تكلفة زراعة الكلى لزمرة الدم غير المتطابق تصل إلى 24 ألف دينار
المستشفى يقدم كافة التخصصات الفرعية باستثناء الخداج والتوليد
زيادة اعداد الأسرة بالعناية المركزة لـ 34 سريراً
الأدوية الحيوية اللازمة للمواطنين متوفرة بالمستشفى
أعداد المراجعين للمستشفى تصل لـ4 آلاف مراجع يومياً
المستشفى حقق انجازات طبية لم تتحقق بمنطقة الشرق الأوسط
العاصمة بحاجة إلى مستشفى حكومي ثالث
صدى الشعب – سليمان ابو خرمة – رغد الدحمس
كشف مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور كفاح أبو طربوش في حوار مع صحيفة (صدى الشعب)، عن التحديات التي تواجه المستشفى في هذه المرحلة وأهمها الزيادة الهائلة في عدد المراجعين لأقسام المستشقى المختلفة، والتي يُعزى سببها إلى الوضع المادي الصعب للمواطنين بشكل عام، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، بالإضافة إلى توسع نطاق التأمين الصحي لكبار السن وزيادة العدد السكاني في العاصمة عمان.
وأشار أبو طربوش إلى أن معدلات الإحصاء اليومية للمراجعين للمستشفى تقدر بحوالي 2500 إلى 3000 مراجع يوميًا، بالإضافة إلى زيارة بعدد المراجعين للإسعاف والطوارئ تقدر بنحو الف مراجع ، مما يفرض ضغطا هائلا على جميع مرافق المستشفى، بما في ذلك المصاعد والحمامات والمرافق الصحية المختلفة .
كما أوضح أن الاكتظاظ في المستشفى يعود إلى توفر التخصصات النادرة التي تجذب المرضى من خارجه، مشيرًا إلى أن التوسع ببناء مبنى إضافي أو توسيع المساحات القائمة هو الحل الأمثل لتقديم خدمات التوليد والخداج التي يفتقدها المستشفى.
وأضاف أنه هناك خطة لاستحداث قسمين جديدين للتوليد والخداج في السنوات المقبلة ، بهدف تمكين المستشفى من تلبية احتياجات المجتمع بشكل أفضل وتحقيق التميز في تقديم الخدمات الطبية.
تأسيس مستشفى الأمير حمزة
ويعيد أبو طربوش التذكير إلى أن، المستشفى تأسس عام 2006 في العاصمة عمان، مضيفا أن كلفة بناء وتجهيز المستشفى بلغت 56 مليون دينار أردني، ما يعادل تقريباً 75 مليون دولار.
وأضاف أنه حصل على الاعتراف من المجلس الطبي الأردني كمستشفى تعليمي في عام 2010 وهو مستشفى حكومي يتمتع بنظام اللامركزية.
وقال انه الوحيد الذي يتبع لوزارة الصحة يعمل بنظام مالي وإداري مستقل، والذي يُعرف بنظام المستشفى رقم 90 لعام 2008، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن هذا النظام يبدو وكأنه يُشجع على خصخصة المستشفى واستثمار العلاج، إلا أن الواقع يظهر أن المستشفى يستفيد من نظام خاص يتيح له الحصول على ميزات مالية وإدارية مستقلة.
مستقلون مالياً و إدارياً
وفيما يتعلق بالنظام المالي، أشار ابو طربوش إلى أن المستشفى يتمتع بميزانية مستقلة تختلف عن ميزانية وزارة الصحة، مما يسمح له بتلبية احتياجاته المالية الخاصة، مضيفاً أن هذه الأمر يتيح للمستشفى إجراء عطاءات ومشتريات مستقلة عن الوزارة، بما في ذلك الأشغال والأدوية، عبر دائرة المشتريات العامة كما تفعل المؤسسات الحكومية الأخرى.
وفيما يتعلق بالنظام الإداري، بين أن المستشفى يديره مجلس إدارة مستقل برئاسة وزير الصحة، ويتكون من كبار الموظفين وخبراء طبيين، مشيراً إلى أن المجلس يجتمع بانتظام لمناقشة مشاكل المستشفى والبحث عن الحلول المتاحة، مما يجعلها مستقلة في اتخاذ قراراتها وتنفيذها.
