صدى الشعب – «صوت الحكمة»، الذراع الفكرية لمنظمة التعاون الإسلامي، هو مركز للحوار والتسامح ومكافحة التطرف العنيف، أطلق بموجب قرار لمجلس وزراء الخارجية في دورة دكا العام 2018، يتبع مباشرة لديوان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلاميّ، حيث كان هدفه الرئيسي في مرحلته الأولى العمل على توظيف كل وسائل وآليات الإعلام والتواصل الاجتماعيّ، لتفكيك الخطاب المتطرّف، وكشف المنطلقات الفكرية والدينية التي تستند إليها ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف. وتعتمد المرحلة الثانية على التركيز لتعزيز الجانب التوعوي وأواصر وسبل التعاون مع المؤسسات والأجهزة ذات الاهتمام المشترك في الدول الأعضاء في المنظمة.
أول أردنية بمنصب مدير في منظمة التعاون الإسلامي
كما يسعى صوت الحكمة بإدارة لمى مهدي الحمامي، وهي أول سيدة أردنية بمنصب مدير في منظمة التعاون الإسلامي، الى تشبيك العلاقات مع المراكز والمنظمات المعنية بشؤون المسلمين في الدول غير الأعضاء.
لدى «صوت الحكمة» موقع إلكتروني خاص به يشتمل على بوابات فرعية متنوعة ومختلفة، كما تتم إدارة حساباته على منصات التواصل الاجتماعي من قبل مختصين وخبراء وعلماء في الشأن ذاته.
المركز بوصفه ايضا الاداة التنفيذية « للتعاون الاسلامي « للحوار والسلام والتفاهم لإبراز قيم التسامح والمحبة والرحمة في الإسلام فهو مساهمة مهمة تقدمها منظمة التعاون الإسلامي في الحرب على الإرهاب الدولي والتطرف العنيف، ويعمل عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل فضح وتفكيك الخطاب المتطرف الذي تروج له قوى الإرهاب والتطرف باستخدام استراتيجية مبتكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الرسائل الإيجابية اليومية حول هذة الموضوعات.
وتتلخص مهام «صوت الحكمة» فيما يلي:
– نشر ومناقشة القضايا الفكرية والدينية لتصحيح بعض المفاهيم السائدة والتي يمكن أن تشكِّل عتبة أولى للخطاب المتطرف والحد من انتشاره بين فئة الشباب المسلم.
– الاستعانة بحسابات المركز الالكترونية لعرض رؤية المركز ذات النهج المعتدل من خلال منتوج إخباري وتثقيفي لإيصال الرسائل التوعوية والفكرية. كما ويسعى المركز لتعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي ومبادئها في التصدي لظاهرة التطرف العنيف وخطاب الكراهية عبر ترسيخ الأخوة الإسلامية ونبذ تلك المظاهر والأفكار التي من شأنها أن تهدد وتفكك مجتمعاتنا المسلمة.
– أخذ «صوت الحكمة» على عاتقه السعي لإنجاز وتنفيذ وتوعية مكونات المجتمعات داخل الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها حيث تعيش الجاليات والأقليات المسلمة، بالإعلان عن رسالة للإخاء تؤلف بين الشعوب والأديان والعقائد، وتتصدى للأفكار المتطرّفة من خلال عرض مفاهيم فكرية صحيحة تكرّس روح الإسلام وتعاليمَه.
– عرض فلسفة الإسلام السمحة عامة، والتي يساء فيها فهم التصور الإسلاميّ من طرف غير المسلمين، بالتركيز على أسس الدين الحنيف ومقاصده.
– عرض وتحليل جهود منظمة التعاون الإسلاميّ في مكافحة التطرف وبناء السِّلم بين الدول الأعضاء، وعرض التجارب الرائدة والناجحة للدول الأعضاء في مكافحة التطرف العنيف وتجلياته.
– رسم السياسات والخطوات العملية من خلال إعداد مشاريع قرارات تعرض على اجتماع مجلس وزراء الخارجية تُعنى بترسيخ قِيم التسامح في المجتمعات الإسلامية ومكافحة التطرف، وتقديم اقتراحات للأمانة العامّة تثري بها مشاريع ومسودات مواضيع الاجتماعات والمؤتمرات الدورية للمنظمة.
