صدى الشعب – فيما تتأجج الخلافات العميقة بين المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ جيش الاحتلال، وبين المستوى السياسيّ وفي مقدّمته رئيس الوزراء، بنيامين النتن ياهو، الذي يرفض الإقرار بمسؤوليته عن إخفاق أكتوبر من العام المنصرم، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ سارة زوجته، قالت لعائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، قالت إنّ الجيش يُعِّد العدّة لتنفيذ انقلابٍ عسكريٍّ بهدف الإطاحة بزوجها من منصبه في رئاسة الوزراء.
ووفقًا للمراسل السياسيّ في الصحيفة، ميخائيل هاوزر طوف، فإنّ الاتهامات جاءت خلال لقاء جمعها الأسبوع الماضي، مع عددٍ من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة. ونقلت الصحيفة عن النتن ياهو قولها: “قادة الجيش يريدون تنفيذ انقلابٍ عسكريٍّ ضدّ زوجي”.
وعندما قاطعها عدد من أفراد العائلات بأنّه لا يمكنها القول إنّها لا تثق بالجيش الإسرائيلي، ردّت بالقول إنّ عدم ثقتها “ليس بالجيش بأكمله وإنما بكبار قادته”، على حدّ تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ النتن ياهو أصرّت على أن “قادة الجيش يريدون تنفيذ انقلاب عسكري ضد زوجها”. وكانت قد قالت سابقًا: “لقد أطلقنا سراح العديد من الرهائن، ولم نسمع من أحدهم كلمة شكرًا”!!
وسارة ليست الوحيدة من عائلة النتن التي توجّه الاتهام لقادة الجيش، إذ سبقها إلى ذلك ابنها يائير، المُقيم في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكيّة، تحت حراسةٍ مشددةٍ من جهاز الأمن العام (شاباك)، الذي يتبع مباشرة لوالده، علمًا أنّ تكاليف إقامته غير المبررة في الولايات المتحدّة، تُكلِّف خزينة الكيان ما يُعادل مئات آلاف الدولارات.
يائير، وهو النجل البكر للنتن ، يُعتبر أحد أهّم الشخصيات التي تُدير الأمور السياسيّة والأمنيّة بجهاز “التحكّم عن بعيد”، اتهم في الـ 17 من حزيران (يونيو) الجاري، اتهم الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) بـ “الخيانة” خلال هجوم حماس في أكتوبر الفائت.
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردًا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطينيّ ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وقال يائير في وقتٍ سابقٍ في منشور على منصة “إكس”: “ما الذي يحاولون إخفاءه؟ (في إشارة إلى قادة الجيش) إذا لم تكن هناك خيانة، فلماذا يخافون من قيام جهات خارجية ومستقلة بالتحقيق؟”.
وأضاف: “لماذا يستمر قادة الجيش والمخابرات في الادّعاء بأنه تم ردع حماس؟ أين كان سلاح الجو في 7 أكتوبر؟”.
وفي الأشهر الماضية، قال عدد كبير من القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين الإسرائيليين، إنّهم يتحملون مسؤولية عن الإخفاق الذي أدى إلى هجوم 7 أكتوبر الماضي، وفي مقدّمتهم القائد العّام لجيش الاحتلال، الجنرال هرتسي هليفي، ورئيس (شاباك)، رونين بار، ولكن حتى اللحظة لم يستقِل من منصبه إلّا رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) الجنرال أهارون حليفا، والذي سيترك الجيش نهائيًا في شهر آب (أغسطس) القادم.
جديرٌ بالذكر أنّ تصريحات زوجه النتن ونجله الأكبر، وهو ناشطٌ جدًا على وسائط التواصل الاجتماعيّ، تأتي في سياق المساعي الحثيثة لتخليص النتن من دفع ثمن أكبر إخفاقٍ في تاريخ دولة الاحتلال، وقائمٌ على نظرية المؤامرة التي تقول، بحسب النتن ومحيطه، إنّ الرجل يتعرّض لمؤامرةٍ خارجيّةٍ وداخليّةٍ للإطاحة به من منصبه، بعد فشل معارضيه من الانتصار عليه في الانتخابات.
وتتربع سارة (66 عامًا) على عرش دوائر صناعة القرار داخل إسرائيل، ولو في الظل، خصوصًا مع الأزمة الحالية التي يعيشها زوجها بعد الضربة الموجعة التي وجّهتها له حركة (حماس) بتنفيذها عملية (طوفان الأقصى) في أكتوبر الماضي.
وعاد اسم سارة مؤخرًا إلى تصدر المشهد السياسي في دولة الاحتلال، بعد تقارير لوسائل إعلامٍ إسرائيليّةٍ أشارت فيها إلى مساعيها لإقالة المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي، وتصريحات أخرى انتقدت فيها أهالي الرهائن المحتجزين في غزة، واتهامها لهم بمساعدة حركة (حماس).
وفي حين يرتبط اسم سارة بعددٍ من القضايا المتعلقة باستغلال المال العام، وتلقي الهدايا وانتهاك حقوق العمال وهي قضايا مثلت للتحقيق في عديد منها، فإنّها تتحكم بقرارات زوجها السياسية، إذ تعمل بوصفها أقرب مستشارة له، وتتعرض لانتقاداتٍ، بسبب انشغالها بأمور سياسية منذ بدء العدوان على قطاع غزّة، حيث كشفت وسائل الإعلام العبريّة أنّها تمتلك مكتبًا خاصًّا في مجمع (الكرياه) في تل أبيب، وهو مقّر رئاسة أركان جيش الاحتلال، مع أنّها لا تحمل أيّ منصبٍ رسميٍّ أوْ غيرُ رسميٍّ في إسرائيل.
جديرٌ بالذكر أنّه قبيل انتخابات رئاسة الوزراء في العام 1996، صدم النتن ياهو العالم عندما ظهر على الهواء واعترف بخيانة زوجته سارة، وبحسب تقارير في الصحافة العبريّة عقب اعترافه، انتشرت شائعات مفادها بأنّ سارة وافقت على البقاء معه فقط بعد أنْ جعلته يوقّع على نوعٍ من الاتفاق السريّ الذي ينص على أنّه لا يستطيع الاتصال بنساءٍ أخريات دون علمها، ولا يمكنه الذهاب إلى أيّ مكانٍ دونها، كما أنّها تدخلّت وتتدّخل حتى اللحظة في عمله.
وكتب الإعلاميّ الإسرائيليّ بن كاسبيت في كتابه (سيرة حياة النتن): “قال لي المساعد الكبير السابق للنتن: كان هدفنا كلّه هو بناء حائط دفاع حول النتن لحمايته من جنون سارة والسماح له بالقيام بعمله”.
وفي الختام، وجب التذكير بأنّ العديد من المقالات والتقارير في الصحافة العبريّة تناولت قضية احتساء سارة المشروبات الكحوليّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ (الشمبانيا)، علمًا أنّ هناك تقارير أكّدت حصولها على كمياتٍ كبيرةٍ من (الشمبانيا) من أثرياءٍ يهودٍ وإسرائيليين، كانوا على علاقةٍ مع زوجها، بحكم منصبه، في حين حصل هو على السيجار الفاخر من الأثرياء أنفسهم.”
“رأي اليوم .. و تم تغيير إسم رئيس وزراء الكيان رغم الاقتباس لأن هذا مستواه “نتن” ..