صدى الشعب – كتبت د. مرام بني مصطفى
سلوك غير مقبول حضاريا يحوّل أفراحنا إلى أتراح والى ألم حقيقي، إطلاق العيارات النارية في المناسبات.. سواء التوجيهي أو تخرج الجامعة أو الأعراس أو غيرها..
أنت تكون في قمة سعادتك وترغب بالتعبير عن الفرح بكافة الطرق لكن هذه السعادة لا يشترط أن تكون مقرونة بالعيارات النارية التي تسبب إيذاء الآخرين وهذا السلوك غير مقبول اجتماعياً و يحوّل أفراحنا إلى أتراح وألم.
تعدّ مشكلة إطلاق العيارات النارية بالمناسبات الاجتماعية مشكلة لها جذور اجتماعية وثقافية في مجتمعنا، وعلى الرغم من كل التحذيرات التي تطلقها الدولة ومن كافة أنواع التوعية بين فترة وأخرى وما اتخذ من إجراءات على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع ابتداء من الأسرة ومرورا بالعشيرة والقبيلة وانتهاء بمؤسسات المجتمع المدني الا أن ظاهرة إطلاق العيارات ما زالت مستمرة، فإذا نجح طالب أطلقنا النار تعبيرا عن الفرح و إذا تزوج أقام وليمة وأطلقنا العيارات النارية وإذا حصل على ترقية أطلقنا العيارات النارية وكأن التعبير عن الفرح لا يتم إلا بإطلاقها.
يشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت وقوع العديد من الوفيات والإصابات، جراء إصابتهم بعيارات نارية طائشة في الأفراح والمناسبات الاجتماعية.
وهذه الظاهرة التي لا تعبر عن الفرح لأنها من الظواهر السلوكية المنحرفة والمؤذية والمخلة بالشعور بالطمأنينة والأمن وتسبب بإيذاء الآخرين اعتاد بعض الناس على اتباعها للتعبير عن أفراحهم ومناسباتهم دون إدراك مدى خطورتها، وما لها من تأثير سلبي على المجتمع بشكل عام، وهي من العادات السيئة لأن فيها إزهاق روح إنسان بريء أو من شأنها أن تتسبب بالأذى ، وكذلك التسبب بقتل أرواح بريئة وتودي بحياتهم للموت أو بإصابات عديدة توقفهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وتؤدي إلى تعطل مصالحهم وتفكك أسرهم وتؤدي إلى معاناة الكثيرين من الأطفال بفقدان أهاليهم
وللوقوف على حجم هذه الظاهرة وكيفية التخلص من هذه الظاهرة ومخاطرها و القضاء عليها يجب أن تكون بمسؤولية كل فرد، بأن لا يطلق العيارات النارية و ان كل فرد عليه أن لا يستهين بدوره في المجتمع وأن يعلم ما هي عواقب العيارات النارية ، وأن لا يبخل بنشر الوعي و المعرفة بعواقب إطلاق العيارات النارية فهي مسؤولية مشتركة لكل أبناء هذا الوطن العزيز على قلوبنا جمعيا.