صدى الشعب – أقامت المكتبة الوطنيَّة، مساء الثُّلاثاء 2/7/2024 حفل إشهار رواية ( لعنة الصِّفر) للكاتبة حنين نصَّار، وسط حضور عدد من المثقّفين والمهتمّين.
وذلك من خلال ندوة عقدت في القاعة الرّئيسيّة بدائرة المكتبة الوطنيّة، أدارتها الدكتورة شذى فاعور، وتحدّث فيها الأستاذ الدكتور سمير قطامي، والأستاذ الدكتور عماد الضمور.
ومن الجدير بالذّكر، أنّ رواية ( لعنة الصّفر) رواية نفسيّة، تقع في 294 صفحة، من القطع الطويلة، تتناول فيها الكاتبة الحديث عن الأمراض النّفسيّة الّتي تنخر في مجتمعاتنا، وأثرها الخطير في المجتمعات، من خلال شخصيّة البطل (عمر) القائمة على الصّراعات الدّاخليّة والخارجيّة. وقد وصفت الدكتورة شذى فاعور الرّواية بالرّواية (اليوسفيّة) بربط ما تعرّض له البطل عمر من خذلان من أخويه عامر وفؤاد، مثلما تعرض سيدنا يوسف عليه السلام من خذلان أخوته له، مع اختلاف في حقيقة هذا، فالخاتمة صدمتْ من قرأها، بعد أن تعاطف مع الشّخصيّة المحوريّة ( عمر) لتكشف عن حقيقته كمختلّ متسبّب في عدّة جرائم قتل….
بدوره قال الناقد الدكتور سمير قطامي «إن الكاتبة أبدعت في وصف الذات الإنسانية، وحالات الوعي واللاوعي، والواقع والتخيل، والهلوسات والنوبات العصبية، ووصف الحالة النفسية لبطل الرواية، وأنواع الأدوية التي يتناولها المرضى النفسيين».
وأضاف أن الوصف الدقيق لأساليب العلاج النفسي بالأدوية، والصدمات الكهربائية تدل على معرفة الكاتبة بكل مفردة أسقطتها على الشخصية الرئيسة عمر، وكأنها طبيب نفسي خبير بهذا المجال، مما منح الرواية صدقا في الأحداث وكأنها قصة واقعية.
فيما علق أستاذ الأدب العربي، الدكتور عماد الضمور، عن رأيه بالرواية مشيراً أنها تطرح قضايا فكرية اجتماعية، وصراعات داخلية يعيشها أفراد المجتمع بشكل عام، وليس شخوص الرواية فقط، وفق تسلسل للأحداث، والأماكن.
وأشاد الضمور بالمستوى الرفيع في أسلوب الكتابة، وتمكنها من اللغة ومفرداتها، مما يسمح للقارئ بأن يتفاعل مع المشاهد والحوارات بين الشخصيات، إضافة لعنصر الغموض في الأحداث حتى اللحظة الأخيرة في الرواية.
من جهتها، قالت نصار «إن الرواية التي تتكون من 31 فصلا وبواقع 294 صفحة، تتحدث عن النفس البشرية وتعقيداتها، وشخصية البطل عمر القائمة على الخفايا والعقد النفسية، التي ننخدع بها لوقت طويل، ولا نكتشف تلك الحقيقة إلا متأخراً. وأضافت أن الرواية تحمل رسالة في مضمونها، وهي التوازن في العلاقات الاجتماعية، وعدم الانسياق لمشاعرنا كثيرا، لأنها في معظم الأحيان تكون سبباً في هدم العلاقات بين أفراد المجتمع.