عندما تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم اكثر من خمسين منزلا في النقب المحتل ،تعود لمالكين فلسطينيين وينتج عن ذلك القاء اكثر من خمسين اسرة في العراء بلا مأوى،فان ذلك يعني ممارسة ابشع انواع التطهير العرقي والعنصرية والفاشية المفرطة، ضد الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة.
عندما يتهمك من اغتصب ارضك بالقوة وأقام وطنا مصطنعا مزيفا فيها ،بأنك تسرقها وانت صاحبها الشرعي والاصيل،ويغتصبها مرة ثانية، ويبعدك عنها ،فان ذلك من اقسى انواع الظلم والقهر والابتزاز .
الاحتلال الذي دمر قطاع غزة بالكامل تقريبا،ها هو يقوم باعمال التدمير والهدم الممنهج والمنظم،شمال فلسطين المحتلة عام 48،وطرد السكان الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وتجمعاتهم،واحلال المستوطنين مكانهم ،والعمل على حشر الفلسطينيين وتجميعهم في اضيق مساحات ممكنة ،والتضييق عليهم وخنقهم اقتصاديا واجتماعيا واداريا ،ومنعهم من الحركة والبناء،لتوفير اكبر واوسع مساحات من الاراضي لصالح المستوطنين ،ويمارس الاحتلال نفس السياسة في القدس والضفة الغربية المحتلة ،فهو يهدم بيوت ومنشآت ومؤسسات الفلسطينيين ،ويبني المستوطنات ويستقدم المستوطنين ،لابتلاع الارض وطرد السكان الاصليين اصحابها الشرعيين منها.
ثلاثة مسارات عدوانية يمارسها الاحتلال في فلسطين التاريخية ،تقوم على التطهير العرقي والعنصرية والتهجير القسري ،واغتصاب الارض وتوسيع الاستيطان بضراوة ،واستمرار الابادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية،ورفض كل الحلول التي يمكن ان تؤدي الى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،وذلك لثلاثة اسباب ،الاول من اجل الاستمرار في تنفيذ المشروع الصهيوني التاريخي في فلسطين التاريخية،المتمثل باقامة الدولة اليهودية احادية القومية ،وضم جميع الاراضي الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه،والثاني ،الحفاظ على بقاء نتنياهو في السلطة واطالة عمر حكومته الفاشية العنصرية ،وتجنب السقوط والاعتقال سواء في السجون الاسرائيلية او في محكمة الجنائية الدولية،والسبب الثالث ان وقف الحرب في قطاع غزة يعني تفجير الاوضاع الداخلية المحتقنة في الكيان الغاصب ،بسبب شدة الانقسامات الداخلية والخلافات في المستويين السياسي والعسكري وكذلك الامني ،والتراشق في الاتهامات وعدم تحمل المسؤوليات في امور واحداث كثيرة عصفت بالكيان خلال الاشهر السبعة الماضية.
نتنياهو وحكومته الفاشية اليوم في حالة صدام مع الادارة الامريكية ،وفي مواجهة مع المجتمع الدولي ،وتعاني ازمة داخلية حادة ،وتخوض حربا ضروس في قطاع غزة ليست لصالحها حتى الان،وحرب استنزاف على الجبهة اللبنانية ،وحرب متقطعة على الجبهتين اليمنية والعراقية ،وهذه الحروب مرشحة في اي وقت ان تتطور الى حرب اقليمية مدمرة.
ليس امام هذه الحكومة المجرمة بسياستها العدوانية الحالية،الا اشعال الحروب من اجل البقاء،لان وقف الحروب تعني النهاية المؤكدة لها .
السؤال المطروح ..كيف لا يقوى العالم اجمع على وضع حد لشخص بمفرده، مجرم حرب اسمه بنيامين نتنياهو.