يحتفل شعبنا اليوم، باليوبيل الفضي لجلوس الملك عبدالله الثاني إبن الحسين على عرش الآباء والأجداد.
والملك عبد الله، ليس هجين مُلك، فالنسب الفريد المجيد الذي ينتمي إليه، هو النسب الأشرف والأنبل، نسب قريش أعز قبائل العرب، ونسب الهاشميين المتصل ببيت النبوة والنور والهدى.
وتظل عين الملك الهاشمي على المستقبل، وتظل عينه الأخرى على تراث الآباء والأجداد، النبيل الأصيل.
ربع قرن من العطاء والألق والبهاء، تعطر مسيرة الملك عبدالله، الذي يقاتل على كل الجبهات بصلابة وجسارة، بلا وهن أو إبطاء.
دخل بنا الملك عبدالله مخاضات وبرازخ ودوامات عميقة، تراوحت بين الوقوف الصلب في وجه جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وابتكار صيغة جسور الإغاثة الجوية. وبين إدارة معركة التحديث والإصلاحات الدستورية الديمقراطية على مختلف المستويات والقطاعات، وعلى رأسها إنصاف المرأة والشباب.
وبين الدفاع اليومي الباسل عن الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ضد المطامع الصهيونية، ذات اللبوس الديني الكاذب.
وإن الاتصالات الحثيثة الثمينة التي يقوم بها الملك مع مختلف دول العالم، والتحالفات الدولية التي يبنيها، تسهم إسهاماً كبيراً، في تثبيت الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني الشقيق، وخاصة الدفاع الضاري عن “الأونروا” وفي كشف جوهر وأسباب الصراع، الذي عِلّته العدوان الإسرائيلي على حقوق شعب فلسطين العربي.
لقد كرس الملك سياسة خارجية واضحة مستقرة، قوامها المصداقية والاستقلالية والاحترام المتبادل، القائم على أن السلام العادل القابل للحياة، هو خيار الشعوب العربية. وعلى استحالة تحقيق الاستسلام ورفع الرايات البيضاء، الذي يتوهم الاحتلال الإسرائيلي ان في وسعه فرضه.
وكرّس الملك عبد الله سياسة داخلية نموذجية، قائمة على الانفتاح، والاتصال، والشفافية، والمصداقية، وسرعة الإنجاز، ومتابعته متابعة لا هوادة فيها.
واذا كانت بلادنا الأردنية العربية، تواجه تحديات كبيرة، سببها الإحتلال الإسرائيلي، الذي يدمر فرص التنمية والاستقرار، فإن كيان الإحتلال يواجه بسبب سياسات العدوانية، أضعاف ما نواجه.
يحتفل شعبنا بيوبيل ملكنا، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة تتمثل في استحقاق الانتخابات النيابية، التي نأمل أن تنقلنا إلى آفاق أرحب وأصلب.
كل عام وبلادنا بخير تحت ظلال الراية الهاشمية المظفرة.