صدى الشعب – كتب المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
الخطة السرية لمخطط اليمين الفاشي الإسرائيلي وفق ما يخطط له بتسلئيل سموتريتش تهدف إلى تعزيز السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية، حكومة اليمين المتطرف ألتي يرئسها النتن ياهو ألتى لم تتوقف يوما عن إنتهاكاتها وإجرامها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
ففي ظل سياسة التوسع الإستيطاني والقضم التدريجي للأراضي الفلسطينية بهدف الإستيلاء عليها بشكل كامل وتجريدها من أي صفة فلسطينية حقيقية، أعلن المتطرف سموتريتش صراحة، عبر تسجيل صوتي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية”، عن إنخراط حكومته في جهد وصفه بـ” الخفي والسري ” للسيطرة على الضفة الغربية المحتلة.
وقال سموتريتش الذي ينحدر من أصول أوكرانيه والذي أعتلى منصة يوجد عليها ما تسمى ( خارطة أرض إسرائيل ) مع ضم الأردن لإلقاء محاضرة له في باريس العام المنصرم وألتي عبرت وزارة الخارجية الأردنية على هذا التصرف التحريضي على لسان عميد الدبلوماسية الأردنية السيد أيمن الصفدي عن إدانتها وإستنكارها الشديدين وأن هذا التصرف يمثل ( تحريضاً أرعن ) وخرقاً للأعراف والقوانين الدولية وخرقاً للقيم والمباديء الإنسانية ومعاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية في التسجيل المسرب ضمن خطاب: إن ” حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة ألتي تحكم بها الضفة الغربية لتعزيز سيطرة ” إسرائيل ” عليها بشكل لا رجعة فيه، بدون إتهامها بضمها رسميا ” وشدد سموتريتش في خطابه على أن الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو منع الضفة المحتلة من أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية، وأضاف : ” أقول لكم إنه أمر درامي للغاية، مثل هذه التغييرات تشبه تغيير الحامض النووي للنظام “.
ويظهر التسجيل الصوتي وضع خطة واضحة لأنتزاع السيطرة على الضفة الغربية بالتدريج من أيدي جيش الإحتلال وتسليمها إلى موظفين مدنيين يعملون تحت إمرته في وزارة الحرب، وتم بالفعل نقل بعض السلطات إلى المدنيين.
حركة ” السلام الآن ” رداً على قرار مجلس وزراء الإسرائيلي بشر عنة 5 بؤر استيطانية غير قانونية في عمق الأراضي الفلسطينية : ” قرار مجنون من حكومة مجنونة يضر بالأمن والمصلحة الوطنية والعلاقات مع الولايات المتحدة “، وبدلا من الإهتمام بالمستوطنين المنفيين في الجنوب والشمال، تمنح حكومة المستوطنين مكافأة للمجرمين في خضم الحرب لإرضاء الرجل الأخطر في إسرائيل سموتريتش الذي ينهار في إستطلاعات الرأي، هذه حكومة غير شرعية فقدت ثقة الشعب منذ زمن طويل وتديرها أقلية مسيحية متطرفة يجب أن تخرج من حياتنا “.
لقد ذهبت الشعارات الصهيونية التوسعية أبعد من ذلك في الآونة الأخيرة، إذ ظهرت أصوات قوية تنادي بالعودة إلى برنامج “ضفتان للأردن “، فغدا شعارا ” الوطن البديل ” و” ضفتان للأردن ” يسودان المشهد السياسي الصهيوني، والمسألة هنا ليست إعلامية إستهلاكية ولا تهدف إلى إثارة الفزع لدى النظام والشعب الأردني مثلا، وتأجيج الفتنة الإقليمية بين الأردنيين والفلسطينيين فقط، وإنما هي حقيقية بمنتهى الجدية والخطورة، و” لا غرابة في أن تترافق لدى الإسرائيليين دائما ” يهودية الدولة ” والديموغرافيا والترانسفير و” الوطن البديل ” و” الحلم الصهيوني” الذي لا يمكن أن يتحقق ويستكمل من وجهة نظرهم إلا إذا ” أصبحت فلسطين خالية من أهلها وأصحابها “، فالأدبيات الصهيونية ألتي تتحدث عن ” إسرائيل دولة الشعب اليهودي “، وعن الديموغرافيا العربية والتخلص من العرب، وعن ترحيل أكبر عدد منهم إلى الأردن ولبنان كي تصبح إسرائيل دولة نقية للشعب اليهودي على أوسع مساحة من الأرض كثيرة جدا، وقد تكاثر في إسرائيل في الأونة الأخيرة من يطلقون عليهم هناك ” أنبياء الغضب الديموغرافي” الذين يحذرون من القنبلة الديموغرافية المؤقتة، ويحرضون على التخلص من أكبر عدد ممكن من العرب في أسرع وقت ممكن حتى لو كان ذلك عبر الحروب والمحارق، وهناك من بين الإسرائيليين المنزعجين من ذلك كثيراً، وهناك ضباط عسكريون وأمنيون وسياسيون ومسؤولون كبار، كلهم يتحدثون فيما بينهم بتفاؤل قائلين ” قد تخلق الفوضى العالمية حولنا لحظة تاريخية، يمكن أن نقوم خلالها بطرد كثيراً من السكان العرب، وتنفيذ سياسة الترانسفير ألتي كثيراً ما نتحدث عنها “، عن الصحفي ومسؤول الشؤون الفلسطينية في صحيفة هآرتس ومؤلف كتاب عرفات داني روبنشتاين في مقدمة مقالة نشرتها صحيفة هآرتس مؤخراً حول تنامي أفكار وآمال ترحيل الفلسطينيين، وحسب كم كبير من الأدبيات الموثقة فإن فئات واسعة في الرأي العام الإسرائيلي مهيأة لأفكار طرد العرب منذ وقت طويل، والواضح أن هذه الأجواء الإسرائيلية باتت مؤخراً علنية سافرة صريحة، وظهرت جليا في الحرب ألتي تشن على غزه منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي ومحاولات الترحيل والتهجير القسري والأبادةالجماعية، وهذه ليست ثمرة سنوات الصراع الطويلة فقط، وإنما هي نتيجة سياسات أمنية طويلة، ويبدو أن ذهول ودهشة قادة إسرائيل من التكاثر السكاني العربي والخطر الديموغرافي يواصلان فعلهما ومفعولهما تراكمياً في عهد حكم الليكود برئاسة الصهيوني النتن ياهو، إلى أن أخذ ينعكس ذلك هاجساً مقلقاً في التقارير الإستراتيجية العسكرية والأمنية للحكومة الإسرائيلية، أقولها كمراقب ومتابع ومحامي دولي يجب أن نتعامل في الأردن بجديه مع حكاية ” الوطن البديل ” وشعار ” ضفتان للأردن ” بمنتهى الجدية والمسؤولية، وتبقى الوحدة الوطنية الأردنية وألتي يتحدث عنها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه داخلياً أمام شعبه وفي كل المحافل الدولية، ووحدة الأردنيين والفلسطينيين للتصدي للمخططات الصهيونية الفاشية الحصن المنيع لإفشال المخطط الفاشي لعملية الضم والترانسفير لإفشال الأهداف الصهيونية والسياسية والتوراتية.