صدى الشعب – كتبت م . أماني الخلايلة
لابد أن يدرك الإقليم والعالم أن هنالك نقلة نوعية سياسية حدثت، قلبت الموازين وخلقت معادلة جديدة ستخضع لها كُبرى الدول ومن يواليها! إن أبعاد السياسة ما قبل 7 أكتوبر تلاشت تمامًا وفرضت واقعًا جديدًا، وعلى المنطقة أن تعي ذلك جيدًا وألا يستبق أحدًأ النتائج ولا يبالغوا في الرهان على قوة اسرائيل ونجاح مهمتها في غزة بسهولة.
ما فعلته المقاومة في 7 أوكتوبر تمامًا كمن يرمي قنبلة بشكل مباغت في ليل صيف هادئ ! فتوقيت المهمة حسب القراءات التحليلية الأولية مفادها أن حماس على علم استخباراتيًا بمخطط قُرب إنهاء القضية الفلسطينية تمامًا، وتسليم مفاتيح القدس للكيان الصهيوني بعد جملة تطبيع لدول الإقليم تلغي ضمنيًا تعريف إسرائيل كعدو، فكان هذا التاريخ المفصلي تاريخًا مهمًا أعاد الروح للقضية الفلسطينية وعروبتها بعد أن باتت على مشارف النسيان، وأججت حق الجغرافية في الدم الفلسطيني الثائر، كما أعادت الصراع مع الكيان الصهيوني لأجيال قادمة إلى الصفر برغم كل محاولات اسرائيل عبر عقود زمنية بطمسها.
بالتزامن مع الواقع الجديد، ارتسمت عدة سيناريوهات مفروضة لا تتسع لأي خيارات أخرى، والأقرب بقاء قيادة حماس في قطاع غزة وانتصارها في الوقت الراهن، مما استوجب خلق صراع إسرائيلي بين تياراته وقياداته وشعبه وتفكك داخله مع دخول دولة الإحتلال عقدها الثامن، وهذا ما حدث فعلياً ! لكن هذا السيناريو يتصادم مع الواقع الوجودي الإسرائيلي الذي صنعته أمريكا والغرب منذ أكثر من قرن كجبهة متقدمة ونقطة استراتيجية في الشرق الأوسط في أي مواجهة محتملة.
ومن جهة أخرى، يشكل وجود إسرائيل لأمريكا والغرب معبرًا آمانًا لطموحاتهم ومخططاتهم السياسية والإقتصادية القادمة والمتمثلة بتشكيل الحلف الدفاعي في الشرق الأوسط لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ونقل إسرائيل من تنظيم إيكوم إلى سينتكوم، حيث تضمن هذه القيادة المركزية الجديدة في الشرق الأوسط تأمين ظهر أمريكا وإضعاف إيران والتفرغ للنفوذ الصيني والروسي السياسي وتقييده بعد فشل مهمتها في حرب أوكرانيا، ومن جهة أخرى تأمين منطقة مستقرة للممر الهندي الإقتصادي لمحاصرة نفوذ قوة الصين والتضييق تمامًا عليها، مما يتطلب الحفاظ على نفوذهم في الشرق الأوسط والمتمثل بإسرائيل، فكان لا بد من خوضها مجبرة ضمار الحرب على قطاع غزة بدعم لامحدود أمريكي وغربي ودعم بعض دول الإقليم التي تحالفت مع أعتى تيارات إسرائيل العقائدية حتى نهاية المطاف.
قرأ العقل السياسي للدولة الأردنية المشهد مبكرًا، ورأى أن الحفاظ على الهوية الأردنية والمكون الشرعي يستلزم الحفاظ بقوة على الهوية الفلسطينية وكيانها على أرضها. في حال انتصرت إسرائيل وحققت هدفها بالقضاء على قيادة قطاع غزة والمتمثلة بحماس وتفريغ القطاع لسيناء مصر أو ترحيلهم لأوروبا ومن ثم تفريغ الضفة الغربية (التهجير الناعم) بإتجاه الأردن، سيشكل تهديدًا مباشرًا لسيادتها وزعزعة الجبهة الأردنية الداخلية والخارجية وتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار وأولها الأردن. من هنا جاءت تصريح خارجية الدولة الأردنية “أن حماس فكرة لا تنتهي” الداعم ضمنيًا ومنذ الأزل لحق المقاومة الفلسطينية والرافض قطعًا للتهجير وتفريغ الداخل الفلسطيني وتصفية القضية على حساب دول الجوار وإفشال مخططات العدو.
