تستحوذ علينا – عقولاً؛ وأفئدة- تلك الروح الوثابة والنظرة الشمولية للأحداث المحلية والعربية التي تجسدت في الحديث المعمق والأخاذ لصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، لقناة العربية بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم سلطاته الدستورية؛ حيث سلط فيها سموه الضوء على مواقف الأردن المشرفة، والصعاب الجمّة التي واجهها بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة وصادقة، وعلى علاقات الأردن التاريخية مع الدول المبنية على الاحترام المتبادل، ليتوحد الماضي بالحاضر محققاً وطناً غدا قصة فخار وإنجاز على كافة الصُعد، وأشار إلى التطلع إلى المستقبل نحو أردن قوي يعتمد على نفسه، وإعداد وتطوير الكوادر البشرية وتأهيلها، ذاكراً أن العديد من الشركات الكبرى في المنطقة مؤسسوها أردنيون، وأن ٧٥٪ من محتوى الإنترنت العربي مصدره الأردن.
وتطرق سموه في حديث عن الجامعات إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم التقني والتكنولوجي؛ لأن مستقبل الأردن يكمن في الإفادة من هذه التكنولوجيا.
وأكد سموه أن الأردن، ومنذ مسيرة الأجداد الهاشميين، تجاوز التحديات بقيادته الحكيمة وبشعبه الواعي؛ ففي حديثه عن جلالة الملك عبدالله ذكر أن ما يتحدث به في العلن هو نفسه ما يتحدث فيه في السر بهدوء وحكمة ودون توتر وبرؤية بعيدة المدى.
هذه الرؤية الأميرية الشاملة التي تناولها سموه بأسلوب راقٍ؛ وتحليل عقلاني؛ وقدرة مؤثرة؛ وإحاطة شاملة بقضايا المنطقة محلياً؛ وإقليمياً، وذكاء لم يخرج فيه عن النص، إنما تنم عن روح حماسة الشباب، والثقة بالنفس، والتحلي بصفات القيادة المبدعة، التي تشكل حافزاً لشبابنا الأردني الطموح الحريص على خدمة وطنه وأمته، أن يقتدي بها؛ فكانت إجابات سموه غاية في الأهمية والإقناع.
إننا نرى في حديث سموه همة عالية وعزماً لا يحده على ولا ارتفاع من أجل بناء صروح التطور والحداثة والتصدي للمشكلات التي يواجهها الوطن وأهله.
حمى الله الأردن وأهله، وحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده ذخراً وسنداً للوطن واهله.