الأردن من اوائل من استوزر (انعام المفتي وليلى شرف) وسبقنا لا اقول كل العرب بل ربما اكثرهم في ذلك
كما بلغت سيدة قادرة موقع نائب رئيس الوزراء في اول حكومة برئاسة دولة عبد الرؤوف الروابدة شكلها ابو عصام في العهد العبدلي، وكذاك فان سيدات كثيرات عبرن عن قدرة متميزة في الديوان الملكي الهاشمي، وفي مجلس النواب، ومجلس الاعيان، والاحزاب، والبنوك، والشركات الناجحة، والاكاديميا، والقانون، وفي الصحافة ايضا ما يبيح ويتيح التفكير بصورة خلاقة بدور المرأة وعلاقتها برئاسة الوزراء!!
في هذا المقال محاولة لتجاوز المألوف في التوقع لاذهب بعيدا في احتمال ان تكون رئيسة وزرائنا سيدة؟
هذا تمرين رياضي خارج التوقع اجريه على مسؤوليتي الخاصة، باحساس مفعم بالوطنية في هذه القضية الشائكة جندريا وتحمل ربما ذيولا خفية اخرى ضد تقدم المرأة لتفسيرات وتهويمات لا تناسبنا ولا تصلح لنا…
انا من دون تحفظ اتمنى بكل وعيي الوطني، ان يصطفي الملك سيدة لرئاسة الوزراء لان الاختيار لهذا المنصب هو حق جلالته الدستوري، لا يحق لاحد الاقتراب منه سوى الحديث في باب تثقيف الحالة العامة
لم لا تكون فينا رئيسة وزراء؟!
من البعيد الى القريب ابدأ
إن من حفظ لنا اقدس نص يحمينا وهو ثابت دائم فينا (وإنا له لحافظون) القرآن الكريم من حافظ عليه وسلمه امانة لكل الامة هن سيدات البيت النبوي المقدس فينا مرتبط بأمانة المرأة ونزاهتها وتقواها
ونحن في بلد اكرمنا الله واعزنا بـ (العترة النبوية) حكاما ومرشدين لنا للهداية والارتقاء ومثلنا الاعلى..
كذلك.. فإننا في وطن نأخذ من (التغريب) بما لا يؤذي (التعريب) ولقد واءمنا على مدار المئوية الاولى
بين ما ينفع هنا ولا يضيرنا اقتباسه من هناك
وهناك في ايطاليا امرأة وفي امريكا فان السيدة هاريس (يتوقع لها المنجمون) قبل المحللين ان تكون هي سيدة البيت الابيض، وسبقتهم بريطانيا العظمى بتوزير المرأة الحديدية (تاتشر)… والمرأة أكثر مثابرة على الصبر وعلى الحكمة، والوطنية في اتخاذ القرارات وهي من تصنع الاسرة، ونحن في ثقافتنا الوطنية
اسرة واحدة !!!
والسؤال من هي السيدة المرشحة لرئاسة الوزراء في الاردن؟ لو وقع الاختيار او اتخذ القرار لتكون امرأة سيدة هي (رئيسة الوزراء) ؟.
في ظني ان سيدات كثيرات يمكن ان يكن مرشحات لهذا الموقع… تقف على رأس القائمة الدكتورة ريما خلف حيث تعاملت مع عدة ملفات وزارية اخرها (نائبة لرئيس الوزراء) وكذلك راحت بعيدا الى الاطر الدولية وابلت بلاء مشهودا ومرموقا في المناخات الدولية
ولربما ان السيدة ريم ابو حسان التي شغلت حيزا هاما في القضايا التنموية وتحسين حال المحتاجين واحدثت اختراقات نوعية في المواءمة بين ما هو قانوني وما هو تنموي ..
إن السيدة سمر الحاج حسن، سيدة قدمت ذوب فؤادها في امر حقوق الانسان وفي ظني ان هذه السيدة العمانية التي ورثت الخدمة العامة في بيت ابيها قد تكون ايقونة المرحلة القادمة لأن البشرية كلها ستكون مشغولة بايواء جرحى الانسانية كحقوق مهدورة في محنة غزة وربما ان تكون كل المرحلة (البحث عن حقوق انسان)
ثمة سيدات يحفرن في صخر الاردن بهدوء وبعقلانية وبمروءة
وقفت على تجربة عميدة كلية الاداب في احدى الجامعات في مادبا، وما تؤديه من احتكاك تنموي صبور وحكيم ووطني جدا، في جنوب الاردن خاصة، وهو الذي اثمر بحث (نساء الارض) وكان محط دهشة وترحيب دولي كما انها منغمسة حد القلق في امر حقوق الانسان، وكاتبة، واستاذة، وبين يديها مجسات هارفارد، وتمارس الرعي مع الرعاة في الجنوب والشمال والوسط لتأكيد المعايشة بين الوعي والواقع
انها الدكتورة وفاء الخضرا، التي تبهر في امتلاكها ثقافة فلسفية خاصة تؤطر برامجها ضمن نطاق فلسفي!!
ثمة نائبة من قاع الجنوب دكتورة في الادب وهي ادب السعود حيية نقية اخاذة في وطنيتها مشحوذة همتها دوما، واستاذة جامعية، مارست العمل النيابي، بهدوء عارضت، وبوطنية والت، وهي مدججة بنبل صمت الحكماء ووهبتها الطفيلة اعذب ما لديها ذلك الوقار الخاشع الذي يتلبسك وانت تدلف بين هضابها السامقة !!
إن النائبة الشابة المذهلة في حضورها بنت السلط حفيدة الشهيد، ذات الطلة البهية دينا البشير المتتبع لاداءها في مجلس النواب بقادر ان يباهي بها الدنيا وهي متقدمة على كثير من سيدات حاكمات…
إن معالي السيدة سهير العلي الاقتصادية الفذة التي عبرت الى تجارب التخطيط والعينية والاقتصاد وادارة البنوك الناجحة، لا يمكن ان تكون الا احدى مفاخر المراة في بلادنا
تطول القائمة.. فالسيدة ديما طهبوب التي ارى في روحها الوطنية رغم ان خطها السياسي بعيد عن ولائي ووعيي الا ان ديما مخزن للطيب والطهر والعفة ولم ار في تتبعي لادائها ما يعيب وطنيتها قط، وهي دوما تبرهن ان الخط الاسلامي في بلادنا بقادر ان يعقلن اداؤه (ان صلى على الحبيب المصطفى) وقدم المصلحة الوطنية على ما دون غيرها وذلك احدى مطالع التكليف الشرعي ولا يناقضه قط
كثيرات هن نسوتنا التي نباهي بانجازاتهن فالسيدة رانيا عطالله في كل المواقع التي ادتها وكل المهمات التي انجزتها ظلت صورة حية من صور التمثيل الوطني النبيل
كذلك فان المرء الاردني ليباهي في هذه السيدة الجليلة التي تحمل هويتنا الثقافية وتسعى ان تكون حدوثة الوطن الجميلة.
إن الدكتورة هيفاء النجار بما تتمتع به من مثابرة وطنية اخاذة قد حركت مسارات الثقافة تحريكا يستحق الثناء والتبجيل
المرأة الاردنية في كل مسارات حياتنا قائدة ورائدة ومبادرة و(جدعة) و(اخت الرجال) والصفة الدائمة لها هي صفة النزاهة والترفع والسمو
لم لا تكون رئيسة وزرائنا سيدة.. اتمنى بكل القلب ان يحدث هذا