بعد ستة أشهر من معركة طوفان الأقصى ودخول إسرائيل الحرب بدعم لامتناهي من حلفاءها برًا وبحرًا وجوًا، السؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هي النتائج التي وصلت إسرائيل لها؟ إن المناخ العام لدى المحللين السياسيين والعسكريين من داخل الكيان الصهيوني يتحدثون برؤيا سلبية تمامًا عن استمرار الحرب والنتائج الأولية وما آلت إليه لعدة أسباب:
1. إنعدام الكفـاءة لـــدى القيادات التي تحكم اسرائيل الآن وضعف المؤسسات الأمنية وإنهيار سمعة الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
2. الفشل العسكري الذريع وبصفر نتائج، وحرف بوصلة العدوان عن هدفها الأساسي وهو السيطرة على القطاع إلى مرحلة تدمير كامل للبنية التحتية واستهداف المدنيين باستراتيجية معدومة بعد وصول إسرائيل لقناعة تامة بأن الفصائل الفلسطينية راسخة وباقية وتتمدد وانتصرت عسكرياً.
3. انشقاق عميق بين المكون الاسرائيلي نفسه وتياراته واتساع الفجوة بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي وسنشهد في قادم الأيام استقالات لأعضاءه وهذا ما يخشاه نتنياهو.
4. الفشل الذريع لأدوات البروبـاغاندا الصهيونية عالميـاً بنزع إنسانية الإنسان الفلسطيني واستحقاقه للقتل، وحتى المعركة الرقمية التي يخوضها الجانب الإسرائيلي من خلال نظام تكنولوجي متطور قادر على القيام بحملات تأثير جماعية عبر الإنترنت خسرتها مسبقاً.
5. ستواجه إسرائيل في المستقبل القريب كارثة إقتصادية بعد حرب أثقلت كاهلها عملت على رفع نسب البطالة بسبب خسارة أغلب جند الإحتياط لوظائفهم، مما ستقف أمام منحدر رفع الضرائب لسد الخلل مستقبلاً لم يعتاد عليها مسبقاً الشعب الإسرائيلي وما سيترتب عليه من تبعات.
6. تردد دعوات لإضراب عام في الداخل الإسرائيلي من قبل عدة جهات كالأسر المتضررة من الحرب والجمعيات الخيرية والشركات والمحال التجارية لإيقاف الحرب التي استنزفتهم إنسانياً وإقتصادياً وأوصلت دولتهم المزعومة للإنهيار.
7. تضليل لرأي العام الإسرائيلي وتزييف الواقع بإدعاءات كاذبة صدرت من وزير الدفاع الاسرائيلي حول إعادة المستوطنين لغلاف غزة ويستحيل ذلك مع تواصل إطلاق صواريخ المقاومة، لذلك لن ينعم المستوطنين بالأمان ولن يعودوا البتة، ويترتب عليه تدمير ١٠٠٪ للقطاع الزراعي والحيواني لإسرائيل والمتمركز في غلاف غزة.
8. إنهيار الإقتصاد والسياحة وجلب الأيدي العاملة وارتفاع الشركات الاسرائيلية المتعثرة.
9. الهجرة العكسية لليهود وعودتهم لمواطنهم الأصلية وإرتفاع المخاوف لدى يهود العالم من عمليات إنتقامية.
10. تعطلت مخططات رئيسية لسنوات طويلة وخسارة الكيان لمؤسسات إنسانية داعمة ومنظمات اجتماعية.
والأهم أمريكا خسرت استثمارها الإسرائيلي منذ أكثر من قرن في لحظة لم يتوقعها العالم، وهناك خسائر كبيرة عسكرية وإقتصادية ستجنى في قادم الأيام. أما حماس أذهلت العالم بالتطوّر الكبير لجهاز استخباراتها بعد ١٧ عام من حصار صارم للقطاع، طورت خلالها من أداء المقاومة وأسلحتها العسكرية المحاكية للأسلحة المتقدمة بمقومات محلية تفوقت في ساحة القتال، مما مكنها على إختراق حصون إسرائيل والوصول لقاعدة “يركون- 8200” والحصول على أسرار استخبارتية في غاية الأهمية تدعم معركة طوفان الأقصى، مما استشاط غضب الكيان الصهيوني وأربك كافة أركانها وعملائها. أضف إلى ذلك، شبكة أنفاق حماس عميقة ومعقدة تستحيل بوجودها سيطرة إسرائيل على أراضي غزة، كما أن الفصائل الفلسطينية جندت عملاء في إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية تفيدهم بتقارير مستمرة عن الجيش الإسرائيلي، وامتلاك حماس لفريق استخباراتي عسكري خاص رفيع المستوى تصدى لمهمة اغتيال قادة جيش إسرائيل بعدد ونوعية ورُتب عليا، والفيصل في تفوق المقاومة القراءة الميدانية لذلك على كافة الأصعدة وأبسط الأمثلة من ساحة الميدان وكما يلي:
1. الأرقام الحقيقية المرتفعة جداً والتي يخفيها الإحتلال من القتلى ويحاول تزييفها إعلامياً. ويتلخص ذلك من تصريح لقائد نخبة النخبة في لواء جولاني حيث قال: “بعد الحرب سنبكي كثير على عدد من خسرناه من جنودنا في حرب غزة” بالرغم من الضغط الكبير من حكومة نتنياهو على القيادات بعدم التصريح.
