الدعجة: الاحتلال يُحرّك الاستيطان كرد فعل لعزلته الدولية وبدعم أميركي
شنيكات: توسع الاحتلال بالمستوطنات لإحباط إقامة دولة فلسطينية بالضفة
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
اتفق خبراء سياسيون على خطورة الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث تشمل شرعنة بناء 5 مستوطنات جديدة وإجراءات قانونية تهدف لتعزيز الاستيطان.
وفي حديثهم لـ”صدى الشعب”، أكدوا أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع للاحتلال تهدف إلى تقويض الفرص المتبقية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مع تجاهل كافة نداءات المجتمع الدولي.
وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هايل ودعان الدعجة، إن شرعنة الاحتلال لبناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية والإجراءات الجديدة تهدف إلى توظيف الحرب في غزة في ظل انصراف أنظار العالم نحو القطاع.
وأشار الدعجة خلال حديثه لصدى الشعب إلى خطورة هذه الخطوة، مؤكداً أنها تمثل محاولة من كيان الاحتلال لتمرير مشروعه الاستيطاني الذي يعتمد على الضم والتهويد من خلال الوضع القانوني القائم في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
شرعنة الاحتلال للمستوطنات بهدف تصفية القضية الفلسطينية
وأكد على أن كيان الاحتلال الإسرائيلي قد وصل إلى مرحلة البلادة، حيث كشفت جرائمه ومجازره الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، ما أدى إلى فقدانه الدعم والتعاطف الدولي وجعله منعزلا ومنبوذا.
وأضاف أن شرعنة المستوطنات من قبل الاحتلال في الضفة الغربية تعتبر رد فعل على هذه العزلة والجفاء الدولي الذي يعاني منه الكيان الإسرائيلي، ودليل على تحديه المستمر للمجتمع الدولي وتجاهله للقرارات الدولية.
وأوضح أن إعلان الكيان الإسرائيلي عن شرعنة بناء خمس مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وحسب حديث وزير المالية الإسرائيلي المتطرف المسرب يأتي كرد فعل على اعترافات خمس دول أوروبية بالدولة الفلسطينية والإجراءات المتخذة من المحكمة الجنائية الدولية ضد الكيان الإسرائيلي، مضيفاً أن هذه الخطوة تمثل استمرارًا لسياسة الكيان الإسرائيلي في تجاهل المواقف الدولية الحقوقية والإنسانية تجاه الأحداث في قطاع غزة.
وأكد على أن هذه يشكل تحديًا للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن هذا الكيان لا يظهر اهتماماً حقيقياً بالمجتمع الدولي أو بالقرارات الدولية، مؤكداً على أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا وجسيمًا للقرارات الدولية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد على أن هذه الإجراءات، والتي تتضمن ضماً وتهويداً وتهجيراً، تهدف في الأساس إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتؤدي إلى تفجير الأوضاع في الضفة الغربية.
وبين إن الدعم الأمريكي للإحتلال الإسرائيلي خصوصاً خلال عدوانه الغاشم على قطاع غزة ساهم في أن يقدم على مثل هذه قرارات، والتي يفترض بدولة كالولايات المتحدة احترام القوانين الدولية ومؤسساتها.
مكونات الاحتلال الإسرائيلي ترى اتفاق أوسلو خطأ تاريخي يجب تصحيحه
من جهته أكد الخبير السياسي الدكتور خالد الشنيكات، أن الإجراءات التي اتخذها الاحتلال تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تتماشى مع وجهة نظر وزير المالية الإسرائيلي المتطرف وآخرين الذين يرون هذه الأراضي كجزء من إسرائيل.
وأضاف ان الإسرائيليين يعتبرون اتفاق أوسلو كخطأ تاريخي يجب تصحيحه، مشيراً إلى إقامة مستعمرات جديدة، بما في ذلك خمسة جديدة، بهدف إحباط أي فرصة لقيام دولة فلسطينية.
وأكد أن اليمين واليسار الإسرائيليين على حد سواء لا يدعمون فكرة قيام دولة فلسطينية، معبرين عن رغبتهم في تعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية من خلال المستوطنات وعبر تسليح المستوطنين.
وأوضح أن الاحتلال يعتبر السلطة الفلسطينية شريكاً بالتنسيق، لكن وجه نظر اليمين متطرف يجب القضاء عليها، وأنهم يستمرون في تمويل السلطة حتى الانتهاء من الحرب في غزة وثم انهائها.
وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الخاص بالشؤون السياسية والأمنية الخميس الماضي على خطة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للتصدي للاعترافات بدولة فلسطينية والإجراءات المتخذة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة.
وقالت الإذاعة العبرية إنه بموجب الخطة التي عرضها سموتريتش يتم اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية وتقنين خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية وسيتم نشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات.
كما تنص الخطة على أن “إجراءات التصدي للسلطة الفلسطينية ستشمل إلغاء تصاريح ومزايا مختلفة لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وتقييد الحركة ومنع كبار المسؤولين من مغادرة البلاد، ومعاقبتهم بارتكاب مخالفات التحريض”.
بالإضافة إلى ذلك، يتعلق الأمر بـ”إبعاد كبار المسؤولين الفلسطينيين، وسحب صلاحيات تنفيذية من السلطة الفلسطينية في جنوب الضفة الغربية”.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حربًا على قطاع غزة خلّفت حتى الاثنين 37 ألفا و900 شهيدا، و87 ألفا و60 جريحًا، ودمارًا هائلًا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.