في التاسع من حزيران عام ١٩٩٩ أذكر جيدا عندما كنت طالبة في الثانوية العامة وقفت مطولا انتظر الموكب الملكي لرؤية صاحبي الجلالة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله لاداء التحية، أذكر حينها تفاصيل ذلك اليوم باكمله وجماليته.
واليوم وقفت بعد ٢٥ عاما بذات الصورة وكلي لهفة للقاء الأسرة الهاشمية والأردنية الكبيرة، استذكرت خلالها تطورات مسيرتي العلمية والحياتية، فكانت مليئة بالتحديات والمواقف الجميلة والمؤثرة التي بلورت من شخصيتي وحتى من أفراد جيلي.
أعتقد جازمة أنني من حظيت بفرصة العمل بصحيفة الرأي التي كانت وما زالت ايقونة الصحافة الأردنية فمن خلالها تعلمنا الكثير واكتسبنا الخبرات، واستنهضت فينا الهمم واكسبتنا مهارة حب الوطن والقيادة.
فمن خلال عملي كصحفية طوال ١٧ عاما واكبت الكثير من الأحداث، ولمست الكثير من التطورات على مختلف الصعد فكان الأردن قويا منيعا كعادته.
وخلال الفعالية الوطنية بمناسبة الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وجلوسه على العرش التي تشرفت بحضورها، رسمت أبهى صور التكامل للنسيج الاجتماعي الأردني، من شماله لجنوبه وغربه لشرقه، ضمن لوحة مشرقة ترسم صورة الأردن الجميلة والمعهودة في قلوب العرب والتي شغلت انظارهم على الدوام.
الشعور خلال الحفل مختلط بين الفخر والاعتزاز والامتنان للقيادة التي حرصت أن تكون حاضرة وبكل عزم، لتقدم رسالة إلى العالم أجمع، بأن الأردن مربط الحضارات وموطن التكنولوجيا، معزز مكرم بشعبه العظيم وقيادته السمحة.
الحفل شكل صورة ذهنية راسخة، بأن الأردن قادر على مجابهة التحديات بعزم.
نجاح السمفونية التي عزفها جميع القائمين على هذا الاداء المهيب، والتي استدرجت دموع جلالته فخرا واعتزازا بشعبه المرابط والمتكاتف بفضل القيادة والرؤية الطامحة لعبور كل العقبات والظروف تستدعي منا تقديم كل ماهو نافع لهذا الباد، وأن لا ننكر خيره على كل فرد من أفراده.
الأردن بالأمس كان بحاجة لمثل هذه الفعالية لإعادة التذكير أنه وطن الجميع، وطن عصي على التحديات، قادرا على تحويل التحديات لفرص خلاقة مبدعة.
فشكرا لصاحبي الجلالة على هذا الفخر الذي قدمتوه للأردنيين، ونال إعجاب الغرب والشرق.
وشكرا لجميع القائمين الذين أصروا على إنجاح هذا اليوم الوطني، وكل من ساهم بإخراجه بهذه الصورة البهية.