صدى الشعب – كتبت د. دانييلا القرعان
ولد الأمير الحسين ولي العهد في مدينة عمان في التاسع عشر من شهر محرم سنة 1415 هجرية، الموافق للثامن والعشرين من حزيران عام 1994 ميلادية، هو أكبر أنجال جلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة والملكة رانيا العبدالله، وهو السليل الثاني والأربعون للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام. وله شقيق واحد هو الأمير هاشم وشقيقتان؛ الأميرة إيمان والأميرة سلمى.
وصدرت الإرادة الملكية السامية في التاسع من شهر رجب سنة 1430 هجرية، الموافق للثاني من شهر تموز عام 2009 ميلادية، بتسميته وليًا للعهد، تخرج عام 2017 من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست، ويحمل رتبة رائد في القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي. أنهى ولي العهد تعليمه الثانوي في مدرسة “كينغز أكاديمي” في الأردن في 2012، وحصل على تعليمه الجامعي في التاريخ الدولي من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية التي تخرج منها عام 2016.
أطلق سمو الأمير الحسين عددًا من المبادرات الهامة من خلال مؤسسة ولي العهد، من ضمنها: مبادرة حقق التي تهدف إلى تنمية مهارات الشباب للوصول إلى أعلى مستويات الاحترافية في التعاون والعمل المشترك، من خلال جهد تنظيمي مخطط يهدف لتسهيل اكتساب المهارات والمعارف وتشجيع الأعمال التطوعية في المملكة، ومبادرة خاصة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأمريكية (ناسا) لمنح الشباب الأردني فرصة نادرة للتدرب في هذه الوكالة، حيث ألهمت هذه المبادرة أول فوج من المتدربين الأردنيين الشباب الى تأسيس برنامج “CubeSat” الذي سيتم من خلاله العمل على تصميم وإطلاق أول قمر صناعي مصغر في المملكة يحمل اسم (JY1-SAT) بحلول عام 2018، وذلك تخليدًا لذكرى الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، إذ كان نداء الراديو الخاص بجلالته يحمل الرمز JY1. كما قام سموه بإطلاق مبادرة مسار لدعم الشباب الأردني وتوفير فرصة لهم لإظهار قدراتهم وابتكاراتهم في مجال الفضاء، ومبادرة سمع بلا حدود التي تهدف لزرع قوقعات للأطفال الذين يعانون من الصمم، وتوفير التدريب والتثقيف والتأهيل الملائم للمستفيدين من هذه المبادرة.
في نيسان من العام 2015 ترأس جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب وألقى سموه فيها كلمة الأردن، حيث كان سموه الأصغر سنًا في تاريخ الأمم المتحدة الذي يترأس مجلس الأمن، استكمل سموه جهوده التي بدأها في الأمم المتحدة بعقد المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والامن في الأردن في شهر آب 2015، حيث صدر عن المنتدى “إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن” وفي ذات العام وبشهر كانون الأول توجت جهود سموه باستصدار قرار تاريخي من مجلس الأمن الأول من نوعه الخاص بالشباب والأمن والسلام وهو القرار رقم 2250 والذي جاء استنادا على “اعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن”. لطالما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، في العديد من المناسبات، ضرورة تحسين نوعية التعليم وتحقيق النمو الإقتصادي وضمان اندماج الشباب الأردني في الحياة السياسية، عبر إشراكهم في العملية السياسة وصنع القرار، وأن الإصلاح – بشقيه الاقتصادي والسياسي – هو الطريق الوحيد إلى الأمام لإعطاء الجميع دورًا في هذه العملية، وحصة من ثمار النجاح.
وتقوم اهتمامات سمو ولي العهد، على دعم وتعزيز ما أكد عليه جلالة الملك لضمان تحقيق النتائج التي يسعى إليها جلالته.
ومن هنا جاءت مبادرات، سمو ولي العهد، الموجهة للشباب، والتي شكلت فرصة لدعم مشاركتهم وتعزيز دورهم في صنع القرار ضمن إطار المشهد الوطني، ومن ذلك على سبيل المثال مبادرة “حقق” التي فتحت المجال أمام الطلبة من الصف التاسع حتى الحادي عشر من مختلف أنحاء المملكة للمشاركة والانخراط معًا، والتي يمارس المشاركون فيها المواطنة الفاعلة بحسٍ عالٍ من المسؤولية وذلك عبر مشاركتهم في برامج تطوعية في مجتمعاتهم المحلية ومختلف مناطق المملكة.
ويعد قطاع التعليم العالي من أبرز اهتمامات سمو ولي العهد، حيث يسعى سموه في هذا المجال الى رفع مستوى التعليم الذي يلبي احتياجات الشباب، ويعزز مستوى كفاءاتهم وقدراتهم كقوة عمل حيوية تستجيب لحاجات القطاع الخاص في الأردن والمنطقة.
