صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
بعد أن أعلنت اللجنة العليا لـ”مهرجان جرش للثقافة والفنون” عن إقامة فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان في الفترة من 24 تموز الحالي ولغاية الثالث من آب المقبل، تحت شعار “ويستمر الوعد”، وبمشاركة أكثر من 40 دولة شقيقة وصديقة، يرى المنظمون لهذا المهرجان أن الدورة الحالية ستكون مختلفة ومميزة، وذلك لتزامنها مع مناسبات وطنية أردنية مهمة، وللمساهمة في إظهار التضامن الأردني مع الاشقاء في فلسطين، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مبينين أن فعاليات المهرجان وأنشطته ستتضمن رسائل فنية وثقافية داعمة لصمود الاشقاء في غزة، ولن تتضمن حفلات غنائية في المسرح الجنوبي، وأنه سيُخصّص ريع تذاكر الدخول للمهرجان للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إضافة إلى اقتطاع مبالغ مالية من ثمن اللوحات التي ستُباع في معرض الفن التشكيلي لفنانين عرب، دعماً لجهودها الإغاثية، وخصوصاً في قطاع غزة، وأن المهرجان سيشهد إقامة فعاليات فلسطينية، تأتي في مقدّمها فرقة “صول” القادمة إلى المهرجان من قطاع غزة، لتشدو أمام الجماهير وتؤكد حتمية البقاء لأهل غزة وقدرتهم على الاستمرار في العيش رغم الدمار.
و يرى المؤيدون لإقامة المهرجان أن حفلات الزفاف الصاخبة، التي يقيمها الكثيرون من أبناء الوطن بمناسباتهم، وبمشاركة الفرق الفنية والغنائية تفوق ما سيتم عرضه في هذا المهرجان، فضلاً عن دوره الكبير في تنشيط الحــركة الاقتصادية والسياحية في المملكة بشكل عام، ومدينة جرش ومجتمعها المحلي بشكل خاص.
في مقابل ذلك، هناك من يرى أن إقامة مهرجان جرش هذا العام، في ظل الظروف المأساوية وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة البطش الصهيوني بحق الأشقاء في قطاع غزة، على مرأى من العالم، من قصف لخيام النازحين وتدمير المستشفيات، والمدارس، ودور العبادة، وتشريد وتجويع، وانتشار الأوبئة والأمراض، وموت الأطفال جوعا، والجثث ملقاة في الطرقات وتحت الأنقاض، ورائحة الموت في كل مكان، وانعدام لسبل الحياة، في ظل صمت عالمي وعربي مريب، يُعد أمر مخجل ومؤسف، وقمة اللاإنسانية.
ومع هذا وذاك، تبقى الكرة في ملعب المواطن، فهو من يقرر المشاركة أو المقاطعة بناءً على قناعاته، فلا سلطة لأحد عليه سوى قلبه و ضميره.