الزراعة لـ”صدى الشعب”: حرائق الغابات تكبد الدولة خسائر مالية طائلة و هي “غير مفتعلة”

صدى الشعب – سليمان أبو خرمة

شهدت المملكة خلال السنوات الأخيرة انتشارًا لحرائق الغابات، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتأثير التغيرات المناخية، بالإضافة إلى السلوكيات غير المنظمة لبعض المجتمعات المحلية.

وتسببت هذه الحرائق في خسائر فادحة من الأشجار الحرجية والمثمرة، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة حالياً في المملكة، يطرح التساؤل حول الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها وزارة الزراعة.

وبهذا الشأن قال مساعد الأمين العام، مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة، المهندس خالد القضاة، إن فصل الصيف يشهد عادة زيادة في حرائق الغابات بمحافظات المملكة، نظرًا لارتفاع أعداد النزهات خلال هذا الوقت.

وبين القضاة خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، أن وزارة الزراعة تعد خطة سنوية لمكافحة الحرائق في فصل الصيف، تتضمن تنسيقًا مع الدفاع المدني والجهات المعنية.

خطة سنوية

وأوضح أن الخطة السنوية لمكافحة الحرائق تتضمن التنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني، بالإضافة إلى مخاطبة جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية مثل وزارة الأشغال، وزارة الإدارة المحلية، وكافة البلديات الكبرى، وأمانة عمان، وزارة المياه والري.

وأضاف أن مخاطبة الجهات المعنية يأتي لاتخاذ الاحتياطات الضرورية من قبل كل جهة بالجوانب التي تخصها من تنظيف جوانب الطرق وبعض المتنزهات، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتخفيف من حدوث الحرائق أو التصدي لها في حال نشوبها، بهدف تقليل الأضرار لأدنى حد ممكن.

وأشار أن الخطة تشمل مخاطبة جميع مديريات الزراعة في المناطق التي تضم غابات، بهدف تسخير جميع الجهود والموارد اللازمة من الاطفائيات وصهاريج مياه وعمال وأدوات السلامة والمطبات، لافتاً إلى أن هذه الجهود تهدف لتأمين الجاهزية لمواجهة أي حريق في أي وقت، سواء كان في النهار أو الليل.

وأكد على وجود أبراج مراقبة في الغابات العامة لرصد أي دخان خلال النهار، بالإضافة إلى تنفيذ دوريات متحركة وطوافين يتجولون في الغابات على مدار الساعة بمناوبات مستمرة وفي حال نشوب حريق في أي منطقة، يتم الإبلاغ عنه فورًا لاتخاذ الإجراءات الضرورية بالتعاون مع الدفاع المدني في اللحظات الأولى.

وأشار الى ان هنالك محطات حرجية وابراج مراقبة منتشرة في مناطق الغابات والبؤر الساخنة التي يرتادها المواطنين او تكرر فيها حدوث حرائق خلال الأعوام الماضية وموجود ضمن بعض هذه المحطات خزانات مياه لتزويد صهاريج الإطفاء بالإضافة ان هنالك صنابير مخصصة يستعملها الدفاع المدني.

خسائر مالية وبيئية

وبين القضاة أن هناك تراجعًا واضحًا في حجم الحرائق ومساحتها وعدد الأشجار المتضررة خلال السنوات الماضية في الغابات المنتشرة بالمملكة.

وأكد على أن الحرائق الغابات تتسبب بخسائر مالية واقتصادية وبيئية كبيرة، مشيرا إلى أن هذه الحرائق تكبد أجهزة الحكومة تكاليف مالية طائلة تتعدى الآلاف من الدنانير، مضيفا أن الخسائر قد تصل إلى خسارة الأرواح، حيث حدث قبل عامين وفاة أحد كوادر الدفاع المدني أثناء تأدية الواجب.

ونوه أن الحرائق الغابات تسبب في خسائر بيئية كبيرة من خلال القضاء على العديد من أنواع الأشجار التي تلعب دورًا في تخفيف آثار التغير المناخي، مشيراً إلى أن القضاء على هذه الأشجار يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الأرض وزيادة التلوث البيئي.

وأضاف أنه في الوقت الذي يكافح فيه العالم التغير المناخي، يعملون على زراعة المزيد من الأشجار وزيادة الرقعة الخضراء على مساحات واسعة من أراضيهم ودولهم للحفاظ على التنوع البيئي والتصدي للتغير المناخي.

ولفت إلى أن غابات المملكة تعرضت لعدد من الحرائق الصغيرة التي لم تلحق أضراراً كبيرة، لافتاً إلى وقوع حريق واحد ضخم العام الماضي بين محافظتي جرش وعجلون، حيث بلغت مساحته حوالي 500 دونم.

وحول فيما إذا كانت الحرائق بالغابات مفتعلة بين القضاة، أن هناك فرقًا بين الحرائق المفتعلة بقصد والتي من غير قصد، موضحاً أن الحرائق المفتعلة بقصد تحدث بفعل فاعل، بمعنى أنها يتم التخطيط لها والترصد قبل نشوبها، في حين تكون الحرائق غير المقصودة نتيجة لأنشطة بشرية في الغابات دون قصد التسبب بالحريق.

وأكد على أن الحرائق التي وقعت في الأعوام السابقة كانت غير مفتعلة بقصد، مما يعني أنها ناتجة عن النشاط البشري دون قصد التسبب في الحريق.

وأوضح أنه يتم إجراء تحقيق شامل في أسباب ومسببات أي حريق ينشب بالتعاون مع الدفاع المدني والمباحث البيئية، مبيناً أنه في حال ثبوت أن الحريق مفتعل ومقصود، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية النافذة بحق الفاعلين بموجب قوانين الزراعة والعقوبات المعمول بها، حيث تكون العقوبات مغلظة للغاية.

وأشار إلى أن نسبة كبيرة تصل إلى 95% من الحرائق لا يتم تحديد الفاعل فيها، مما يجعل من الصعب تحميل أحد مسؤولية التسبب فيها.

وأكد على أهمية وعي وإدراك المواطنين في نشر الوعي بأخطار الحرائق والتصدي لها، مشدداً على أهمية اتخاذ إجراءات السلامة العامة أثناء النزهات، بما في ذلك الابتعاد عن إشعال النيران في الأماكن غير المخصصة لذلك.

وأشار إلى أنه يجب على المواطنين تبليغ الجهات المعنية عن أي حرائق يشاهدونها، وذلك لضمان السيطرة السريعة عليها وتقليل الأضرار البيئية والمادية التي قد تحدث جراءها.