2. المستشفيات الإسرائيلية التي تضج بجرحى جنودهم، وتأثيرات الحرب المدمرة شكلت لهم إعاقات دائمة واضطرابات نفسية مزمنة وسلوكية عنيفة وتبعاتها.
3. لقد تم سحق قيادة اللواء الجولاني وجنوده علماً بأن هذا اللواء هو الذي هزم جيوش العرب عام ٦٧، بالإضافة إلى سحق لواء ناحال ولواء المظليين ولواء الكوماندوز ولواء عوز ولواء كفير ولواء غيفعاتي ولواء بيسلماخ.
ومع ذلك ما زال الضخ الأمريكي للأسلحة الحديثة والقنابل المتطورة عبر بوارجها وطائراتها على قدم وساق، متجاهلة الداخل الأمريكي المضطرب وسلطة مجلس الشيوخ، ولولا هذا التعزيز الأمريكي الغربي لاختلفت المعادلة تمامًا. أضف إلى ذلك الميناء الذي يتم بناءه حاليًا من الأمريكان على سواحل غزة وبدعم إسرائيل وبعض دول الإقليم ضمن إطار زمني قرابة الشهرين لاحكام القبضة الأمريكية والتهجير القسري للنازحين عبره والاستحواذ على الآبار البحرية الفلسطينية من الغاز الطبيعي الغزاوي ذو المواصفات العالية عالميًا، وكل تلك المحاولات تندرج لإنجاح مهمة غزة.
اليوم، وبرغم حصيلة الشهداء من المدنيين والتي قد تتجاوز ٥٠ ألف شهيد، وتدمير البنية التحتية للقطاع بشكل هستيري بنسبة تتجاوز85% لإعدام السلطة المدنية المتمثلة بـحماس، وارتباطها الوثيق بشرط ملف إعادة الإعمار من قبل دول متصهينة تولت الأمر لاحقًا مقابل تنازلات قيادية سياسية للقطاع في حال انتصرت اسرائيل ، إلا أن الجيش الصهيوني المهزوم فقد خاصية التقدم وإن كان هناك تقدم فهو ضعيف لا يحقق أدنى نتائج، مما وضع حكومة نتنياهو في وضع حرج قاب قوسين أو أدنى.
وبعد شهورِ من حرب غير متكافئة على القطاع لم تتفوق فيها اسرائيل إلا بضربة نوعية لحماس لترد اعتبارها وهي اغتيال العاروري، المقيم على أراضي اللبنانية الجنوبية بتشاركية مع أدواتها الممتدة هناك. وتستكمل إسرائيل مسرحياتها الهزلية في الإقليم لتغطية فشلها العسكري خلال حربها على قطاع غزة بعد عملية الاغتيال بإدخال مواد إعلامية في الإقليم موازية لحرب غزة تنحصر:
1. بإحياء سيناريوهات داعشية مختلقة في المنطقة كتفجير كرمان في إيران وسيمتد لدول بعد الفيتو الروسي ، كأداة أمريكية وغطاء يخدم تواطؤ أذرع إسرائيل في هذه المسرحية لهدفين:
– توجيه بوصلة الإعلام العالمي عن الإبادة الممنهجة للمدنيين الفلسطينيين داخل القطاع.
– إشغال العالم الإسلامي والعروبي عن قضية أشقائنا الفلسطينين وحقهم في بلادهم.
2. مناورات الحوثي الهلامية وبلا نِتاج في باب المندب والبحر الأحمر.
3. توقيت نشر بعض أسرار ملف جيفري ابستين من قبل اللوبي اليهودي في أمريكا لتشتيت الرأي العام الأمريكي المضطرب وإشغاله عما يجري في غزة في ظل الدعم الإمريكي الكبير واللامحدود لإسرائيل.
مع كل هذه المحاولات الإسرائيلية، بقيت الحرب الهمجية على قطاع غزة والإبادة الجماعية للمدنيين العُزل والحصار الصارم حديث الرأي العالمي. صاحب ذلك مطالب الداخل الإسرائيلي بعودة الأسرى بأي ثمن وتنحي نتنياهو من المشهد السياسي والتفاوض على حل الدولتين، مما يعني أن إسرائيل فشلت فشلًا ذريع في حربها على غزة وأعادتها إلى الصفر في تاريخها، وهذه النتائج ستقلب الموازين مع إقتراب الإنتخابات الأمريكية الحليف الأول وقادم الأيام ستشهد!
