رئيس بلدية غرب إربد جمال البطاينة
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام يحتفل الأردنيّون ومَن أحبّهم بذكرى عزيزة ومناسبة جليلة يستذكرون فيها تضحيات الأولى من الآباء والأجداد الذين جادوا بكل امكاناتهم وبذلوا غاليهم ونفيسهم من أجل نيل حريّتهم والحفاظ على كرامتهم لتهنأ بعدهم الأجيال بالعيش بأمن وسلام وكرامة على أرضهم وترابهم الذي ارتضاه الله تعالى لهم وطناً عزيزاً شامخاً بهويّته وعقيدته وأنسانيّة إنسانه .
والأردنيّون اليوم مدعوّون جميعهم لوقفة مع الذات يسبرون فيها غور الواقع ويستلهمون العِبَر من الوقائع فيمتشقون هِممَّهم الأبية العالية امتشاق الفارس المحارب لسيفه فيشمروا عن سواعدهم لاستئناف مسيرة البناء والتعميير والتشييد لهذا الحمى الذي ما كان يوماً الا محجاً للمظلومين وملاذاً للخائفين ومهوى أفئدة المؤمنين .
إن على الأردنيين وهم يحتفلون بذكرى استقلالهم
أن يتجاوزوا الاحتفال بالكلام والاعراب عن الابتهاج برفع الاعلام وتسطير الكلمات -على أهميتها –
الى وضع برامج عمل ضمن خطط مدروسة تضمن الارتقاء بالأداء والتميُّز بالعطاء فينجزون وهم يعتقدون أن العمل عبادة وأن الإخلاص فيه شرط وأن بناء الأوطان مهمات جليلات لا يمكن أن يضطلع بها الأغراب ولا منزوعو الولاء إنما هي مهام الأبناء البارين من أبناء هذا الوطن الحزين والذي يرى في كل يوم مايؤلمه ويحزنه وأحياناً ما يُبكيه من عقوق أبنائه وصلف أهله وتعدي الأغراب عليه.
إن علينا أجمعين أن نَغُذُ الخُطى وشاحذين الهمم من أجل تكريس منظومة قِيَم ٍنًُكرِّسُها فنضمن بها مستقبل آمنٍ من خلال ترجمة حقيقية لمعاني المواطنة فنعانق روح الوطن ونذود عن حياضه متمثلين قيم ومبادئ جليلة قامت عليها دولتنا مستذكرين تضحيات السابقين مستلهمين الهداية من ديننا الحنيف ملتفين حول قيادتنا محافظين على وحدتنا حارسين لمنجزاتنا تلكم هي الأمانة ومقتضياتها
قال تعالى( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)
نعمل ونكافح وننافح من أجل اردن آمن صامد مرابط تُحفظ فيه الكرامات وتصان فيه الحقوق وتُبذل فيه الواجبات استجابة لقوله تعالى
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58].
وفي الختام أضرع الى العلي القدير أن يحفظ الوطن والامة والمنهج والقيادة وان يهدينا سبيلنا ويوفقنا الى ما يحب ويرضى
وكل عام وأنتم بخير