صدى الشعب – كتب داود عمر داود
تعتبر الاحتجاجات التي تشهدها أربعون من كبريات الجامعات الأمريكية، هذه الأيام، من الأوسع نطاقاً في تاريخها، والتي تأتي نصرة لفلسطين وأهلها، وضد إسرائيل، تحت شعار “الحرية لفلسطين”.
وقد جاءت هذه الاحتجاجات على خلفية ارتكاب العدو الإسرائيلي الفظائع في حرب الإبادة على غزة، حيث يطالب المحتجون بوقف دعم بلادهم للاحتلال الإسرائيلي، ووقف التعاون العلمي والبحثي مع جامعات العدو، وسحب الاستثمارات منها.
قمع المحتجين:
بدأ الطلاب الاحتجاجات ثم لحق بهم الأكاديميون، من أساتذة ومدرسين وعلماء، هم نخبة النخبة المفكرة في أمريكا. واللافت للنظر هو القمع الشديد الذي مارسه رجال الشرطة والحرس الوطني، الذين لم يفرقوا بين الطالب والبروفيسور.
تحقيق أماني الطلاب:
تاريخياً، تحققت أماني الطلاب المحتجين. ففي قيامهم ضد حرب فيتنام، في الستينيات والسبعينيات، كان لهم ما أرادوا في إنتهاء الحرب، خلال إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.
كما وقفوا مع حركة الحقوق المدنية التي أنهت التمييز ضد السود هناك. ثم جاءت احتجاجاتهم، خلال الثمانينيات، ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وما هي إلا سنوات قليلة حتى تحققت آمالهم بزوال ذلك النظام البغيض.
فهل يتطلع أهل فلسطين إلى ذلك اليوم الذي تأتيهم فيه “النصرة” من طلاب أمريكا، وليس من العرب والمسلمين؟؟ وهل تتحق أمانيهم بـ “الحرية لفلسطين”، وتصبح فلسطين، كل فلسطين، فعلاً حرة؟.