وقد تتبع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بحيوية، خطى والده جلالة الملك عبدالله الثاني، في التواصل مع الأردنيين في جميع مواقعهم، حيث قام سموه بزيارات مختلفة الى المؤسسات الأردنية الحكومية والخاصة، واستمع الى احتياجاتهم أفكارهم واقتراحاتهم، حول كيفية مواصلة بناء الأردن وصولا الى المستقبل المشرق والمزدهر. يحرص سمو الأمير الحسين، ولي العهد على متابعة كل ما يرتبط بمستقبل الشباب في الأردن، وانخراطهم في المجتمع وحصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية. وذلك انطلاقًا من قناعته بأن الشباب يمكن أن يتفوقوا إذا ما أتيحت لهم الأدوات والوسائل المناسبة، وهو ما ظهر واضحًا في مبادراته وبرامجه ونشاطاته الساعية للتواصل مع الشباب الأردني، حيث يدعو سموه إلى بناء جيل من الشباب الملتزم بخدمة المجتمع والعمل التطوعي. إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، التي تندرج ضمن حزمة المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي يتم تنفيذها بين الأردن ودولة الإمارات العربيّة المتحدة، بالشراكة مع رئاسة الوزراء، وتقوم فكرتها على فتح الباب أمام الشباب للمنافسة على تقديم مقترحات لتطبيقات تساهم في تحقيق نهضة إدارية ونقلة نوعية.
وكذلك المنصّة الوطنية للتطوّع ومشاركة الشباب، “نَحْنُ” هي المنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب، تم اطلاقها بالشراكة بين “نوى” – إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد – ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بالتعاون مع وزارة الشباب، وتهدف إلى توحيد الجهود المبذولة.
ومن المبادرات أيضًا نموذج ريادي للنهوض بالتعليم والعمل المهني والتقني، جامعة الحسين التقنية، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، وأنشئت بقانون خاص، كمؤسسة غير ربحية من أجل تطوير التعليم التقني ورفد سوق العمل بالشباب المدرب والمؤهل في التخصصات التقنية. وكذلك إثراء النظام البيئي للابتكار لإيجاد حلول ريادية، هو مختبر تصنيع رقمي، يضم أجهزة ومعدات حديثة ويهدف إلى دعم الابتكار والمبتكرين من الشباب والشابات الأردنيين، ويعمل المختبر على تشجيع التعليم التقني وتعزيز منظومة.
وكذلك تعليم لغة العصر، البرمجة. وكذلك مبادرة مليون مبرمج أردني، هي منصّة إلكترونية تهدف إلى رفع قدرات الشباب الأردني في سوق العمل، من خلال تزويدهم بلغة العصر، البرمجة، حيث تقدم المبادرة تدريبات مجانيّة وتمنح شهادات دولية معتمدة. وكذلك برنامج وطني لتنمية مهارات الشباب والشابات القيادية، هو برنامج وطني وريادي برؤية تقدميّة، ونموذجًا جديدًا لتعزيز الفكر القيادي التقدمي بين الشباب والشابات، ولإدماجهم ضمن شبكات ومسارات مهنية متخصصة في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف الإستثمار في شباب وشابات. وكذلك مبادرة تدعم الأطفال الذين يعانون من تحديات سمعيّة ليكونوا أفرادًا مندمجين وفاعلين في المجتمع، ويتم العمل عليها بالشراكة مع الخدمات الطبية الملكية، ووزارة الصحة بصفتهم مزودي الخدمات الصحيّة الأكبر في الأردن.
تقوم مؤسسة ولي العهد بدور تنسيقي بين جميع الأطراف العاملة. وكذلك قصي هي إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد التي أطلقها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد بعد الحادث الأليم الذي تعرّض له اللاعب قصي الخوالدة – رحمه الله – في الملعب، إيمانًا من سموه بأن سلامة وكفاءة الرياضيين الأردنيين تعتبر جزءاً لا يتجزأ من مسيرة الإنجاز الرياضي، ومبادرة قصي هي مبادرة ريادية في القطاع الرياضي يتم تنفيذها بالشراكة مع اللجنة الأولمبية، وتهدف إلى تأهيل وتدريب كوادر العلاج الرياضي وذلك لمعالجة أي طارئ أو إصابة مهما كان نوعها قد يتعرض لها اللاعبين أثناء التدريبات الرياضية أو أثناء مشاركتهم في المباريات والبطولات والمحافل الرياضية المحلية والدولية حفاظًا على سلامة وحياة اللاعبين. وكذلك تعزيز قيم المواطنة والقيادة والخدمة المجتمعية، مبادرة حقق هي مبادرة شبابية تم إطلاقها بهدف تعزيز منظومة القيم الموروثة من تاريخنا عند الشباب والشابات في الأردن، وإبراز قدراتهم ليكونوا مواطنين فاعلين منتمين لوطنهم، ومساهمين في مسيرة التنمية الشاملة. ويتدرّج الطلبة المشاركون في المبادرة عبر عدة مراحل في كل فوج، حيث يتم في كل مرحلة تطوير قدراتهم على العمل الجماعي لبناء روح الفريق وتعزيز منظومة المفاهيم القيادية الخاصة بمبادرة حقق، وبالتالي يتم تطويرهم ذهنيًا ومهاريًا ومعرفيًا، انطلقت حقق في العام 2013 مستهدفة لطلبة المدارس في مختلف محافظات المملكة من كلا الجنسين، ويتم تنفيذها حاليًّا بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وتفعيلها ضمن برامج ونشاطات الوزارة، وتنفيذ فعالياتها في مدارس المملكة كافّة بشكل تدريجي.