كم هو مؤلم أن تشاهد حادث دهس لأسرة بأكملها، على طريق سريع، وهم يعبرون من أسفل جسر مخصص لعبور المشاة، وكم هو مؤسف، أن تزهق أرواح المواطنين الأبرياء نتيجة للجهل والاستهتار، وعدم المبالاة من الأهل، الذين يفتقدون للثقافة المرورية، ويتجاهلون آثار الحوادث الكارثية التي تنعكس على الأسرة والمجتمع.
فما يمارسه الكثيرون من المواطنين، من مختلف الأعمار، والفئات، من عبور عشوائي للطريق وعدم استخدام الأماكن المخصصة، يعد من أبرز أسباب حوادث الدهس، التي يذهب ضحية لها الآلاف من الأبرياء، ما بين قتيل وجريح.
إن الالتزام باستخدام الممرات والجسور والانفاق المخصصة للمشاة لعبور الطريق دون تباطؤ وبأقصر خط مستقيم بين جانبي الطريق، يضمن السلامة للمشاة، كذلك عدم المسير داخل الأنفاق أو على الجسور المخصصة لسير المركبات.
فالتركيز على بناء الوعي المروري، وترسيخ الرقابة الذاتية لدى أفراد المجتمع، والوعي بضرورة الالتزام بالقوانين واللوائح المرورية هو الأساس لتأمين سلامتهم وسلامة الآخرين، فجميع الأطراف في المجتمع شركاء في الحد من الحوادث المرورية المؤثرة على الاستقرار الاجتماعي بشكل عام من خلال الإحساس بكرامة الإنسان وأهمية سلامته وتنمية الإحساس بآلام ومشاعر الآخرين وضرورة احترامها وغرس هذه القيم في نفوس الأبناء.
فالتنشئة المرورية السليمة للأبناء، وضرورة غرسها في نفوس الأطفال منذ نعومة أضافرهم، هي مسؤولية مجتمعية مشتركة، تبدأ من الأسرة، وخلال التحاقهم برياض الأطفال، والمدرسة في جميع مراحلها، وهذا هو دور المؤسسات التعليمية، في نشر الثقافة المرورية، ويأتي دور المساجد ودور العبادة، والمؤسسات الإعلامية ، من خلال البرامج الهادفة، كذلك دور المؤسسات الأهلية، وغيرها من الجهات، من خلال الندوات، والمحاضرات، و ورش العمل، وذلك تعزيزاً للجهود التي تبذلها الإدارات المرورية، للحد من حوادث الدهس.
وتأتي أهمية هذا الموضوع بالتزامن مع بدء العطلة الصيفية لطلاب المدارس، وتواجدهم في الطرقات وبين المركبات لساعات طويلة، يمارسون اللعب على الدراجات الهوائية، وكرة القدم بشكل خطير، وخاصة في الأحياء التي تفتقر لوجود الساحات والحدائق العامة.