صدى الشعب – كتب محمد الداودية
في الحديث عن مسيحيي بلادي، هم اهلي وعظام الرقبة، وملح الأرض والزاد، وقرامي البلاد، ونور العالم.
هم المادة 6 من دستورنا التقدمي: “الأردنيون أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات، وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين”.
وفق دستورنا، لا توجد أكثرية ولا أقلية في الأردن. ووفق المعايير الطبقية، فالأقلية هم الأغنياء والأكثرية هم الفقراء.
نعتز ان المسيحيين الأردنيين هم أقدم المجتمعات المسيحية في العالم. لقد عاشوا على أرضهم وعمروها وقاتلوا دفاعاً عنها. ولما لزم، قاتلوا قوات البيزنطيين المسيحيين إلى جانب جيش الفتح الإسلامي في مؤتة، لأن المسيحيين الأردنيين عرب اقحاح، يعتزون بالنبي العربي محمد بن عبد الله، كما نعتز بنبي الله الفلسطيني، عيسى بن مريم، عليهما الصلاة والسلام.
ينحدر اغلبية المسيحيين الأردنيين من صلب بني لخم والغساسنة العرب، الذين سماهم رسولنا العربي الأمين: العزيزات، لأنهم أعزّوا الإسلام.
شارك المسيحيون العرب اخوانهم المسلمين القتال تحت راية القائد البطل صلاح الدين الأيوبي، والبطل المسيحي الفلسطيني الشهيد عيسى العوام، والبطل المسيحي السوري الشهيد الطيار جول جمال، والأمثلة لا تحصى.
ويذكر الخبير سالم ابراهيم الشديفات ان تطوراً كبيراً حدث في بدايات القرن الثالث الميلادي في المجتمع المسيحي الأردني. فقد هاجرت قبائل الغساسنة العرب إلى أرض الأردن وجنوب سوريا.
وحكم قسوس أمير الغساسنة، الجد الأكبر لعائلة القسوس الكركية، شرق الأردن وغربه وسهول حوران وتوسع إلى مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
والسيد المسيح عليه السلام هو في عقيدتنا من رسل الله العظام أولي العزم، فهو معظّم عندنا، والإساءة لاتباعه تساوي الإساءة للإسلام. وهذا ليس رأيي، مع أنني اؤيده، بل هو رأي رب العالمين اجمعين.
قال تعالى: “آمنَ الرَّسولُ بما أُنزِلَ إِليهِ من رَّبهِ وَالمؤمنونَ كلٌّ آمنَ بالله وَملائكتهِ وَكتبهِ وَرسلهِ لا نفرِّقُ بينَ أَحدٍ من رسلهِ”.
المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة. وأعياد مباركة على أبناء بلادي كافة، وعلى المسيحيين العرب، وعلى المسيحيين الشرفاء، الذين يقفون مع الحق والخير والحرية.