أضف إلى ما سبق، تم تقزيم إسرائيل عالمياً وزرع الإنقسام في الغرب الصهيوني وتصدع مفهوم الصهيونية المتماسكة، وشل عمليات إسرائيل العسكرية تدريجياً داخل القطاع بعد تقديم دولة جنوب أفريقيا بدعوى إلى محكمة العدل الدولية تدين بها دولة الإحتلال بالإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين الغزاويين بمرافعة قانونية رفيعة المستوى شاملة الدلائل لا يشوبها خلل.
توشك الحرب على نهايتها كل من وجهته مع الوساطة القطرية لوقف إطلاق النار، أما الفصائل الفلسطينية (المقاومة) وضعت شروطها على طاولة مجلس الحرب الإسرائيلي والمتضمنة ما يلي:
1. وقف شامل للعدوان.
2. انسحاب كامل لقوات الإحتلال الإسرائيلي من القطاع.
3. تأمين الإيواء للنازحين وإعادة الإعمار.
4. رفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى.
ولم يتم الاتفاق حتى اللحظة على وقف إطلاق النار الدائم من الطرفين بما يتوافق مع مطالب حماس، إلا أنه وبالأمس فوجئ العالم بمقترح أمريكي يتضمن لأول مرة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، لكن بما يتناسب مع خططها وورقة هشة والأخيرة لإنقاذ الجانب الإسرائيلي وحفظ ماء وجهها، مضامين المشروع الأمريكي يقنن وجود إسرائيل داخل القطاع وحكمه، تحرير الرهائن الإسرائلية بلا شروط ولا عودة للنازحين الغزاويين لأرضهم، وإفلات الكيان الصهيوني من العقاب دوليًا بمنحها الغطاء القانون من قبل مجلس الأمن في حال تم الموافقة على المقترح، وعلى حين غرة جاء الفيتو الروسي الصيني كصفعة عالمية للصهاينة والأمريكان وحرق الورقة الأخيرة لديهم بالموقف الروسي الصيني المشترك.
كل هذا يرسخ أن حماس تحولت من فكرة إلى دولة وإلى استراتيجية دولة، دولة تتطور في أهدافها بعقيدة راسخة وشرعية جغرافية بوصلتها القدس وفلسطين بأكملها! والمطلوب من المقاومة بكافة فصائلها على الدوام توحيد وتطوير وإعادة صياغة خطاب الإعلام العسكري في السلم والحرب للحفاظ على شرعية القضية الفلسطينية عالميـًا والتصدي لمساعي دول بعينها إقليميًا وعالميًا لإدراج المقاومة الفلسطينية الحرة على قوائم الإرهاب. أما فيما يتطلب من الدول العربية أن تدعم صمود غزة للنهاية سرًا وعلنًا حسب مقدرتها، وأن تتجاوز مواطن الاختلاف مع حماس من سردية أيديولجية، وأن تتماسك وتعيد ترتيب جبهاتها الداخلية للتصدي لإي احتمال يمكن أن يتبع تتوسع فيه رقعة المواجهة إقليمياً وهذا تطمح له إسرائيل.
لقد أدركت قيادة الدولة الأردنية الفذة وخارجيتها مبكرًا هذا الأمر وأدارت المشهد بذكاء من الحد الشمالي والشرقي والغربي والجبهة الداخلية ومنع تسيسها لحماية دولتها وسط هذا الصراع الإقليمي الذي لا يستكين. وعلينا أن لا نغفل أن إسرائيل المرهقة في الوقت الحالي ستستكين لإستعادة قواها بتوافر النزعة الإستعمارية الغربية والأمريكية وأهمية دور هذا الكيان في المنطقة، مما يفرض الدعم المطلق لإسرائيل لحسم صراع القوى بين أقطاب العالم، وتلاقت هذه المطامع مع الطموح الإسرائيلي لخَلق وطن يجمع شتاتهم واستكمال مشروع ألــون ودولتهم المزعومة.
مع كل هذه المعطيات، لا نستطيع التكهن بما هو قادم لكننا ندرك اليوم تماماً أن الشرق الأوسط أصبح صفيحاً ملتهبًا بعد 7 أوكتوبر، وأن العالم اليوم يقف على أعتاب مخاض ربيع قادم غامض المعالم تتصارع فيه كُبرى القوى مع شرعيـــــــــــة الجـغرافـيـــــــــا.
الكاتبة، م . أماني تيسير عبد الكريم الخلايلة، رئيـــس ملف الطاقة – الحــــــزب الوطني الإسلامي