د.مؤيد عمر
تتصاعد ظاهرة البيروقراطية الإلكترونية بشكل ملحوظ بعد توجه الحكومات في العالم لتقديم خدماتها إلكترونياً والسبب الرئيسي والمباشر لهذه الظاهره هو تحويل الخدمات الحكومية البيروقراطية والمعقدة بالأصل الى خدمات الكترونية دون اجراء تغيير وتبسيط في العمليات، تعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، منها انعدام فهم كافٍ لتحليل الأعمال وإعادة هندسة العمليات والإجراءات.
عند التفاعل مع الخدمات الإلكترونية البيروقاطية في هذه الدول يشعر متلقي الخدمة بأنه لا يزال يعاني من البيروقراطية ولكن بطريقة جديدة وإلكترونية، حيث لا تزال الإجراءات المعقدة والمملة، مثل ملء النماذج والتقارير، بلا قيمة فعلية للعمل. يتجلى هذا التعقيد بوضوح في بعض الدول النامية، حيث يعتمد النظام الحكومي على المنح والمساعدات المتفرقة وبالتالي تقوم كل مؤسسة على حدى بانشاء نظامها الإلكتروني فتظهر مشاكل التكامل خاصة للمعاملات التي يحتاج انجازها اجراء من اكثر من مؤسسة.
لتحسين الأداء ومكافحة هذه البيروقراطية، ينبغي اتباع استراتيجيات فعّالة. مثل إعادة هندسة العمليات الإلكترونية لتكون أكثر سهولة وبساطة للمستخدمين، وتطوير آليات لتسهيل التكامل بين الأنظمة المختلفة لضمان تبادل المعلومات بسلاسة وفعالية. كما يجب تشجيع المؤسسات على تبني ثقافة الابتكار والتجديد لتحسين العمليات وتطوير الخدمات الإلكترونية بشكل مستمر.
كما يجب استثمار المؤسسات في تطوير مهارات موظفيها لتمكينهم من التعامل بفعالية مع التكنولوجيا الجديدة وتحسين الأداء العام. وينبغي أيضًا على المؤسسات الاستماع إلى آراء وملاحظات المستخدمين بشأن الخدمات الإلكترونية وتطبيق التحسينات المستمرة وفقًا لهذه الملاحظات، من خلال تبني هذه الاستراتيجيات، يمكن للمؤسسات تحسين الأداء العام وتقديم خدمات إلكترونية أكثر فعالية، مما يعزز التنمية المستدامة ورضا المستخدمين عن الاداء الحكومي بشكل عام