صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
صدق من قال بات التعليم يتسبب بكوارث اجتماعيه والإحصاءات تتحدث عن أن أغلب العائلات الأردنية لا تتمكن من تعليم اكثر من طالب واحد ، نعم يا سادة يحدث في الاردن وليس في جزر ( الواق واق) ان رسم التسجيل في الجامعات الخاصة أكثر بعشرة أضعاف عنها في الجامعات الحكومية وان عدد الطلبة في بعض غرف المحاضرات يتجاوز 90 طالب خاصة في المساقات الاجبارية للمتطلب الجامعي ، أين النواب مما يجري .. وأين مجلس التعليم العالي .. وأين لجنة التربية والتعليم النيابية .. هل الجميع يصمتون صمت القبور ؟ هل جميع الذمم مشتراة ؟ هل المسئولين في بلدنا جاءونا من كوكب اخر , هل هم خارج الاردن ولا يعلمون جيدا حجم معاناة الاسر الاردنية وظروفها المالية الصعبة خاصة فيما يتعلق بملفات الفقر والبطالة والأوضاع المعيشية المتردية للناس , الا يعلم المسئولين بالتعليم العالي أن دماء الاباء في الاردن هي ضريبة لتعليم الابناء , وأن كابوس الاقساط الجامعية يرهق الاسر الاردنية ، والتعليم الموازي في جامعاتنا الحكومية يركب موجة الاستثمار الجائر .
ألا يعلم المسئولين في التعليم العالي ان هناك استغلال كبير في بعض الجامعات لرواتب الهيئات التدريسية والإدارية خاصة حملة شهادة الماجستير ومن غير المعقول ان رواتبهم لا تتعدى 400 دينار والسؤال كم كلفت شهادة الماجستير هذا الشاب من وقت وجهد وأموال ؟ وهذا الدكتور تم توظيفه بعقد عمل ربما مدته ستة شهور رغم ان ارباح بعض الجامعات الخاصة تكون فلكية ، يحدثني طالب جامعي يدرس في احدى الجامعات الخاصة بحديث غريب وعجيب ان غرامة نسيان هويته الجامعية تصل الى عشرة دنانير وان غرامة تأخير دفع القسط الجامعي تصل 30 دينار ، وهذه المبالغ الغير مستحقة والتي حرمها بعض رجال الدين والفقه لانها على حساب مصروف الطالب المسكين وعلى حساب شراء كراسات تخص متطلبات الكلية التي يدرس بها ويتجاوز حديثة الغير مقنع ان ادارة الجامعه تستوفي مبالغ من هيئات التدريس والطلبة بدل اصطفاف مركباتهم داخل ساحات الجامعه .
مرة أخرى أوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية ( لا تسر العدو ولا الصديق) لماذا لا تقوم الحكومة بإعادة النظر في تحديد سقف لرسوم التسجيل في الجامعات الخاصة وإلغاء قصة الغرامات المالية في الجامعات الرسمية وحتى الخاصة لما تشكله هذه الأموال من عبء على كاهل المواطن والطالب كما أن غرامة تأخير القسط على الطالب المنهك لن تسد ديون الجامعات الاردنية ولن تسد عجز الدولة الاردنية لأنها ستكون على حساب ساندويشة الطالب .
وضرورة التركيز على اهمية التفكير الجدي بتحديد سقوف لرواتب الهيئات التدريسية في هذه الجامعات دون استغلال حاجاتهم بسبب غياب الوظائف بالجامعات الرسمية بحيث يكون لدى عضو هيئة التدريس أمن وظيفي وكذلك تقسيط الرسوم الجامعية للمتعثرين على مدار الفصل الدراسي والسنة الدراسية لان رب الاسرة والطالب لن يهربوا من البلد ، علماً بأن جزءاً كبيراً من المواطنين يقومون بدفع رسوم أبنائهم من خلال قروض بنكية أو أهلية , نعم يا مسئولين التعليم العالي اعادة النظر برسوم التسجيل وإلغاء الغرامات عن كاهل الطلبة صدقة جارية سيما وأن الاردنيين يمرون بسنوات أسوأ من سنوات ( عام الرمادة ) , أرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء …!!!