وأضاف أنه بفضل هذا النظام، يعمل المستشفى بفعالية ويسير بثبات نحو تحقيق أهدافه، مما يعزز مكانته كمركز طبي مرموق وموثوق في تقديم الرعاية الصحية للمجتمع، مشيراً إلى أن المجلس يضم بعضويته الأمين العام في وزارة الصحة، بالإضافة إلى مدير الخدمات الطبية وعميد كلية الطب في إحدى الجامعات الأردنية.
وأكد أن المستشفى يواصل تقديم الخدمات الطبية بفعالية، على الرغم من التحديات التي يواجهها، ويسعى جاهدًا للتكيف مع الزيادة المتواصلة في الطلب على الخدمات الصحية، مضيفاً أن هذا يجعله مركزًا طبيًا متكاملًا يستحق الفخر والثقة من قبل المجتمع.
وبين أن المستشفى يلعب دورًا مهمًا في تقديم الخدمات الطبية المتخصصة، حيث يقدم مجموعة واسعة من التخصصات الفرعية، بما في ذلك التخصصات النادرة التي لا تتوفر في معظم المستشفيات الأخرى، باستثناء خدمة التوليد والخداج.
توفر التخصصات كافة في المستشفى
وأكد الدكتور أبو طربوش أن توفر كافة التخصصات الفرعية – في مستشفى الأمير حمزة يجعله الوجهة الأفضل للمرضى الذين يبحثون عن الرعاية الطبية المتقدمة والمتخصصة.
ولفت الى توفر تخصصات الفرعية في المستشفى، مما أدى إلى تحقيق انجازات طبية لم تحقق حتى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم إجراء عملية زراعة كلى المرضى دون توافق زمرة الدم، وهو إنجاز غير مسبوق في الأردن والدول المجاورة.
وأكد أن هذه الإنجازات ليست فقط تقنية، بل لها تأثير إيجابي على مستوى الوطن ، وهذا الأمر يعزز من السياحة العلاجية ، الامر الذي يجعل من الأردن وجهة مفضلة للمرضى من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أنها توفر حلولا لمشكلة عدم توافق زمرة الدم للمتبرعين.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات تبرز التطور الطبي الذي يحققه الأردن وتجعلنا فخورين بما يحققه الفريق الطبي في مستشفى الأمير حمزة، حيث تتضمن التدخلات الطبية النادرة إجراء عمليات جراحية.
إزلة ورم دماغي – خلال اتصال هاتفي
ولفت الى ان الفريق الطبي قام بعملية إزالة ورم دماغي لمريض وهو تحت “البنج الموضعي” و هو يجري اتصالاً مع أهله عبر الهاتف، مشيرا إلى أن إجراء عمليات الديسك تحت البنج الموضعي بالمنظار أصبحت يومية، مما يساهم في تقليل مدة البقاء في المستشفى.
وأضاف أن المستشفى يتميز بإجراء عمليات نادرة مثل جراحة تشوهات العمود الفقري، وبرنامج زراعة القوقعة بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد، بالإضافة إلى كونه المستشفى الأول في تقديم خدمات جراحة القلب.
تطوير قسم القلب في المستشفى
وأشار إلى أن المستشفى بدأ في عام 2010 العمل على تطوير قسم قلب الأطفال، حيث تم العمل في الفترات الماضية على إجراء قسطرة القلب وعلاج التشوهات القلبية للأطفال عن طريق القسطرة.
وأكد على التوسعات التي تمت على قسم العناية المركزة، حيث زاد عدد الأسرة إلى 34 سريرًا بعد أن كان 17 سريرًا، كما تم عمل أقسام تخصصية في الباطنية والجراحة وجراحة الأعصاب وجراحة القلب ورعاية الأطفال، مشيراً إلى أن هذه التحسينات ساهمت في تحسين نتائج العلاج بشكل عام، نظرًا لتخصص وخبرة الأطباء في هذه التخصصات الفرعية.
