زريقات: تقليل الفجوة يحتاج تدريباً وتأهيلاً وتوفير الأدوات اللازمة للطالب والمعلم
زريقات: المقارنة بين الطلاب في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة الدولية غير عادل
عواد: الاكتظاظ والبيئة المدرسية من عوامل وجود الفجوة
عواد: المناهج الجديدة ثرية وتتطلب من وزارة التربية تدريب المعلمين
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
على إثر تصريحات وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، د. عزمي محافظة، حول وجود “فجوة بين المدارس الحكومية والخاصة في الأردن فيما يتعلق باللغة الإنجليزية”، طُرحت تساؤلات واسعة حول أسباب هذه الفجوة وكيفية تقليلها.
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي د. عزمي محافظة أشار إلى أن معظم طلبة المدارس الخاصة يتقنون اللغة الإنجليزية في حين أن العكس هو الصحيح فيما يتعلق بالمدارس الحكومية.
وقال ان الفجوة تعود لأسباب كثيرة، أهمها ضعف معلمي اللغــة الإنجليزية، والاكتظاظ الكبير في المدارس الحكومية، واقتصار تعلم اللغة الإنجليزية على حصص اللغة الإنجليزية، في حين أن المدارس الخاصة تدرس مناهج أخرى باللغة الإنجليزية إضافة لأسباب أخرى.
وتشير ورقة سياسات تحت عنوان “مدخلات التعليم المدرسي ومخرجاته اصدرها منتدى الاستراتيجيات الأردني: استغلال الفرص الممكنة لتطوير منظومة التعليم”، الى نتائج تحليل اختبار إتقان اللغة الإنجليزية لعام 2023 والصادر عن مؤسسة Education First السويدية، والذي يقيم أداء أكثر من 2.2 مليون من البالغين في 113 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وأظهرت النتائج تسجيل الأردن تراجعًا بمقدار 6 مراتب في تقرير عام 2023، ليحل في المرتبة 96 (من أصل 113 دولة)، بعد أن كان في المرتبة 90 (من أصل 111 دولة) في تقرير عام 2022.
وبهذا الشأن قالت مديرة إدارة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم سابقا والخبيرة التربوية الدكتورة ريما زريقات، إن الطالب مخرج وطني وعلمي تسعى جميع المؤسسات التربوية والتعليمية إلى تحقيقه والارتقاء بجودته، مضيفة أن تحقيق هذا المنتج يتطلب عوامل عديدة، منها الطالب نفسه، والمعلم، ومدير المدرسة، والمشرف، وولي الأمر، والبيئة المدرسية، والقيادة الصفية، والقيادات التربوية.
وأكدت أنه لا يوجد طالب ضعيف، فكل طالب لديه مجالات مختلفة ومتعددة من الذكاءات، ولديه قدرات مختلفة من الاستعداد، ولديه أنماط مختلفة من التعلم، ولديه نمط شخصية خاص به.
وطرحت العديد من التساؤلات حول اللغة الإنجليزية في الفصل الدراسي، مثل إذا كانت المهارات مثل الكتابة والقراءة والمحادثة والاستماع ستحظى بالمساحة والوقت الكافي.
كما تساءلت عما إذا كانت الأدوات اللازمة للاستماع متاحة في المدرسة والفصل، وفيما يتاح للطلاب كتابة مقال أسبوعياً خلال الحصة الدراسية، وإعطاء ردود فعل حول الإملاء وعناصر الموضوع وزمن الأفعال والأفكار والمحتوى.
وتابعت تسألها إذا كان يتاح للطالب فرصة المحادثة مع زملائه داخل الفصل، وفيما إذا كان يمكن للطالب الاستماع بشكل فردي وإعادة ما استمع إليه بلغته الخاصة وهل يتم استخدام تكنولوجيا التعليم والتعلم والاتصالات في تنفيذ المحتوى.
وأضافت زريقات لـ”صدى الشعب” أن كل هذه الأمور تتطلب تدريباً وتأهيلاً وتوفير الأدوات اللازمة والوقت والبيئة المناسبة.
وأشارت إلى أن القيادة الصفية هي الأمر الهام والأساسي، حيث يجب تدريب المعلم حديث التعيين عليها، ليتقن من خلالها استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة المتنوعة، واستراتيجيات التقويم الواقعية وأدواتها، ويتعرف على أنماط شخصيات الطلاب وأساليب التعلم الخاصة بهم، سواء كانت سمعية أو بصرية، ويميز الاستعداد الخاص بالطالب وطبيعته وكل ذلك يحقق الفائدة المرجوة.
واستغربت المقارنات مع المدارس الخاصة، حيث أكدت أن هناك فرقًا بين البرنامج الوطني والبرنامج الدولي، وأنه يجب أن تكون المقارنة بين الطلاب في المدارس الحكومية والبرنامج الوطني في المدارس الخاصة فقط.