– السعي الدؤوب لتعزيز الشراكات مع الدول الأعضاء ومؤسساتها ذات الاهتمام المشترك لرفع درجة وعي فئات المجتمع المختلفة للتصدي لجميع المؤثرات والأفكار الهدامة والسلبية، التي لطالما سعت المنظمة لها ويواصل المركز بالتصدي لها من خلال بلورة نهج موحّد لمكافحة هذه الظاهرة.
واليوم يعمل صوت الحكمة على توظيف وسائل وآليات الإعلام والتواصل الاجتماعي كافة لتعرية وتفكيك الخطاب المتطرف وكشف المنطلقات الفكرية والدينية التي يستند إليها، والدعوة إلى التسامح والتعايش وقبول الآخر، وتجسيد روح الإسلام الحقيقية الوسطية السمحة.
ونجح «صوت الحكمة» في إيصال رسالته المناهضة للفكر المتطرف والداعية للتسامح والاعتدال، إلى 54 مليون شخص بمختلف بلدان العالم، بعدما اكتسب آلاف المتابعين الذين ينشطون عبر موقعه الإلكتروني وحساباته بالشبكات الاجتماعية، نتيجة توجيه خطاب المركز بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية.
ومنذ البداية قرر المركز أن يركز جهوده على الفضاء الإلكتروني بشكل أساسي، بعدما أصبح الإنترنت بيئة خصبة لمختلف الأفكار العنيفة وحاضنة ترعى المتطرفين وتساعدهم على نشر سمومهم، فقام المركز بإطلاق 11 صفحة له على مختلف الشبكات الاجتماعية بثلاث لغات، ينشر من خلالها محتوى يعده مختصون، للرد على دعاوى التطرف وفتاوى العنف باسم الدين من جانب، ومن جانب آخر للرد على دعاة الإسلاموفوبيا ومن يحاولون شيطنة كل ما هو مسلم مدفوعين بخلفيات يمينية متطرفة.
ونتيجة هذه الجهود، باتت حسابات المركز على الشبكات الاجتماعية تضم قرابة مليون متابع من مختلف بلدان العالم، يتلقون المحتوى ويتفاعلون معه ويسهمون في انتشاره.
وخلال الفترة المقبلة يستعد «صوت الحكمة» لتوسيع حضوره على المنصات الرقمية وتأكيد دوره بوصفه مرجعية للجمهور حول القضايا التي يتبناها ويدافع عنها، وتطوير نشاطاته وإطلاق عدد من المبادرات التدريبية في الدول الإسلامية الأكثر تضرراً بالإرهاب، وهي مبادرات يعوّل عليها المركز في التحول إلى مظلة رئيسة للجهود الدولية الداعية للتسامح ونبذ التطرف في العالم الإسلامي.
ويعمل المركز على مواجهة الخطاب المتطرف وآلياته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتجلية المفهوم المعتدل والصحيح للسياسات القرآنية والنبوية في بناء السلم الداخلي والخارجي، وعرضها كنموذج سامي لتحقيق رسالة الإخاء بين البشر وعرض فلسفة الإسلام السمحة في القضايا الملتبسة، التي يساء فيها فهم التصور الإسلامي، وعرض التجارب الرائدة والناجحة للدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب؛ من أجل بلورة صورة موحدة عن آليات مشتركة لمكافحة هذه الظاهرة، ورسم السياسات والخطوات العملية لترسيخ قيم التسامح في المجتمعات الإسلامية، ومكافحة التطرف وتقديم اقتراحات للأمانة العامة لتبنيها في مسودات المؤتمرات الدورية للمنظمة.
يذكر ان منظمة التعاون الإسلامي تدعم جميع الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف والعنف، وتحقيق السلم والأمن الدوليين. ولطالما دعت المنظمة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى الانتباه إلى ضرورة معالجة الأسباب الجذرية والعوامل الكامنة وراء التطرف العنيف والإرهاب إذا أريد تحقيق التنمية المستدامة وأن على المجتمع الدولي أن يتكاتف معا لتعزيز التعددية، في ظل حالة الصراعات وعدم الاستقرار التي تعم العالم الآن.
ولطالما أكدت المنظمة على الحاجة إلى احتضان التنوع، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي، ويتجلى ذلك من خلال مختلف قرارات المنظمة على مستوى مؤتمرات القمة والمؤتمرات الوزارية. مثلما أن المنظمة تؤمن على الدوام بضرورة معالجة التحديات التي تشمل كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا والعنصرية وخطاب الكراهية، من خلال الحوار والتسامح وتعزيز التعددية وثقافة العيش المشترك.