اعتاد الاستاذ الصديق أحمد سلامة على اللمات من مختلف الأطياف الفكرية ومعظمها إن لم تكن جميعها سياسة صرفة، والمكان بيته المضياف.
وأجزم أن المتحدث الرسمي في اللقاء صاحب الألقاب الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، وَمَن غيره يتحدّث في هذه الظروف، ويتحدث عن الأردن، بهذه الصلابة التي عهده بها كل من عرفه، واستمتع بما سمعه أو لسعه “ابو عصام ” بإجابة أو طُرفة، قد نجح بالرد؟!.
الجمع كبير ومتنوع وأهل الإعلام تحديداً ظنوا أنهم سيكونون في نزهة باعتبارهم الذين يملكون المعلومة وأن جرأتهم في الطرح، ستجعل من مُحاورهم مرمى مشرّعاً لتلقّي ألأهداف، رغم معرفتهم به ودهائه وأنه إذا ما بادر أحد إلى الهجوم، فإن “دولته” يحترف الهجوم المعاكس الذي يحسم المباراة.
أكثر ما يزعج الروابدة كما استخلصت من اللقاءات التي أحضرها -على قلتها- أن تكون المعلومة التي تُطرح غير دقيقة أو للمناكفة والاتهام، وهذا الإزعاج الذي ظهر به إلى حد الصخب، يذّكرني بردّ رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، عندما تُطرح عليه أسئلة اتهامية للمصلحة الوطنية أو تُقوّله بما لم يقُله.
ومع أن مثل هذه اللقاءات، وغيرها، تعد من محركات ما يموج برؤوس المسؤولين وتُخرِج ما لديهم من “دفائن” قد لا يبوحون بها لسنوات، أو تبقى في غيابات العمر، إلا أن هذا العصف الذهني في رأي الروابدة يظل في إطار عدم التجني على الأردن ودوره القومي، وأن القضية الفلسطينية هي قضيته كما هي قضية الشعب الفلسطيني، لذلك تصدر بين حين وآخر، وهو (يحاورهم) عبارة “اتقوا الله في الأردن”.
لا أقول إن الروابدة وهو يضع الأمور في نصابها، بأنه الفائز دائماً في “اللقاءات السياسية”، لأن الغاية منها، هو توجيه القلوب والعقول إلى الحقيقة والحق، وليس للإشاعة والتشكيك، واطلاق الكلام على عواهنه.
في اللقاء الذي دعا اليه أخونا ” ابو رفعت” كانت له مكاسب كثيرة، ولكن أكثر ما سرني في جانب آخر أن يصلّي معنا رفيق المهنة، “صاحب عمون” الاستاذ سمير الحياري، صلاة المغرب جماعة!!، فيما لم يلحق بنا “صاحب الدعوة”، فكان أن شاهدت كلاً منهما يصلي على كرسي، بعد أن فاتت عليهما كراسي الوزارات، وقد بلغ الشيب منهما عتيّاً، فكانت شماتتي بهما، حال شماتتي بالدكتور ذوقان عبيدات، الذي كان أحد الحضور ولم يجرؤ بكلمة واحدة، سوى “الوشوشة” وحتى لا أنزع النقاط عن حروفها.