وأضافت أنه ليس من المنطقي أن يُفترض أن جميع طلبة المدارس الخاصة بالبرنامج الوطني متمكنون باللغة الإنجليزية، وأن غالبية المعلمين فيها حديثي التخرج والتعيين، ولكن المعلم في المدرسة الخاصة يبذل قصارى جهده لكي لا يخسر وظيفته، ويلتزم ولي الأمر بمتابعة تقدم طفله بشكل حثيث لأنه يدفع رسومًا مدرسية بجهده وتعبه.
وأوضحت أنه في تدريس اللغة الإنجليزية للصفوف الثلاثة الأولى، يقوم معلم الصف المختص باللغة الإنجليزية بتفعيل استخدام البطاقات التي تربط الحرف بالكلمة لتعزيز ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب، ويُستخدم المواد التعليمية الملموسة والبصرية كأداة رئيسية في تحقيق الهدف المنشود للتعلم، خاصة مع تطور التكنولوجيا.
وأكدت على ضرورة إعادة النظر في الأمور السابقة وإشراك المعلم في ورش العمل والدورات ذات القيمة المضافة، بدلاً من التدريب النظري فقط.
ودعت إلى إعادة النظر في آلية اختيار مساعد المدير والمدير والمشرف التربوي والقيادات التربوية والمعنيين بذلك، مضيفة أنه يجب متابعة المعلم بشكل إرشادي وتوجيهي تخصصي، وتفعيل الشراكة المجتمعية اللازمة، وتفعيل مجالس التطوير التربوي ومجالس الآباء والأمهات، وتحفيز المعلم والطالب وتعزيزهما.
بدوره قال الخبير التربوي حسام عواد إن العديد من المدارس الخاصة تعتمد نموذج الثنائية اللغوية، حيث تستخدم المنهاج الوطني وتدرس العلوم والرياضيات بالإضافة إلى المواد الأخرى في المراحل الأساسية.
وأضاف لـ”صدى الشعب” أن المدارس الخاصة تولي اهتمامًا كبيرًا للغاية باللغة الإنجليزية كمتطلب من أولياء الأمور، حيث تُعتبر هذه المادة ذات أولوية في اختيار المعلمين، مشيرًا إلى أن بعض المدارس الخاصة تدرس مناهج أجنبية، وبالتالي فإن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية للدراسة في تلك المدارس.
وأشار إلى أن المدارس الخاصة تقوم بتنظيم أنشطة لامنهجية تتعلق باللغة الإنجليزية، مثل المسابقات، بالإضافة إلى ضغط أولياء الأمور بهذه الناحية وحرص إدارات المدارس الخاصة على تعزيز قوة اللغة الإنجليزية، لافتا إلى أن ذلك الأمر يعتبر ميزة تنافسية رئيسية للمدارس الخاصة، وهو السبب الرئيسي في تفوقها على المدارس العامة في مجال اللغة الإنجليزية.
وأوضح أن تعلم اللغات في المدرسة يتطلب عددًا محددًا من الطلاب في الفصول الدراسية، حيث يعتبر اكتظاظ الفصول عائقًا لعملية التعلم، لأن تعلم اللغات يتطلب التفاعل والممارسة، ولا يمكن تحقيق ذلك في فصول مكتظة إلا من خلال التلقين.
وأكد على أن الاكتظاظ في المدارس الحكومية يشكل عقبة أمام المعلمين في تنفيذ استراتيجيات التعلم التفاعلي أو النشط، مشيراً إلى أن هذه الأسباب تجعل الفجوة بين المدارس الحكومية والخاصة موجودة.
وبين إن المعلم بحاجة لدورات متخصصة خصوصا في ظل المناج الجديدة التي لا يمكن تدريسها بالطرق التقليدية وذلك لأنها ثرية وقوية وتحتوي على عمق وفيها ثرى لكن بحاجة معلم قادر على تغيير أساليبه واستراتيجياته وذلك يتطلب من وزارة التربية الحاق المعلم بدورات تدريبة بالإضافة إلى إعطائه حوافز.
وأشار إلى أن المعلم بحاجة إلى دورات تدريبية متخصصة، خصوصا في ظل المناهج الجديدة التي لا يمكن تدريسها بالطرق التقليدية، نظرا لثراءها وقوتها وعمقها، ولكن يحتاج المعلم إلى أن يكون قادرًا على تغيير أساليبه واستراتيجياته ، مؤكداً على أن ذلك يتطلب من وزارة التربية توفير دورات تدريبية للمعلمين، بالإضافة إلى منحهم حوافز من أجل تحسين أدائهم.
وأشار إلى أن البيئة المدرسية هي عامل مؤثر، حيث كلما كانت أكثر انضباطا، زادت فرص التعلم وهذا يتضح في المدارس الحكومية، حيث تظهر فروقات واضحة بين مدارس الإناث والذكور، حيث يكون الأداء في مدارس الإناث أفضل بسبب انضباطها الأعلى، وحتى مستوى أداء المعلمين يكون فيها أفضل.