صدى الشعب – وكالات
يعلم رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنّ موافقته على إبرام صفقة التبادل مع حركة (حماس) تعني أنّ حكومته السادسة ستسقط مُباشرةً، بسبب معارضة ما يُسّمى باليمين المُتشدِّد ووزراء متطرّفين من حزب (ليكود) بقيادته، الاتفاق مع (حماس) لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين سياسيين يقبعون في غياهب السجون الإسرائيليّة، علمًا أنّ معارضي الصفقة يُشكِّلون الأغلبية في المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغِّر ويُطالبون جهارًا نهارًا باجتياح رفح وعدم الولوج في صفقة تبادلٍ مع المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.
وطبقًا لمُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، فإنّ نتنياهو بات على استعدادٍ لفحص أفكارٍ كان قد رفضها قبل ثلاثة أشهر، ولكنّه مع ذلك ما زال يتحفّظ من توقيع صفقة التبادل بشروطها الجديدة، لافتًا إلى أنّه يُعتبر المعارِض الوحيد فيما يُسّمى بمجلس الحرب، إذْ أنّ الوزراء في المجلس المذكور، بحسب المُحلِّل الإسرائيليّ، يُفضّلون الصفقة على حساب اجتياح رفح، كما نقل عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب.
وشدّدّ المُحلِّل على أنّ وزير الخارجيّة الأمريكيّة، أنتوني بلنكين، قال أمس في الرياض، خلال زيارته للسعوديّة، إنّ المملكة وإسرائيل أصبحتا أقرب من أيّ وقتٍ مضى لإنهاء المفاوضات حول اتفاق التطبيع بينهما، بيد أنّ المُحلِّل استدرك قائلاً إنّ الأمريكيين يعملون على إضافة بندٍ جديدٍ وطموحٍ جدًا لصفقة تبادل الأسرى، والذي يهدِف إلى تحريك الجهود من أجل التطبيع بين تل أبيب والرياض، هذه الجهود الذي توقفت منذ بدء العملية العسكريّة الإسرائيليّة بعد هجوم (حماس) المُباغِت في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام المُنصرِم.
ولكنّ المصادر التي تحدّثت للصحيفة العبريّة أضافت أنّه في هذا الموضوع أيضًا فإنّ نتنياهو مُكبّل اليدين بسبب رفض الشركاء بالائتلاف من اليمين المتطرّف لأيّ خطوةٍ للاعتراف بحلّ الدولتيْن لشعبيْن، وبأنّ لسلطة رام الله بقيادة محمود عبّاس توجد وظيفةً مهمّةً في قطاع غزّة في اليوم التالي، أيْ بعد أنْ يضع العدوان الإسرائيليّ البربريّ والهمجيّ أوزاره.
على صلةٍ بما سلف، كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ المئات من جنود الاحتياط، والذين تلقوا الأوامر للانضمام للجيش تحضيرًا لاجتياح رفح، أبلغوا قادتهم بعدم استعدادهم للمُشاركة في الهجوم، لافتةً إلى أنّ الخطوة غيرُ المسبوقة في الحرب الحاليّة، تُعبِّر عن حالة التعب والإرهاق التي يُعاني منها الجنود، خصوصًا وأنّهم خدموا في القطاع حوالي أربعة أشهرٍ دون انقطاعٍ، وأنّ الضغوط على الجنود وعائلاتهم بات لا يُحتمل، حيث يعتقد الكثيرون منهم أنّهم ليسوا قادرين على تحمّل عبء الخدمة العسكريّة في قطاع غزّة مرّةً أخرى، وفق ما أكّده التلفزيون الإسرائيليّ.
إلى ذلك، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، اليوم الثلاثاء، النقاب عن أنّ إبرام صفقة التبادل أوْ اجتياح رفح سيتقرر خلال 48 ساعة أوْ 72 ساعة على الأكثر، لافتةً إلى أنّ الاستعدادات للعملية انتهت، وأنّ القائد العّام لجيش الاحتلال، الجنرال هرتسي هليفي، صادق على الخطط التي وضعها القادة بهدف القضاء على “آخر معقلٍ لحركة حماس في قطاع غزّة”، ولكن مع ذلك، أشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وعسكريّةٍ في تل أبيب قولها إنّه في حال القيام باجتياح مدينة رفح، جنوب القطاع، ستجِد إسرائيل نفسها وحيدةً دون أيّ دعمٍ من دول العالم، علمًا أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تتحفّظ على العملية، وفقًا للمصادر.
وأكّدت الصحيفة العبريّة أنّه إضافة للتحفظات الأمريكيّة على العملية و”خشيتها” من سقوط عددٍ كبيرٍ من المدنيين العُزّل، يجِب الأخذ بعين الاعتبار الضغط الأوروبيّ من قبل محكمة الجنايات الدوليّة، ومقرّها لاهاي في هولندا، والتي من المُتوقّع أنْ تقوم بإصدار أوامر اعتقال ضدّ نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانط وقائد الجيش هرتسي هليفي، إضافةً لعددٍ كبيرٍ من قادة جيش الاحتلال، وللتدليل على أهمية القضية، هو قرار نتنياهو بإدراج قضية أوامر الاعتقالات خلال جلسة الحكومة التي ستُعقد اليوم الثلاثاء، وفق ما نقلته الصحيفة العبريّة عن مصادرها في الكيان.
(رأي اليوم)