وأشار إلى أن برنامج زراعة الكلى من أولى البرامج في المملكة، حيث تمت اجراء أكثر من 400 عملية زراعة كلى بنسب نجاح تصل إلى 96-97%، وهذا الرقم يضاهي المراكز العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وأكد أن زراعة الكلى تقلل من حاجة المرضى لجلسات غسيل الكلى المكلفة، حيث يحتاج المريض إلى غسيل الكلية لمدة تصل إلى ثلاث مرات في الأسبوع، مما يؤثر على جودة حياته واستقراره المهني، مشيراً إلى أن زراعة الكلية لها أثر إيجابي كبير على الحياة اليومية والمهنية للمرضى.
وأضاف أن التكاليف المالية لزراعة الكلى لمريض من غير ذوي المريض درجة أولى أو ثانية تكون اكثر تكلفة بثلاثة أضعاف مقارنة من ان يكون من ذوي المريض درجة أولى، حيث من الممكن أن تصل إلى 24 ألف دينار، والتكلفة في حال كانت زمرة الدم متطابقة تقدر بـ 7 آلاف دينار، مشيراً إلى أن المستشفى وبدعم المجتمع والجهات الحكومية لتوفير الرعاية الطبية للمرضى الأردنيين، وذلك عبر صندوق الكلى للتأمين الصحي الذي يتكفل بنصف المبلغ أو كامله.
وأكد على أن زراعة الكلى تعتبر استثمارًا مهمًا في جودة حياة المرضى وإعادة إدماجهم في المجتمع، وهو ما يتطلب التفكير في الفوائد الطويلة الأجل للمرضى بالإضافة إلى التكاليف المالية الحالية.
مطالبات العاملين بالمهن المساندة
وفيما يخص مطالبات العاملين بالمهن المساندة أكد أنه لا علاقة للمستشفى في مطالبات العاملين بالمهن المساندة، إلا أنه كان هناك مطالبات في الفترة الماضية لتحسين ظروفهم المعيشية بالمقارنة بزملائهم، مشيراً إلى أن المستشفى يقف مع جميع الزملاء العاملين به.
وفيما يخص شكاوى نقص الادويه أشار إلى أن المستشفى له عطاءاته الخاصة المختلفة عن وزارة الصحة ويحكمها العديد من الأنظمة، مشيراً إلى أنه عادةً ما يكون هناك نقص في بداية ونهاية السنة المالية، ولكن في الوقت الحالي ليس هناك نقص في الأدوية.
الأدوية متوفرة
وبين أنه كان هناك نقص في بعض الأدوية في بعض الفترات الماضية، ولكن البديل كان متوفرًا في صيدليات المستشفى وبأسعار أقل، مؤكدًا على أن الأدوية الحيوية اللازمة للمواطنين متوفرة في المستشفى.
وحول تدريب الطلبة في المستشفى أشار إلى أنه هناك شراكة بين المستشفى الأمير حمزة والجامعة الهاشمية لتدريب طلاب الطب، مؤكدًا على أن المستشفى يعتبر تعليميًا بالدرجة الأولى وأقرب حتى للأكاديمي، وأن هذه الخصائص تعتبر إيجابية في أي مستشفى.
وأضاف أنه هناك العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من تدريب الطلاب في المستشفى، مثل التطور العلمي المستمر من خلال المستشفيات التعليمية، مشيرًا إلى أنه من المهم على المجتمع أن يقبل وجود الطلاب المتدربين من أجل الاستفادة منهم في المستقبل.
وحول حاجة العاصمة لمستشفى اخر بسبب النمو السكاني أكد على أن وجود مستشفى ثالث يمكن أن يخفف العبء عن المستشفيات الأخرى، خصوصا مع الزيادة المتزايدة في عدد المراجعين، مبيناً أن مستشفيات المحافظات لا تشهد الضغط الهائل الذي يحدث في مستشفيات العاصمة، وذلك بسبب النمو السكاني، بالإضافة إلى التحويلات التي تتم من المحافظات إلى مستشفيات العاصمة.
وحول امكانية انشاء صندوق دعم للمستشفيات الحكومية من قبل المجتمع أكد أن التفكير بإنشاء جمعية، سواء تحت مظلة وزارة الصحة أو تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية أو بتوجيه من الأوقاف، صعبة خصوصاً مع القيود المفروضة بموجب القانون على الهبات بكافة الأشكال.