لسنا من الذين يميلون إلى تصديق المنجمين، فالانتقائية بأثر رجعي تسمح لمحاكاة غير منطقية على أرض الواقع، وأكثر من ذلك فلسنا أيضاً مع نظريات المؤامرة التي لا تستند إلى معلومات دقيقة.
نتحدّث هنا عن حادث طائرة الهيلوكوبتر التي راح ضحيتها رئيس ووزير خارجية إيران، وفور وصول خبر ضياعها، وترجيح تحطمها في ظروف جوية استثنائية، أخذت الذاكرة في استدعاء ما جرى في صحراء طبس الايرانية في العام ١٩٨٠.
كان جيمي كارتر رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وذاهباً إلى إنتخابات رئاسية ثانية، حين احتجزت الثورة الاسلامية الجديدة في الحكم في ايران عشرات الرهائن في السفارة الاميركية في طهران، ولم تنفع المفاوضات في الافراج عنهم فقرر تحريرهم بعملية عسكرية معقدة، انتهت بفشل ذريع لسبب ظروف جوية.
ما زالت تلك الصحراء تحتفظ بطائرتي هيلوكوبتر أميركيتين اصطدمتا ببعضها البعض، والقصّة معروفة ولكنّ الحديث عنها محرّم على ما يبدو لأنّها فشل أميركي واضح، مع أنّ التقنيات كانت الأحدث في وقتها.
نتذكّر تلك الحادثة، ولا ننسى أنّ كارتر نفسه خسر الانتخابات وأعلنت طهران الافراج عن الرهائن ليلة تسلّم رونالد ريغان الرئاسة، في صفقة لا يعرف أحد تفاصيلها، وما زالت طيّ الكتمان في أدراج واشنطن وطهران!
لا نقول إنّ التاريخ يعيد نفسه، فاليوم لا يشبه البارحة، ولكنّنا نقول إنّ القدر يحمل معه أحياناً أحداثاً تراجيدية يكون من شأنها تغيير مسارات للأمور، في هذا الاتجاه أو ذلك، ورحم الله رئيسي واللهيان وللحديث بقية!